بعد التهديدات غير المسبوقة .. هل تمنع الصين نانسي بيلوسي من زيارة تايوان؟

الصين أصدرت تحذيرات صارخة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الرحلة المرتقبة إلى تايوان، التي تعتزم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إجراءها، ما أثار تخوفات مسؤولي البيت الأبيض، الذين يعارضون زيارتها

بعد التهديدات غير المسبوقة .. هل تمنع الصين نانسي بيلوسي من زيارة تايوان؟
نانسي بيلوسي

ترجمات -  السياق 

ناقوس خطر جديد دق مع إعلان واشنطن زيارة محتملة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، ما أثار تواترات مع الصين التي حذرت من رد عسكري.

وقالت صحيفة فايننشال تايمز، إن الصين أصدرت تحذيرات صارخة لإدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن بشأن الرحلة المرتقبة إلى تايوان، التي تعتزم نانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الأمريكي إجراءها، ما أثار تخوفات مسؤولي البيت الأبيض، الذين يعارضون زيارتها.

وقال ستة مطلعين على التحذيرات الصينية، إنها كانت أقوى بكثير من التهديدات التي وجهتها بكين في الماضي، عندما كانت غير راضية عن الإجراءات أو السياسة الأمريكية بشأن تايوان.

وهددت الصين ​​بـ«اتخاذ إجراءات صارمة» إذا مضت بيلوسي قدمًا بالزيارة المقررة في أغسطس المقبل، لكن أحد الأشخاص قال إن الصين أعربت عن «معارضة أقوى» للولايات المتحدة في السر أكثر من ذي قبل.

وبحسب صحيفة فايننشال تايمز، فإن العديد من المطلعين على الوضع قالوا إن الخطاب الخاص للصين ذهب إلى أبعد من ذلك، من خلال اقتراح رد عسكري محتمل.

وبينما لم تكن بكين صريحة بشأن ردود فعلها المحتمل، قالت الصحيفة البريطانية، إن جيشها قد يحاول منع بيلوسي من الهبوط في تايوان، أو اتخاذ إجراءات أخرى لعرقلة زيارتها، مثل استخدام طائرات مقاتلة لاعتراض طائرتها العسكرية الأمريكية.

حافة الهاوية

وقال العديد من الأشخاص إن البيت الأبيض كان يحاول تقييم ما إذا كانت الصين توجه تهديدات خطيرة أو تمارس سياسة حافة الهاوية، في محاولة للضغط على بيلوسي، للتخلي عن رحلتها.

وعارض مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان ومسؤولون كبار في مجلس الأمن القومي الزيارة، بسبب خطر تصعيد التوتر عبر مضيق تايوان، وفقًا لما ذكره مطلعان على النقاش.

ورفض مجلس الأمن القومي التعليق على ما إذا كانت الإدارة قد حثت بيلوسي على إلغاء رحلتها، بينما قال جون كيربي رئيس الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، إن فريق مجلس الأمن القومي قدَّم «السياق والحقائق والمعلومات الجيوسياسية ذات الصلة»، وإن رئيسة مجلس النواب اتخذت قراراتها الخاصة.

وأثار جدل الرحلة قلق حلفاء واشنطن، الذين يخشون أنها قد تؤدي إلى أزمة بين الولايات المتحدة والصين، وفقًا للعديد من المطلعين على الوضع.

قلق متزايد

وفي مثال آخر على القلق المتزايد، قطع السفير الأمريكي لدى الصين نيك بيرنز، زيارة مفاجئة لواشنطن هذا الأسبوع وعاد إلى بكين، بسبب المخاوف المتزايدة بشأن تايوان وأيضًا للتحضير لمكالمة هاتفية بين الرئيس جو بايدن ونظيره الصيني شي جين بينغ، بينما رفضت وزارة الخارجية الأمريكية التعليق.

وقال بايدن -هذا الأسبوع- إنه يتوقع التواصل مع شي نهاية الشهر، في محادثات من المتوقع أن تناقش قضية تايوان، التي ظهرت كنقطة اشتعال خطيرة.

وأرسلت الصين عددًا متزايدًا من الطائرات الحربية إلى منطقة تحديد الدفاع الجوي في تايوان، منذ أن تولى بايدن منصبه، وفي مايو الماضي، قال بايدن إن الولايات المتحدة ستتدخل عسكريًا، للدفاع عن تايوان من أي هجوم صيني.

