بعد تلويح بوتين باستخدام السلاح النووي.. ما رد أمريكا؟

كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجَّه تهديدًا مستترًا باستخدام الأسلحة النووية، في خطاب ألقاه الأربعاء وأعلن فيه تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني.

بعد تلويح بوتين باستخدام السلاح النووي.. ما رد أمريكا؟

السياق

بعد تهديدات بوتين باستخدام السلاح النووي، طلبت الولايات المتحدة من روسيا، عبر قنوات خاصة، إنهاء خطابها الذي تثير من خلاله التهديد النووي في حربها على أوكرانيا، وهو سلاح حذرت واشنطن من أنه قد تكون لاستخدامه عواقب "كارثية".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وجَّه تهديدًا مستترًا باستخدام الأسلحة النووية، في خطاب ألقاه الأربعاء وأعلن فيه تعبئة جنود الاحتياط بعد تقدم ميداني حققه الجيش الأوكراني.

وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في مقابلة بثّت الأحد تقارير تفيد بأن الولايات المتحدة أرسلت تحذيرات سرية إلى روسيا لثنيها عن خيار الحرب النووية.

وصرح بلينكن لبرنامج "60 دقيقة" عبر شبكة سي بي إس الإخبارية في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة "كنا واضحين جدًّا مع الروس علنًا، وكذلك سرًّا، من أجل وقف الحديث الفضفاض عن الأسلحة النووية".

وقال بلينكن "مهم جدًا أن تسمع موسكو منا وتعلم منا أن العواقب ستكون مروعة. وقد أوضحنا ذلك جيدًا"، مشددا على أن "أي استخدام للأسلحة النووية ستكون له آثار كارثية، بالطبع على الدولة التي تستخدمها، ولكن على دول عدة أخرى أيضًا".

من جهته حذر أحد كبار مستشاري الرئيس الأميركي جو بايدن الأحد من أن العواقب ستكون "كارثية" إذا نفّذ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تهديده باستخدام السلاح النووي في الحرب على أوكرانيا.

وقال مستشار الأمن القومي للبيت الأبيض جيك سوليفان لشبكة إن بي سي، إن الولايات المتحدة تعتزم أن تجعل روسيا تفهم بوضوح "ما ستكون عليه العواقب إذا سلكت الطريق المظلم لاستخدام الأسلحة النووية"، مشددًا على أن هذه العواقب "ستكون كارثية".

وأضاف "لدينا القدرة على التحدث مباشرة على مستوى عالٍ (مع الروس) لنقول لهم بوضوح ما هي رسالتنا والاستماع إلى رسالتهم". وأوضح سوليفان "لقد حدث ذلك في شكل متكرر خلال الأشهر الأخيرة، بل إنه حدث في الأيام الفائتة"، لكنَّه لم يَخُض في التفاصيل الدقيقة لطبيعة قنوات الاتصال المستخدمة؛ وذلك سعيًا إلى "حمايتها".

وقال سوليفان عبر برنامج "واجه الأمة" على شبكة سي بي إس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها "سيردون بشكل حاسم. لقد كنا واضحين ومحددين بشأن ما سيترتب على ذلك".

 

-العقيدة العسكرية الروسية-

سبق لواشنطن أن حذرت مرارًا من احتمال لجوء موسكو إلى أسلحة نووية، وقبل أن يلوح الرئيس الروسي ضمنًا بهذا التهديد، كان بايدن قال في 16 أيلول/سبتمبر ردًا على سؤال عن هذا الموضوع "لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. لا تفعلوا ذلك. ستُغيّرون وجه الحرب بطريقة لم نشهدها منذ الحرب العالمية الثانية".

وبعد أن أعلن الرئيس الروسي استعداده لاستخدام "كل ما لديه من وسائل" دفاعية، رفعت واشنطن نَبْرَتها مجددًا، مشددة على أنها تأخذ هذا التهديد "على محمل الجد" ومتوعدة بردٍّ "قاسٍ".

وفي خطاب متلفز الأربعاء، لمح بوتين إلى القنبلة الذرية، قائلًا إنه مستعد لاستخدام "كل الوسائل" في ترسانته ضد الغرب الذي اتهمه بأنه يريد "تدمير" روسيا.

تعد روسيا والولايات المتحدة أكبر قوتين نوويتين في العالم، وتسمح العقيدة العسكرية الروسية باستخدام أسلحة نووية تكتيكية في ساحة المعركة لإجبار العدو على التراجع. وسئل وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف خلال مؤتمر صحفي السبت في الأمم المتحدة عن تصريحات بوتين، فاكتفى بالقول إن عقيدة موسكو "وثيقة مفتوحة".

وتنص العقيدة العسكرية الروسية على إمكان اللجوء إلى ضربات نووية إذا تعرضت أراضٍ تعتبرها موسكو تابعة لها لأي هجمات، وهو ما قد تكون عليه الحال في المناطق الأوكرانية التي تُجرى فيها منذ يوم الجمعة استفتاءات لضمها إلى روسيا.

من جهته قال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لبرنامج "واجه الأمة"، إن تهديد بوتين النووي المستتر "يمكن أن يكون حقيقة"، مشيرا إلى أن النشاط العسكري الروسي في محطات الطاقة النووية في أوكرانيا هو "الخطوات الأولى لابتزازه النووي".

وقال الزعيم الأوكراني عن بوتين "إنه يريد تخويف العالم بأسره". وتابع "لا أعتقد أنه يخادع. أعتقد أن العالم يردعه ويحتوي هذا التهديد. نحن بحاجة إلى مواصلة الضغط عليه وعدم السماح له بالاستمرار" في ذلك.

واستُخدمت الأسلحة النووية مرتين في التاريخ، عام 1945، عندما دمرت الولايات المتحدة مدينتي هيروشيما وناغازاكي اليابانيتين ما أسفر عن مقتل أكثر من مائتي ألف شخص. واستسلمت الإمبراطورية اليابانية بعد أيام، ما وضع حدًّا للحرب العالمية الثانية.