توتر العلاقات بين الهند وباكستان.. عائق أمام وصول المساعدات لأفغانستان

برنامج الغذاء العالمي يقول إن 5% فقط من السكان الأفغان لديهم ما يكفي من الطعام، مشيرًا إلى أن أفغانستان تعاني نقص القمح بـ 2.5 مليون طن هذا العام بسبب الجفاف

توتر العلاقات بين الهند وباكستان.. عائق أمام وصول المساعدات لأفغانستان
نساء أفغانيات يحصلن على مواد غذائية

ترجمات – السياق

قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن توتر العلاقات بين الهند وباكستان، يقف عائقًا أمام وصول المساعدات الإنسانية إلى أفغانستان، في أحدث مؤشر على أن المنافسات الإقليمية، التي تطارد الدولة الهشة لعقود، لا تزال مؤثرة حتى في تقديم المساعدة المنقذة للحياة للبلد الآسيوي.

وأضافت الصحيفة الأمريكية، أن الهند وباكستان استضافتا اجتماعيين منفصلين بشأن أفغانستان، في محاولة لحث الأطراف الدولية والإقليمية، على تقديم مساعدات إلى الدولة التي يواجه فيها الملايين خطر المجاعة مع حلول الشتاء القارس، إلا أن المفارقة أن إسلام أباد تعرقل عبور شحنة من القمح الهندي والأدوية إلى أفغانستان، من دون أسباب.

قادة أمنيون من إيران إلى روسيا، التقوا الأربعاء في نيودلهي، للمطالبة بتقديم مساعدة إنسانية «من دون عوائق» لأفغانستان، حيث يواجه الملايين المجاعة مع حلول الشتاء، والخميس التقت مجموعة أخرى من القادة في العاصمة الباكستانية إسلام أباد، للحث على تقديم مساعدات «غير منقطعة».

علاقة متوترة

«نيويورك تايمز» تقول: رغم الموافقة على مساعدة أفغانستان، فإن العلاقة المتوترة بين الهند وباكستان تقف في طريق وصول 50 ألف طن من القمح الهندي إلى كابل، مشيرة إلى أن مسؤولين هنودًا قالوا إن باكستان تتباطأ في الموافقة على طلبهم الذي قدَّموه قبل سبعة أسابيع، لنقل القمح والأدوية عبر 400 ميل من أراضيها، للوصول إلى الأفغان المحتاجين.

لكن رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، قال في اجتماع مع وزير خارجية طالبان، إن الحكومة ستدرس بشكل إيجابي الطلب الأفغاني بالسماح بالقمح الهندي، في وقت لم يعلق فيه المسؤولون الباكستانيون على سبب استغراق ردهم على الهند كل هذا الوقت، أو متى يمكن السماح بالعبور. 

برنامج الغذاء العالمي يقول إن 5% فقط من السكان الأفغان لديهم ما يكفي من الطعام، مشيرًا إلى أن أفغانستان تعاني نقص القمح بـ 2.5 مليون طن هذا العام بسبب الجفاف.
وتقول «نيويورك تايمز»، إن الصراع والانهيار الاقتصادي، بعد تولي طالبان زمام الأمور، أديا إلى تفاقم المشكلة، مشيرة إلى أن نحو 23 مليون شخص في أفغانستان، يواجهون انعدامًا حادًا في الأمن الغذائي، بينما يوجد تسعة ملايين على شفا المجاعة، وفقًا لبرنامج الغذاء العالمي، وهو وكالة تابعة للأمم المتحدة.
وأشارت إلى أن المانحين تعهدوا في سبتمبر الماضي، بتقديم أكثر من مليار دولار لمساعدة أفغانستان، مؤكدة أن الاحتياجات الغذائية وحدها تتطلب أكثر من 200 مليون دولار شهريًا، وتشعر منظمات الإغاثة بالقلق من نقص التمويل في الربيع، حيث من المتوقع أن يصل عدد المتضررين من الجوع إلى الذروة.

تبرع الهند

وأوضحت أن تبرع القمح من الهند، يمكن أن يفي بـ 10 من 50 ألف طن من القمح يحتاجها برنامج الغذاء العالمي للفترة من يناير إلى مايو.