رحلة تثير الجدل

وأثير الجدل عن رحلة بيلوسي، بعد أن كشفت «فايننشال تايمز» أنها تعتزم زيارة تايوان لإظهار الدعم، لأن تايبيه تواجه ضغطًا متزايدًا من الصين، في سياق العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا، الأمر الذي زاد المخاوف من عمل عسكري صيني.

كما ستزور بيلوسي ووفدها اليابان وسنغافورة وإندونيسيا وماليزيا، إلا أن توقيت الزيارة حساس بالنسبة للصين، بحسب «فايننشال تايمز»، التي قالت إنها ستأتي في الأول من أغسطس، الذي يحتفى فيه بالذكرى السنوية لتأسيس جيش التحرير الشعبي.

وقد تتزامن أيضًا مع الاجتماع السنوي لقيادة الحزب الشيوعي في منتجع بيدايهي الساحلي، حيث تتناقش الكوادر السياسة، لكنهم يعالجون أحيانًا صراعات السلطة.

ويعد الاجتماع أكثر أهمية هذا العام، حيث يتعين على شي أن يمهد الطريق لتأمين فترة ثالثة غير مسبوقة كرئيس للحزب، في المؤتمر العشرين للحزب الشيوعي الصيني في نوفمبر.

ومنذ تطبيع الولايات المتحدة العلاقات مع الصين وتحويل الاعتراف الدبلوماسي من تايبيه إلى بكين عام 1979، حافظت على سياسة «صين واحدة» التي تعترف بموجبها ببكين كحكومة وحيدة للصين، بينما تعترف فقط بموقف بكين بأن تايوان جزء من الصين.

واتهمت بكين بايدن بإضعاف تلك السياسة، من خلال اتخاذ خطوات مثل إرسال وفد رفيع المستوى من المسؤولين الأمريكيين السابقين إلى تايبيه.

وستكون بيلوسي أكبر سياسي أمريكي يزور تايوان، منذ أن سافر رئيس الجمهوريين آنذاك نيوت جينجريتش إلى تايبيه عام 1997، وتعارض بكين أي خطوات يبدو أنها تضفي الشرعية على تايوان كدولة مستقلة، أو تجعل العلاقة الأمريكية أكثر رسمية.

ويقول بعض الخبراء إن الصين تعتقد خطأً أن البيت الأبيض ينسق الزيارة، لأن بيلوسي وبايدن ينتميان إلى الحزب نفسه، رغم أن الكونجرس مستقل ولا يملك بايدن سلطة منع خطط سفرها.

مخاطر الزيارة

وأطلع البنتاغون -هذا الأسبوع- بيلوسي على السيناريوهات التي يمكن أن تحدث إذا سافرت إلى تايبيه. وبعد هذا الإحاطة، قال بايدن للصحفيين: «الجيش يعتقد أنها ليست فكرة جيدة في الوقت الحالي لبيلوسي للمضي قدمًا»، لكن المسؤولين الأمريكيين قالوا إن الجيش أوضح -ببساطة- المخاطر المرتبطة بهذه الزيارة.

وفي مؤتمر صحفي، في اليوم التالي، قالت بيلوسي إن بايدن لم يثر أي قلق بشأن الرحلة، التي رفضت تأكيدها. ومع ذلك أشارت إليها بشكل غير مباشر بالقول إن بايدن بدا كأنه يشير إلى بعض السيناريوهات التي يمكن أن تحدث إذا زارت تايوان.

وقالت: «أعتقد أن ما قاله الرئيس هو أنه ربما كان الجيش يخشى أن يتم إسقاط طائرتنا أو شيء من هذا القبيل من قبل الصينيين. لقد سمعت ذلك من خلال القصص المتناقلة، لكنني لم أسمعها من الرئيس».

وقال الذين تم إطلاعهم على شؤون الأمن القومي في تايبيه، إن الخطر من أن بكين قد تصعد بشكل ملحوظ «العدوان» العسكري ردًا على زيارة بيلوسي، كان أكثر وضوحًا من العام الماضي، في ضوء التوتر المتزايد.