حان وقت إنهاء الحرب الأوكرانية... قمة العشرين تلتئم وسط ترقب دولي واسع

في أول أيام القمة، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء. 

حان وقت إنهاء الحرب الأوكرانية... قمة العشرين تلتئم وسط ترقب دولي واسع

السياق

«حان الآن وقت إنهاء الحرب الأوكرانية»، شعار رفعته قمة مجموعة العشرين، في اجتماعاتها التي التأمت الثلاثاء، في بالي بإندونيسيا بحضور دولي واسع، وبترقب من كل الدول، لما ستؤول إليه نتائج القمة التي وصفت بـ«المهمة».

ووسط ارتفاع معدلات التضخم، التي تفاقمت جراء العملية العسكرية الروسية لأوكرانيا، ودفع بملايين إلى حافة الفقر والعديد من الدول نحو الركود، يجتمع زعماء مجموعة العشرين في بالي، بينما يأمل حلفاء الولايات المتحدة أن تقرب الرياح الاقتصادية غير المواتية، التي تولدت عن الحرب بين دول المجموعة، التي تشعر بقلق عميق من ارتفاع الأسعار رغم حذرها بشأن إدانة روسيا.

وفي افتتاح القمة، دعا الرئيس الإندونيسي جوكو ويدو الدول الأعضاء في مجموعة العشرين إلى «إنهاء الحرب»، قائلًا: «يجب علينا إنهاء الحرب. إذا لم تنتهِ الحرب، سيكون من الصعب على العالم المضي قدمًا».

ورفضت جاكرتا، التي تنتهج سياسة خارجية محايدة، الضغوط الغربية قبل القمة لعدم دعوة موسكو، بحسب وكالة رويترز، التي قالت إن الرئيس الإندونيسي، دعا الدول الأعضاء في المجموعة لتجنُّب حرب باردة أخرى بين القوى الكبرى، قائلًا: يجب ألا نقسم العالم إلى أجزاء، وألا نسمح للعالم بالوقوع في حرب باردة أخرى.

وأشار ويدودو إلى أن تكتل الاقتصادات الكبيرة، يجب أن ينجح في معالجة أزمات العالم الأكثر إلحاحًا، مضيفًا: اليوم العالم ينظر إلينا. هل سنحقق نجاحًا، أم نضيف فشلًا آخر؟ بالنسبة لي، يجب أن تكون قمة مجموعة العشرين ناجحة وألا تفشل.

بينما خاطب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي القمة، عبر الفيديو، قائلًا إنه «حان الوقت الذي يجب، والذي يمكن فيه وقف الحرب الروسية المدمرة»، مضيفًا: «هذا سينقذ آلاف الأرواح».

من جانبه، أكد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، التزام بلاده بدورھا في أسواق الطاقة، وأجندتھا الرائدة في قطاع الطاقة النظيفة.

وأوضح في كلمته التي ألقاها في الجلسة الرئيسة للقمة السابعة عشرة لرؤساء دول مجموعة العشرين وحكوماتها في بالي، أن دولة الإمارات جسدت هذا الالتزام، من خلال استثمارات بـ 50 مليار دولار بمجال الطاقة النظيفة في أكثر من 40 دولة عبر العالم، وتأسيسها تحالف القرم من أجل المناخ، بالشراكة مع جمھورية إندونيسيا، إضافة إلى إطلاقها مبادرة تسريع تحول الدول النامية نحو الطاقة المستدامة، بالتعاون مع الوكالة الدولية للطاقة المتجددة.

وشدد على أن دولة الإمارات ستستمر، بوصفها مركزاً اقتصادياً عالمياً، ببذل أقصى الجھود لضمان استدامة سلاسل الغذاء والدواء، وتسخير إمكاناتھا وموانئھا وطيرانھا لدعم مبادرات وأھداف الأمن الغذائي.

