لماذا نجح جعفر العمدة وتحت الوصاية في رمضان؟
يرى الناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، أن قرابة 7 أعمال على الأكثر نجحت في تقديم وجبة فنية جيدة مطابقة للمعايير والتف حولها الجمهور للنهاية بشغف، في مقدمتها جعفر العمدة لمحمد رمضان وتحت الوصاية لمنى زكي.

تقرير: حسن حمدي سليم
مع وصول سباق دراما رمضان إلى محطته الأخيرة، يبدو أن قطار الأعمال الناجحة والبارزة وصل إلى الثلاثين من رمضان، وفي جعبته عدد قليل من المسلسلات المصرية، التي التف حولها الجمهور ونالت إشادات النقاد.
الأعمال الدرامية المصرية جاءت متنوعة، بين الدراما والكوميديا والفانتازيا، مع عودة المسلسلات الدينية التاريخية عبر "رسالة الإمام"، وتجاوزت ثلاثين عملًا قُدِّم نحو نصفها في 15 حلقة.
ووفقًا للناقد الفني المصري أحمد سعد الدين، فقرابة 7 أعمال على الأكثر نجحت في تقديم وجبة فنية جيدة مطابقة للمعايير والتف حولها الجمهور للنهاية بشغف، في مقدمتها "جعفر العمدة" لمحمد رمضان و"تحت الوصاية" لمنى زكي.
خلطة النجاح
ويوضح سعد الدين، في تصريحات خاصة لـ "السياق" أن "جعفر العمدة" رقم 1 بلا منازع لمزجه مكونات النجاح من التعددية لعناصر التشويق والقصة الجيدة، إضافة إلى كتابة النص كاملًا قبل بدء التصوير، وهو أساس النجاح، الذي أدى إلى خروج العمل مُتماسكًا واضحًا في خيوطه الدرامية من دون إخلال.
ويتابع أن الاستعانة بالنجمة هالة صدقي في دور الأم، كان له أثره في خروج المسلسل بهذا الشكل، وفي جذب المشاهد.
واحتل "جعفر العمدة" صدارة ترتيب المشاهدات على تطبيقات البث "Watchit" في مصر و"شاهد" بدول الخليج، وحقق نسبة مشاهدات عالية عبر القنوات الفضائية.
وقال مخرج العمل محمد سامي، في تصريحات مُتلفزة إن نجاح "جعفر العمدة" تفوق على ما حققه مسلسي "البرنس" و "الأسطورة"، وإنه تجاوز مرحلة المسلسل إلى مرحلة التعايش العام للبيوت والأسر على مستوى الوطن العربي.
ويرى أحمد سعد الدين، أن نجاح "تحت الوصاية" لم يكن بسبب نجومية منى زكي فقط، لكن لمناقشته قضية مستوحاة من الواقع، وتقديمها في قالب إنساني بامتياز.
وحرك مسلسل تحت الوصاية المياه الراكدة، في ما يخص قانون الولاية على أموال اليتامى، وأعلن عدد من نواب البرلمان المصري التقدم بطلبات لتعديله ومراجعته، بما يتفق مع الظروف الحالية.
"على الجانب الآخر مسلسل علاقة مشروعة لياسر جلال ومي عمر، تناول قضية اجتماعية مهمة، هي العلاقات المتداخلة وتأثيرها في الأسر، وقدمها بشكل مُتمكن وجيد" يقول الناقد الفني أحمد سعد الدين.
أزمة الكوميديا
أما المسلسلات الكوميدية فيوضح سعد الدين لـ " السياق" أن "كامل العدد" كان الأفضل بين 3 مسلسلات كوميدية قُدمت في رمضان الحالي، وأنه قدم لغة متوازنة وأسلوبًا كوميديًا جيدًا.
ويتابع أن المسلسلين الآخرين هما "الكبير أوي" و"الصفارة"، وأن مشكلة الأول تكمن في نجاحه الضخم الموسم الماضي، ثم البقاء حيث هو وعدم تقديم مزيد من النجاح، هذا العام.
ويرى سعد الدين أن أزمة الكوميديا في عدم وجود الكاتب القوي المتخصص، فيجنح الكُتاب إلى المبالغات التي تفسد العمل.
كُتاب بمعايير العصر
وبسؤاله: هل أزمة النصوص تخص الكوميديا فقط أم القوالب الأخرى، قال الناقد الفني المصري إن الكُتاب الحاليين جيدون -بمعايير العصر- في تقديم سيناريو جيد وحبكة تجذب المشاهد ونهاية ممتعة، لكن لا يوجد من يقدم أعمالًا توازي ما قدمه أيقونات السيناريو والحوار مثل أسامة أنور عكاشة، أو محمد جلال عبد القوي، ومحمد صفاء عامر.
أما ورش الكتابة فيرى سعد الدين أنها تجربة عالمية، يقود خلالها كاتب كبير العمل، ليوحد خيوط النص الدرامي، ويُخرجه متناسقًا كوحدة واحدة، لكن الأزمة في مصر تأخر ورش العمل على المسلسل، فيكتب كل عضو بالورشة ما يراه مناسبًا، وتكون مساحة التعديل صغيرة لضيق الوقت.