إكسبو دبي 2020... حدث تاريخي على أرض عربية

السياق

ساعات قليلة وينطلق معرض إكسبو دبي 2020، في ظاهرة حضارية، ندر أن يكون لها مثيل، بمشاركة وفود من 191 دولة، تتسابق في إبداء أفضل ما لديها.

الحدث الذي ينطلق في الأول من أكتوبر 2021، ويستمر حتى 31 مارس 2022، شارك في الإعداد له، 134 فريقًا من 95 جنسية، عملوا كفريق عالمي واحد لإخراج «إكسبو دبي 2020» في أبهى حلة.

وهو ما أكده الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس دولة الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، خلال زيارة غرفة عمليات إكسبو، استعداداً لانطلاق «الحدث الكبير» قائلًا: إن 134 فريقًا من 95 جنسية، يعملون كفريق واحد لإطلاق حدث عالمي رائد، في دولة جمعت العالم في وقت ومكان واحد، مشيرًا إلى أن «الحدث الأجمل» سيكون علامة فارقة في تاريخ إكسبو.

ويعد «إكسبو دبي 2020» الأول من نوعه في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، بعد نجاح الإمارات عام 2013، في الحصول على حق تنفيذ المعرض على أراضيها، ليكون الأول منذ إقامة المعرض الكبير الذي كان عام 1851.

 

عالم جديد

وبحسب وكالة أنباء الإمارات، من المنتظر أن يسهم الحدث الدولي، في صُنع عالم جديد، والتواصل بين الشعوب على مدى ستة أشهر، تمثِّل احتفالًا بالإبداع والابتكار والتقدُّم الإنساني.

وتشير التوقُّعات إلى أن الحدث العالمي، سيستقطب قرابة 25 مليون زائر من مختلف الجنسيات، ومن داخل الإمارات وخارجها.

تلك الوفود الجمة، التي ندر أن تجتمع في المكان والزمان معًا، ستلتقي وسط أجواء عالية من الطمأنينة والأمان، النابعة من منظومة الإجراءات الوقائية والاحترازية المتكاملة ضد جائحة كورونا، التي تطبِّقها الإمارات، والنتائج الباهرة التي حقَّقتها على مستوى المناعة المجتمعية، ما أدى إلى خفض عدد الإصابات بشكل كبير، بحسب «وام».

وقالت الوكالة الرسمية، إن الإنجازات التي حقَّقتها الإمارات، على صعيد مواجهة جائحة كورونا في كل القطاعات، خاصة القطاع الصحي، أسهمت بتسريع عملية انتقالها إلى مرحلة التعافي المستدام، التي يعد افتتاح «إكسبو 2020 دبي» أحد أبرز مؤشراتها، خصوصًا في ظل عدد الزوار الهائل، المتوقع أن يستقطبهم الحدث، من داخل الدولة وخارجها.

 

البلد الأكثر تطعيمًا

وينطلق «إكسبو دبي 2020»، بالتزامن مع وصول نسبة الحاصلين على الجرعة الأولى، من لقاح كورونا في الإمارات، إلى 93.71 % من إجمالي السكان، في حين أن نسبة متلقي جرعتي اللقاح وصلت إلى 83.03% من إجمالي السكان، لتحتل الإمارات صدارة الدول الأكثر تطعيمًا لجرعة واحدة على الأقل من لقاحات كورونا، وفقًا لموقع Our World in Data.

ورغم ذلك، فإن اللجنة المنظمة لـ«إكسبو دبي 2020»، اتخذت مجموعة من الإجراءات الوقائية ضد كورونا، تضمن توفير أكبر قدر من الأمان، للزوار والمشاركين في هذا الحدث الدولي.

ويجب على الزوار، الذين تبلغ أعمارهم 18 سنة فما فوق، تقديم إثبات تلقيهم أي لقاح معترف به لدى حكومتهم، أو فحص «بي سي آر» سلبي لا تتجاوز مدة صدوره 72 ساعة، ويمكن لحاملي التذاكر، الذين لم يتلقوا اللقاح، ولم يجروا فحص «بي سي آر» خلال هذه الفترة، استخدام منشأة الفحص الطبي المجاورة لموقع إكسبو 2020، حيث تصدر نتيجة الفحص خلال أربع ساعات، وسيكون مجانيًا عند تقديم أي تذكرة سارية من تذاكر «إكسبو دبي 2020».

 

إجراءات مهمة

وحدَّدت اللجنة المنظمة، إجراءات يتعين الالتزام بها في موقع إكسبو دبي 2020، بينها إلزام الزوار بارتداء أقنعة الوجه/الكمامات في كل الأوقات، كما يجب تطبيق التباعد الاجتماعي بين الأفراد، لمسافة لا تقل عن مترين، وسيتم تنظيف جميع الأماكن والمناطق العامة وتعقيمها بانتظام.

