سد النهضة وبرنامج إيران النووي ودور تركيا في ليبيا.. يتصدران لقاء السيسي وبينيت

السيسي قال إن مصر تسعى دائما للسلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنه تحدث مع بينيت بصراحة جدا وشجاعة حول العديد من القضايا.

سد النهضة وبرنامج إيران النووي ودور تركيا في ليبيا.. يتصدران لقاء السيسي وبينيت

السياق

«أرسينا الأساس لعلاقات عميقة تمضي قدما»، كانت جزءًا من تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت الذي أصبح أول رئيس للحكومة الإسرائيلية، يزور مصر رسمياً، منذ الإطاحة بالرئيس السابق حسني مبارك، قبل نحو 10 سنوات.

والتقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الاثنين، رئيس الوزراء الإسرائيلي، في شرم الشيخ، قرب الحدود بين البلدين، في قمة، تأتي بناء على دعوة وجهتها مصر، الشهر الماضي، لبينيت، الذي تولى رئاسة الوزراء خلفا لبنيامين نتنياهو، قبل 3 أشهر بعد الانتخابات العامة، في محاولة من القاهرة لإحياء مباحثات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

وقال الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية المصرية، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن الرئيس السيسي استقبل، بمدينة شرم الشيخ رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالى بينيت، في لقاء حضره من الجانب المصري وزير الخارجية سامح شكري ورئيس المخابرات العامة عباس كامل، ومن الجانب الإسرائيلي، الدكتور آيال هولاتا رئيس مجلس الامن القومي الإسرائيلي والفريق اول آلي جيل السكرتير العسكري لرئيس الوزراء وشيمريت مائير كبيرة المستشاريين والسفيرة الإسرائيلية بالقاهرة.

ملفات المباحثات

المحادثات التي شهدتها مدينة شرم الشيخ، ناقشت تطورات العلاقات الثنائية في مختلف المجالات، فضلاً عن مستجدات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، خاصةً ما يتعلق بالقضية الفلسطينية، بحسب الناطق باسم الرئاسة المصرية.

من جانبه، أكد الرئيس المصري، أن بلاده تدعم كافة جهود تحقيق السلام الشامل بالشرق الأوسط، استنادا إلى حل الدولتين وعلى أساس قرارات الشرعية الدولية، بما يسهم في تعزيز الأمن والرخاء لكافة شعوب المنطقة.

كما أكد أهمية دعم المجتمع الدولي جهود مصر لإعادة الإعمار بالمناطق الفلسطينية، بالإضافة إلى ضرورة الحفاظ على التهدئة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، لاسيما مع تحركات مصر المتواصلة لتخفيف حدة التوتر بين الجانبين بالضفة الغربية وقطاع غزة، بحسب الناطق باسم الرئاسي.

وقال السيسي إن مصر تسعى دائما للسلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أنه تحدث مع بينيت "بصراحة جدا وشجاعة حول العديد من القضايا".

وأضاف: "حتى في قضايانا وأزمة سد النهضة التي وجدت فيها تفاهم مشترك مع الجانب الإسرائيلي، قلت إنه لا بد أن يحل في إطار من التفاوض والحوار الحيوى".

وتابع الرئيس: "عند الحديث عن أزمة سد النهضة قال إن هناك تفاهم مشترك، وتتم معالجة هذا الأمر في إطار التفاوض والحوار للوصول إلى اتفاق بشأن هذا الموضوع الذي نعتبره حياة أو موت".

 

اجتماع هام

من جهة أخرى، قال رئيس الوزراء نفتالي بينيت الاثنين، إنه عقد «اجتماعا هاما وجيدا للغاية» مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في شرم الشيخ، أرسينا فيه «الأساس لعلاقات عميقة تمضي قدما».