 

بيان إدانة

ونقلت «فرانس 24»، عن مسؤول أمريكي رفيع، قوله إن قمة مجموعة العشرين ستصدر بيانًا في ختام اجتماعاتها، تندد فيه أغلبية الدول الأعضاء بشدة بالحرب الروسية ضد أوكرانيا. 

المسؤول الذي تحدث بشرط عدم كشف هويته قال: «أعتقد أنكم سترون معظم أعضاء مجموعة العشرين ينددون بوضوح بالحرب الروسية في أوكرانيا، ويرون أن هذه الحرب المصدر الأساسي للمعاناة الاقتصادية والإنسانية في العالم».

وأشار المسؤول الى أن البيان الذي سيصدر نهاية القمة، هذا الأسبوع في بالي، سيُظهر أن مجموعة العشرين تقوم بشكل فعلي بـ«عزل روسيا» العضو في المجموعة التي تضم أكبر اقتصادات العالم.

وقالت مسودة الإعلان، التي أكدها دبلوماسي أوروبي: «كانت هناك آراء أخرى وتقييمات مختلفة للوضع والعقوبات»، مضيفة: «إدراكـًا منا بأن مجموعة العشرين ليست منتدى لحل القضايا الأمنية، فإننا ندرك أن القضايا الأمنية يمكن أن تكون لها عواقب وخيمة على الاقتصاد العالمي».

يأتي ذلك، بينما قرر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، عدم المشاركة في قمة بالي، التي يمثل روسيا فيها وزير الخارجية سيرغي لافروف، إلا أنه «مع اعتراض روسيا حتى على استخدام كلمة حرب لوصف محاولتها إخضاع أوكرانيا المجاورة، سرت تكهنات حول كيفية أو ما إذا كانت دول مجموعة العشرين ستستجيب للأزمة بطريقة جماعية».

 

لقاءات على هامش القمة

وفي أول أيام القمة، التقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء. 

وقالت وكالة الأنباء السعودية «واس»، إنه جرى خلال اللقاء تبادل الأحاديث الودية، واستعراض العلاقات الأخوية وعدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

كما اجتمع رئيس الوزراء البريطاني الجديد مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، في لقاء دعا خلاله ريشي سوناك –الثلاثاء- إلى بذل جهود لتحقيق الاستقرار في أسواق النفط.

وقال ناطق باسم داونينغ ستريت: "في ضوء الارتفاع العالمي في أسعار الطاقة الناجم عن الغزو الروسي لأوكرانيا، قال رئيس الوزراء إنه يأمل أن تواصل المملكة المتحدة والسعودية العمل لتحقيق الاستقرار في أسواق الطاقة"، مضيفًا أن المسؤولين ناقشا أيضًا "النشاط المزعزع للاستقرار" لإيران، الخصم الإقليمي للسعودية.

وعن اللقاء، قالت وكالة الأنباء السعودية (واس)، إنه جرى خلال الاجتماع استعراض علاقات الصداقة والتعاون بين البلدين في عدد من المجالات، إلى جانب مناقشة تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية والجهود المبذولة تجاهها.

والتقى ولي العهد السعودي كذلك، على هامش انعقاد القمة، المدير العام لصندوق النقد الدولي كريستالينا غورغييفا، في لقاء استعرضا خلاله مجالات التنسيق بين المملكة والصندوق وتبادل الآراء في عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

بايدن وأردوغان

قال مكتب الرئاسة التركية إن الرئيس رجب طيب أردوغان التقى نظيره الأمريكي جو بايدن، على هامش قمة مجموعة العشرين في جزيرة بالي بإندونيسيا الثلاثاء.

وقد تشمل مباحثات رئيسي البلدين العضوين في حلف شمال الأطلسي، تمديد اتفاق البحر الأسود الذي يسمح بتصدير الحبوب الأوكرانية، وطلب أنقرة شراء طائرات إف-16 المقاتلة، وتوسيع الحلف، والهجوم الذي شهدته اسطنبول مطلع الأسبوع.