وبحسب وكالة «وام»، فإن زوار «إكسبو دبي 2020» سيجدون علامات على الأرض، تشير إلى مسافة التباعد المناسبة، التي يجب التقيُّد بها لدى الوقوف في طابور، أو عند مشاهدة المعروضات والعروض، أو الاستراحة في الحدائق ومناطق الترفيه المنتشرة في موقع الحدث، إضافة إلى مناطق لتناول الأطعمة، مزودة بطاولات متباعدة عن بعضها بشكل كاف، بسِعة جلوس مناسبة.

وتوفِّر اللجنة المنظمة، محطات تعقيم الأيدي على بعد مسافات منتظمة، في جميع أنحاء الموقع، كما تتوفر في موقع الحدث، مرافق مناسبة وفرق عمل متخصصة لمعالجة أي مشكلات طبية محتملة.

 

أجنحة المعرض

معرض إكسبو يتكون من أجنحة عدة أبرزها، الخاص بالمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني، بينما يعد الثاني من الأجنحة الخاصة، كتجربة تجمع بين التعليم والتشويق والإثارة والترفيه.

أما الجناح الثالث، فلشركاء الإمارات، الذين نجحوا في تنظيم المعرض، إذ يتم عرض الإنجازات والابتكارات في شتى المجالات.

ويضم «إكسبو دبي 2020» جناحًا رابعًا لـ 192 دولة، بينما سيكون -لأول مرة في تاريخ معرض إكسبو- لكل دولة الحق في مشاركة جناحها الخاص، لاستكشاف المزيد عن ثقافتها وحضارتها.

 

مواصلات مجانية

من جانبها، أعلنت هيئة الطرق والمواصلات في دبي، توفير تنقل مجاني لزوار معرض إكسبو دبي 2020، عبر رحلات مباشرة بحافلات المواصلات العامة (حافلات إكسبو)، من تسعة مواقع موزعة على مختلف إمارات الدولة.

وأشارت إلى ثلاثة مواقع في أبوظبي، وموقعين في الشارقة، وموقع واحد في عجمان ورأس الخيمة والفجيرة ومدينة العين، تكون فيها جميع خدمة حافلات المواصلات العامة مجانية، لنقل زوار معرض إكسبو من دبي، ومن مختلف إمارات الدولة.

وأكدت أنها توفِّر خدمة نقل الركاب، من مواقف المركبات إلى بوابات المعرض الثلاث وهي: (الفرص، والتنقل، والاستدامة)، وكذلك خدمة حافلات داخلية لنقل الزوار بين البوابات داخل المعرض: (حافلات تنقل الجمهور).

وأشارت إلى أنه من المتوقُّع أن يستقبل إكسبو دبي 2020، العديد من الزوار يوم الجمعة، مناشدة الراغبين في الحضور، إيقاف مركباتهم في مواقف محطة مترو جبل علي، والانطلاق بالمترو إلى موقع الحدث، برحلة تستغرق 18 دقيقة فقط.

 

حفل الافتتاح

يبث حفل افتتاح معرض إكسبو دبي 2020، على الهواء مباشرة عبر أكثر من 430 موقعًا في جميع أنحاء الإمارات، ما يمنح الجميع فرصة متابعة هذا الحدث «الاستثنائي»، وسيكون الجمهور في كل مكان بالإمارات، على موعد مساء الخميس، مع مشاهدة حفل الافتتاح عبر شاشات في مواقع عدة، بينها المطارات ومراكز التسوق والفنادق وغيرها من معالم الدولة، ومتابعة فقرات الحفل على الهواء مباشرة.

تحيي الحفل نخبة من الفنانين العرب والعالميين، بينهم فنان العرب، محمد عبده، وفنانة العرب، الفنانة الإماراتية أحلام، والفنان حسين الجسمي، سفير إكسبو 2020 دبي، والنجمة الإماراتية الصاعدة ألماس، والمغنية اللبنانية الأمريكية ميساء قرعة.

وتضم قائمة النجوم العالميين، المشاركين في الحفل، مغني الأوبرا الشهير أندريا بوتشيلي، والمغنية ومؤلفة الأغاني البريطانية إيلي غولدينغ، وعازف البيانو الصيني لانغ لانغ، والفنانة أنجيليك كيدجو، والمغنية ومؤلفة الأغاني أندرا داي.

ويمكن للموجودين في إمارة أبوظبي، متابعة الحدث الدولي من منطقة «ياس بلازا»، بينما يتم توفير شاشات عرض للحدث، في عدد من المواقع برأس الخيمة، بينها الكورنيش وجزيرة المرجان والمنار مول.

