4 سيناريوهات محتملة... هل تلجأ الصين لغزو تايوان؟

تنفيذ غزو واسع النطاق ليس بأي حال من الأحوال الخيار الوحيد أمام الصين لإجبار تايوان على الخضوع إليها.

4 سيناريوهات محتملة... هل تلجأ الصين لغزو تايوان؟

السياق

منذ بدء الجيش الروسي التوغل داخل الأراضي الأوكرانية، أواخر فبراير الماضي، عبَّـر مراقبون دوليون عن مخاوفهم من غزو الصين لتايوان، التي تعدها مقاطعة متمردة يجب إعادة توحيدها مع البر الرئيس، بالقوة إذا لزم الأمر، إذ ترى بكين أن الجزيرة المتمتعة بالحكم الذاتي جزء من أراضيها، وكررت أنها عازمة على استعادة السيطرة عليها ولو بالقوّة.

لكن تنفيذ غزو واسع النطاق ليس الخيار الوحيد أمام الصين، لإجبار تايوان على الخضوع إليها.

في هذا التقرير نعرض أبرز السيناريوهات التي يمكن أن تنفذها بكين:

 

ضمّ جزر بعيدة

يمكن للصين أن تغزو بعض أو كل جزر تايوان البعيدة عن الجزيرة الأساسية، إذ تقع كل من جزيرتي كينمن وماتسو على بعد نحو 10 كيلومترات قبالة ساحل الصين الرئيس، وتعرضتا لقصف مدفعي مستمر بعد نهاية الحرب الأهلية الصينية.

كما يمكن أن تستهدف بكين أيضًا مصالح تايوانية في بحر الصين الجنوبي، مثل جزيرة براتاس المرجانية، أو حتى تايبينغ الواقعة في سلسلة جزر سبراتلي البعيدة.

وإذا أرادت التصعيد أكثر يمكنها الاستيلاء على أرخبيل بينغو الأقرب إلى تايوان، الذي يقع على بعد قرابة 50 كيلومترًا من الجزيرة الرئيسة.

بدوره، يقول الأدميرال المتقاعد لي هسي مين، الذي كان قائدًا للقوات المسلحة التايوانية حتى عام 2019: "أهمية بينغو الاستراتيجية تفوق أهمية الجزر الأخرى".

ويضيف في تصريح لوكالة فرانس برس: "إذا احتل جيش التحرير الشعبي بينغو سيشكل ذلك موطئ قدم لهجمات قصيرة المدى وتحقيق تفوق جوي".

ويورد تقرير للكلية الحربية البحرية الأميركية، أن هناك "عددًا من المزايا المهمة" لاستراتيجية انتزاع جزر تكون قاعدة لهجمات أخرى، تبدأ من الجزر التايوانية النائية.

لكن يمكن للصين أيضًا أن تختار عدم مهاجمة الجزيرة الرئيسة، واستخدام عمليات الضم للضغط الدبلوماسي والنفسي على تايبيه.

 

إغلاق جمركي

يمكن أن تفرض الصين "إغلاقًا جمركيًا"، أي السيطرة بشكل فعال على الحدود الجوية والبحرية لتايوان، ومعاينة السفن والطائرات الآتية، والسماح بمرور المركبات "البريئة" وتحويل "المشبوهة" إلى الموانئ الصينية.

ويورد تقرير لمجلس العلاقات الخارجية نُشر عام 2021 أنه وفق هذا السيناريو "ستسمح الحكومة الصينية لشعب تايوان بإدارة شؤونه الخاصة في الجزيرة بعض الوقت على الأقل مع إظهار أنها تسيطر على ما يدخل وربما ما يخرج".

كما سيظل مسموحًا إدخال واردات الغذاء والطاقة، وكذلك حركة الركاب بالعبّارات اليومية مثلًا.

ويذكر التقرير أن "الهدف هو إجبار تايوان على قبول فقدانها السيطرة، وقطع تايوان على الأقل عن عمليات نقل المعدات العسكرية والخبراء الأجانب المرتبطين بها".

 

حصار

قد تختار بكين أيضًا فرض حصار على مضيق تايوان، ما يمنع إدخال وإخراج أي شيء.

وأوردت وزارة الدفاع التايوانية في تقرير نشرته عام 2021 أنه "في الوقت الحاضر، يستطيع جيش التحرير الشعبي فرض حصار على موانئنا الحيوية ومطاراتنا ومسارات رحلاتنا الخارجية، لقطع خطوط اتصالاتنا الجوية والبحرية والتأثير في تدفق إمداداتنا العسكرية ومواردنا اللوجستية وكذلك استدامة العمليات".

وقال ضابط الاستخبارات الأميركي المتقاعد لوني هينلي للجنة المراجعة الاقتصادية والأمنية الأميركية الصينية في فبراير من العام الماضي، إن الصين ستكون قادرة على مواصلة حصارها "إلى أجل غير مسمى"، حتى باستعمال قدر محدود جدًا من القوة.

 

حملة قصف

يمكن لجيش التحرير الشعبي أن يمتنع عن تنفيذ غزو بري، ويلجأ بدلًا من ذلك إلى الضربات الجوية والصاروخية، لتدمير البنية التحتية العسكرية والمدنية الرئيسة، ما يؤدي إلى شلّ دفاعات تايوان.

ويمكن أن تستخدم الصين الحرب الإلكترونية لتحقيق الهدف نفسه.

وصرّح المحلل الأمني والمسؤول السابق في وزارة الدفاع الأميركية أندرو كريبينفيتش لصحيفة ذي تلغراف البريطانية بأنه "إذا تصرف جيش التحرير الشعبي وفقًا لعقيدته، من المحتمل أن نشهد هجومًا إلكترونيًا هائلًا مدعومًا بتشويش على نطاق واسع وأشكال أخرى من الحرب الإلكترونية على الجزيرة، لتعطيل البنية التحتية الحيوية وروابط القيادة العسكرية".

ويمكن للصين أيضًا أن تختار قصف تايوان لإخضاعها، مستغلة تفوقها الجوي لترويع سكان الجزيرة.

لكن الباحث في معهد إس. راجاراتنام للدراسات الدولية بسنغافورة جيمس شار، يعتقد أن احتمال التسبب بـ"إراقة دماء ودمار لدى من يسمونهم إخوانهم الصينيين" يحول دون اتخاذ هذا القرار.