 وبينما لم ترد باكستان على طلب الهند، اعترف مسؤولون دبلوماسيون باكستانيون لصحيفة نيويورك تايمز، بأنهم تلقوا الطلب وقالوا إنهم يدرسونه، لكنهم لم يعلقوا على المدة التي قد يستغرقها.

وعلى مدى العقدين الماضيين، عندما أدى الجفاف إلى نقص متكرر للحبوب في أفغانستان، غالبًا ما كانت الهند، التي تنتج فائضًا من الحبوب، تساعدها في كثير من الأحيان.
لكن العلاقات بين باكستان والهند ظلت متوترة باستمرار، بما في ذلك بشأن منطقة كشمير المتنازع عليه، وانخفضت إلى مستوى متدنٍ في السنوات الأخيرة، بعد أن نُسبت الهجمات المميتة للمتشددين في الهند إلى الدعم الباكستاني.
واستخدمت الهند مؤخرًا ميناء تشابهار في إيران، لإرسال شحنات القمح إلى أفغانستان، وهو طريق أطول وأكثر تكلفة، كما تحولت إلى ضغط القمح وتحويله إلى بسكويت عالي البروتين لتقليل الحمولة بشكل كبير.

 

حارس البوابة

وزادت عودة طالبان إلى السلطة تعقيد قضايا النقل، فباكستان، حيث وجدت طالبان ملاذًا لها خلال تمردها المستمر منذ 20 عامًا، تلعب الآن في نواح كثيرة دور حارس البوابة لأفغانستان.

وبينما استعدت دول كثيرة في المنطقة، لاحتمال عودة طالبان إلى السلطة من خلال التحوط بمراهناتها مع الجماعة، قبل انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان، استمرت الهند في وضع ثقلها وراء الحكومة الأفغانية.

وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الانهيار المفاجئ لتلك الحكومة، وهروب الرئيس الأفغاني، قللا نفوذ الهند في بلد استثمرت فيه بكثافة على مدى العقدين الماضيين.

وحتى في الوقت الذي تكافح فيه الهند، للتغلب على واقع أفغانستان الجديدة بقيادة طالبان، استجابت لنداء وكالة الأمم المتحدة للمساعدة من خلال 50 ألف طن من القمح.

وفي 7 أكتوبر الماضي، سلَّمت الحكومة الهندية خطابًا إلى السلطات الباكستانية، يسلط الضوء على أهمية الأمر ويطلب المساعدة «على وجه السرعة»، لمنح عبور القمح والأدوية عن طريق البر إلى أفغانستان، على حد قول مسؤول هندي كبير.

تأتي معظم الحبوب الهندية من شمالها، لا سيما ولاية البنجاب، حيث يقع معبر واجاه الحدودي، وتقع أفغانستان على بعد 400 ميل فقط بالسيارة عبر باكستان من هذا المعبر.

في الأسابيع السبعة التي انقضت، منذ أن قدمت الهند طلبها بالعبور، تصاعدت الدعوات لتقديم المساعدة الإنسانية لأفغانستان، بما في ذلك في المنتديات التي حضرها مسؤولون من الهند وباكستان.

 

متى يمكن السماح بمرور القمح؟

على هامش حدث الشهر الماضي في موسكو، التقى مبعوثون هنديون ممثلي طالبان، وتشير تصريحات طالبان إلى أنه تمت مناقشة عرض المساعدة الإنسانية.

ولم يأتِ اعتراف باكستان العلني بالقمح رداً على الهند، بل جاء على لسان مسؤولي طالبان، الذين طلبوا من باكستان السماح بمرور القمح، وكان التوقيت يتحدث فقط عن الانقسامات في المنطقة في وقت أزمة إنسانية.

وقالت «نيويورك تايمز»، إن باكستان والصين رفضتا حضور اجتماع قادة الأمن الإقليميين في نيودلهي، وبدلاً من ذلك، استضافت باكستان وزير خارجية طالبان في اليوم نفسه، فضلاً عن ممثلين من الصين وروسيا والولايات المتحدة في اليوم التالي، لإجراء محادثاتها الخاصة.

وقال مسؤولون باكستانيون، إن وزير خارجية طالبان أمير خان متقي طلب من خان السماح بمرور القمح، بينما قال مكتب خان إنه «سيفكر بشكل إيجابي في طلب الأشقاء الأفغان»، لكنه لم يوضح متى يمكن السماح بمرور القمح.