ويعرض أكثر من 240 فندقًا في الإمارات، أمسية افتتاح إكسبو 2020 دبي، تشمل فنادق روف وأرماني والعنوان وفيدا من إعمار، إضافة إلى فنادق أكور والماريوت وهيلتون، وفنادق (آي إتش جي) وفنادق روتانا، وفنادق مجموعة جميرا، وفنادق حياة، وفندق أتلانتس النخلة.

يعرض حفل الافتتاح الرسمي لإكسبو 2020 دبي في مطاري أبوظبي ودبي الدوليين، إلى جانب فعاليات لمشاهدة الحفل تنظمها طيران الإمارات، ودلسكو، ومجموعة ترمينوس، ولوريال، ونيسان.

 

الألعاب النارية

تعقب حفل الافتتاح في اليوم التالي، ثلاثة عروض للألعاب النارية في أنحاء مختلفة من مدينة دبي، بمناسبة انطلاقة فعاليات الحدث الدولي وفتح أبوابه للجمهور.

وتقام فعاليات الألعاب النارية، في الثامنة وعشرين دقيقة من مساء الأول من أكتوبر 2021، في دبي فيستيفال سيتي، ذا بوينت (نخلة جميرا)، برواز دبي.

 زمن العروض سيصل إلى 76 ألفًا و620 دقيقة طوال فترة الحدث الدولي، تروي حكايات عبر القصص الترفيهية والثقافية، المحلية والعالمية، تتنوع بين قصص الكون، وقصص عن الصمود والتكيّف، وأخرى عن الطبيعة، وغيرها الكثير.

يشكل الافتتاح تتويجًا لجهود 10 سنوات، من التخطيط والإعداد، لاستضافة أول إكسبو دولي، هو الأكثر تنوعاً على الإطلاق في تاريخ الحدث الدولي، الممتد 170 عاماً.

 

أعمال فنية

وللمرة الأولى في الإمارات والعالم العربي، تتشابك أعمال كبار الفنانين المعاصرين، المحليين والعالميين، في النسيج العمراني والهندسي لموقع إكسبو 2020 دبي، في سردية بصرية وحسي،ة دافقة بالأفكار والصور البصرية، ترسخ الطابع الإبداعي لموقع إكسبو ومستقبله الحضري.

وكلف «إكسبو دبي 2020» فنانين محليين وعالميين، لإبداع أعمال فنية معاصرة في الأماكن العامة، تنسجم مع رؤية إكسبو 2020 دبي، في تواصل العقول وصنع المستقبل، وتتناغم مع الخطة الطموحة، التي تم تصميم موقع إكسبو 2020 دبي على أساسها، والتي تهدف للترحيب بالعالم أثناء فعالياته، ليكون الموقع امتداداً عمرانياً مستقبلياً لمدينة دبي، بعد أن يغلق الحدث الدولي أبوابه في 31 مارس 2021، ويتحول إلى منظومة الابتكار الحضرية «دستركت 2021» التي ستمثِّل نموذجًا لمدن المستقبل الذكية.

ويتضمن البرنامج أعمالًا فنية معاصرة في الأماكن العامة، من إبداع نخبة من الفنانين هم «أسماء بلحمر، أوليفر أليسون، حمرا عباس، خليل رباح، شيخة المزروعي، عبد الله السعدي، عفراء الظاهري، منيرة القديري، نادية الكعبي لينك، هيجيو يانج وينكا شونيباري».

وكشف إكسبو 2020 دبي، عن أول عمل فني في موقعه، الذي سيكون مساحة لا نظير لها للإبداع والفن المعاصر، تجتمع فيه أعمال الفنانين من مختلف أنحاء العالم، لتشكل نقاط جذب ومعالم محورية في الفضاء العام، تضفي على الموقع معاصرة وحيوية.

العمل الفني، يحمل اسم كميرا للفنانة الكويتية منيرة القديري، وهو منحوتة على شكل رأس حفار للبترول كبير الحجم ذي ألوان متغيرة ومشعة، إلا أن حجم العمل وألوانه تجعله يبدو كسفنية فضائية، أو كائن مستقبلي هبط من الفضاء إلى الموقع، وهو نتاج أبحاث الفنانة في الملامح الجمالية المشتركة بين البترول واللؤلؤ، من حيث الألوان وصفات المادة، وكذلك تأثير هذين العنصرين في الحياة الاجتماعية والاقتصادية في منطقة الخليج العربي، في محاولة لتقديم تخيُّل فني للمستقبل، من خلال النظر للماضي والحاضر.