وشكر بينيت السيسي على دور «مصر المهم» في المنطقة، مشيرا إلى أنه بعد أكثر من أربعة عقود، لا تزال اتفاقية السلام بين إسرائيل ومصر «بمثابة حجر الزاوية في أمن واستقرار الشرق الأوسط»، وفقا لبيان صادر عن مكتبه، نشرته «تايمز أوف إسرائيل».

وأكد بينيت على «الدور المهم الذي تلعبه مصر في الحفاظ على الاستقرار الأمني في قطاع غزة، وكذلك في المساعدة على تأمين إطلاق سراح مدنييّن إسرائيلييّن ورفات جنديين إسرائيليين محتجزين لدى حركة حماس».

ترحيب حار

فيما قالت «تايمز أوف إسرائيل»، إن القمة الأولى التي تُعقد منذ عشر سنوات بين زعيمي البلدين، رحب خلالها السيسي برئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد علنا وبحرارة.

وأكدت الصحيفة الإسرائيلية، أن مصر حاولت في الأشهر الأخيرة أن تلعب بشكل علني دور الوسيط المسؤول والفعال بين إسرائيل وحماس، مشيرة إلى أن القاهرة كان لها دور مركزي في التفاوض على وقف إطلاق النار الذي أنهى حرب مايو/أيار الماضي، بين إسرائيل وغزة بعد 11 يوما من القتال.

وأوضحت الصحيفة، أنه في أعقاب الحرب، سعت مصر أيضا إلى لعب دور في إعادة إعمار غزة، وتسهيل المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحماس بشأن وقف إطلاق نار طويل الأمد.

منع تسلح حماس

من جانبه، قال مسؤول حكومي إسرائيلي، إن القادة ناقشوا إجراءات لمنع حماس من إعادة التسلح – بما في ذلك تعزيز الرقابة على معبر رفح الحدودي – وتجنب التصعيد مع القطاع الساحلي، فضلا عن التفاوض بشأن تبادل الأسرى مع إسرائيل.

وأكد المسؤول الحكومي الإسرائيلي، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، في تصريحات لـ«تايمز أوف إسرائيل»، أن البرنامج النووي الإيراني ودعم طهران للجماعات المسلحة كانت من بين الموضوعات الرئيسية التي تمت مناقشتها بين الزعيمين.

وأشار إلى أنهما ناقشا أيضًا تحديات إقليمية مهمة أخرى، بما في ذلك دور تركيا في الحرب الليبية، والتوترات المصرية-الإثيوبية بشأن مشروع سد النهضة الإثيوبي الكبير على النيل، وخطر الجماعات الإرهابية، مؤكدًا أن بينيت والسيسي تطرقا أيضا إلى العلاقات الإسرائيلية-المصرية، وتحدثا عن سبل زيادة التجارة الثنائية والسياحة بشكل كبير.

وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فإن مقاطع الفيديو الملتقطة من الاجتماع الذي كان نادرا – أول زيارة دبلوماسية عامة منذ عقد –أظهرت كلا الزعيمين وهما يبتسمان ويتبادلان المجاملات، مشيرة إلى أن العلم الإسرائيلي وضع خلف بينيت بينما جلس مقابل السيسي لالتقاط صورة.

ويمثل اجتماع الاثنين أول زيارة علنية لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مصر منذ أكثر من عقد من الزمن، منذ التقى رئيس الوزراء السابق بنيامين نتنياهو بالرئيس المصري آنذاك حسني مبارك في عام 2011، فيما لم يزر نتنياهو مصر بشكل رسمي مرة أخرى، رغم أن الجانبين التقيا في «اجتماعات عمل» سرا على مر السنين، بحسب الصحيفة.

مصالح أمنية

وبحسب تقارير إسرائيلية، فإن حكومتي القاهرة وتل أبيب، تشتركان في مصالح أمنية وثيقة في قطاع غزة – فمصر، مثل إسرائيل، ترى أن قادة حماس في القطاع يشكلون تهديدا خطيرا – وكذلك في سيناء وشرق البحر المتوسط.