رسالة موجهة إلى بوتين... حلف الناتو يبدأ أكبر مناورة جوية في تاريخه
حفزت حرب روسيا ضدّ أوكرانيا التحالف العسكري الغربي، الذي أنشئ قبل نحو 75 عامًا لمواجهة الاتحاد السوفييتي.

السياق
يبدأ حلف شمال الأطلسي، أكبر مناوراته الجوية بتنسيق من ألمانيا، لإظهار وحدة صفّ أعضائه أمام التهديدات المحتملة، لا سيّما من روسيا.
ومن المنتظر أن يستمر تدريب "إير ديفيندر 23" حتى 23 يونيو، وسيضمّ نحو 250 طائرة عسكرية من 25 دولة عضو وحليفة لحلف شمال الأطلسي، منها اليابان والسويد المرشحة للانضمام إلى الحلف الدفاعي.
يشارك نحو عشرة آلاف شخص، في هذه المناورات الهادفة إلى تعزيز التشغيل المشترك والحماية من المسيّرات وصواريخ كروز، حال وقوع هجوم على مدن أو مطارات أو موانئ، واقعة ضمن أراضي حلف شمال الأطلسي.
وأطلِقت فكرة التدريبات عام 2018 في إطار الرد على ضم روسيا شبه جزيرة القرم عام 2014، رغم أنها لا تستهدف "أي طرف" على وجه التحديد، حسبما قال الجنرال إينغو غيرهارتس، قائد القوات الجوية الألمانية، أثناء تقديمه التمرين.
رسالة إلى بوتين
وأضاف غيرهارتس، أن حلف شمال الأطلسي مصمم على الدفاع عن كل شبر من أراضيه، "نحن تحالف دفاعي وهذه المناورات خُطط لها على هذا الأساس".
لكنه أكّد أيضًا أنه لن يرسل "أي طائرة باتجاه كالينينغراد على سبيل المثال"، وهو الجيب الروسي المحاذي لبولندا وليتوانيا العضوين في حلف شمال الأطلسي.
وأضاف: "نحن حلف دفاعي وهذا التدريب مصمم على هذا الأساس".
لكن هذه المناورات لإيصال رسالة خصوصًا إلى روسيا، حسبما أوضحت السفيرة الأمريكية في ألمانيا إيمي غاتمان للصحفيين.
وقالت: "سأكون مندهشة جدًا إن لم يُلاحظ أي زعيم في العالم ما يظهره ذلك، لروح هذا التحالف وماذا تعني قوته، وهذا يشمل فلاديمير بوتين الرئيس الروسي".
وأضافت: "نُضاعف قوتنا من خلال تنسيقنا المشترك".
حفزت حرب روسيا ضدّ أوكرانيا التحالف العسكري الغربي، الذي أنشئ قبل نحو 75 عامًا لمواجهة الاتحاد السوفييتي.
وطلبت فنلندا والسويد، اللتان حافظتا على حياد رسمي، لتجنُّب أي صراع مع موسكو، الانضمام إلى الأطلسي بعد بدء الغزو الروسي في 24 فبراير 2022.
تشمل المناورات تدريبًا عملياتيًا وتكتيكيًا، خصوصًا في ألمانيا وأيضًا في تشيكيا وإستونيا ولاتفيا.
وسيزور المستشار الألماني أولاف شولتس -الجمعة- الطيارين المتمركزين في مطار شليسفيغ-جاغيل شمالي ألمانيا.
ورأى مدير الحرس الجوي الوطني الأمريكي الجنرال مايكل لوه أن مهام (الناتو) أصبحت عند "منعطف".
وقال: "تغير كثير في المشهد الاستراتيجي العالمي خصوصًا في أوروبا".
وأضاف أن المناورة تهدف إلى "استكمال الوجود الدائم للولايات المتحدة في أوروبا" وتوفير تدريب "على نطاق أوسع مما ينجز عادة في القارة".
اضطرابات محتملة
وأوضح مايكل لوه أن عديد طيّاري التحالف سيعملون معًا للمرة الأولى، مضيفًا: "يتعلق الأمر بالحفاظ على العلاقات القديمة لدينا وببناء علاقات جديدة أيضًا".
وتابع: "يتعلق الأمر بإرساء ما تعنيه مواجهة قوة عظمى في سياق التنافس بين القوى العظمى".
وأشارت غاتمان إلى أن لا مشاريع حالية لجعل تدريب "إير ديفيندر 23" مناورة منتظمة، لكنها قالت أيضًا: "نتمنّى ألّا يكون هذا التدريب هو الأخير".
وبالحديث عن الاضطرابات المحتملة، التي قد يشهدها الطيران المدني خلال المناورة، شدّد غيرهارتس على أن المنظمين سيقومون "بكل ما في وسعهم" للحد من تأخير أو إلغاء الرحلات، في وقت تبدأ العطلة المدرسية في بعض المناطق الألمانية.
وأصبحت منظمة حلف شمال الأطلسي (الناتو)، التي تأسست بداية الحرب الباردة، منظمة الدفاع العسكري الرئيسة المشتركة، وتضم 31 دولة عضو في أوروبا وأمريكا الشمالية.