كيف يستخدم حزب الله الفن والألماس في غسل الأموال؟

جامع أعمال فني بارز وُضع على قائمة عقوبات وزارة الخزانة واتُهم في الولايات المتحدة، بسبب مزاعم بأنه يستخدم مجموعته، التي تضمنت روائع بابلو بيكاسو وأنتوني جورملي وآندي وارهول، لغسل الأموال لصالح جماعة حزب الله اللبنانية.

كيف يستخدم حزب الله الفن والألماس في غسل الأموال؟

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية، أن حزب الله اللبناني، لديه عديد من الأنشطة المشبوهة، التي يستخدمها في تجارته، للتهرب من العقوبات الأمريكية، التي تستهدفه.

آخر تلك الأنشطة التي أنعشت خزائن حزب الله، استخدام الفن والاتجار بالقطع الفنية والألماس، كغطاء لعمليات غسل أموال وتوفير التمويل اللازم، ما دفع بريطانيا إلى فرض عقوبات على شخص يتاجر في القطع الفنية لصالح الحزب.

وقالت «الغارديان»، إن جامع أعمال فني بارز وُضع على قائمة عقوبات وزارة الخزانة واتُهم في الولايات المتحدة، بسبب مزاعم بأنه يستخدم مجموعته، التي تضمنت روائع بابلو بيكاسو وأنتوني جورملي وآندي وارهول، لغسل الأموال لصالح جماعة حزب الله اللبنانية.

ناظم أحمد، تاجر الألماس والفنون، الذي وقف في منزله ببيروت وظهر في مقال عن «أجمل منازل العالم والرائعين الذين يعيشون فيها»، استهدفته المملكة المتحدة تحت كاونتر جديد، قوى الإرهاب.

 

الفن طريق غسل الأموال

كانت وزارة الخزانة الأمريكية، وضعت ناظم على قائمة العقوبات، والثلاثاء، وجهت محكمة في نيويورك اتهامات له، إلى جانب ثمانية متهمين بينهم ابنه وابنته، لتحدي تلك المحظورات، من خلال استكمال معاملات فنية ومجوهرات بـ 160 مليون دولار.

ومنذ عام 2019، ألقي القبض على مشتبه به، لم يذكر اسمه في المملكة المتحدة، كجزء من التحقيق الأمريكي، بحسب «الغارديان»، التي قالت إن ناظم أحمد، الذي لم يحدد مكانه، لم يرد على طلب للتعليق، عندما تواصلت معه عبر معرضه في بيروت أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

في إعلان وزارة الخزانة البريطانية عن العقوبات، وُصف ناظم أحمد بأنه ممول مشتبه به لحزب الله، وهي حركة سياسية شيعية مدعومة من إيران، صنفتها حكومة المملكة المتحدة جماعة إرهابية عام 2019.

ووفقًا لوزارة الخزانة الأمريكية، فإن أحمد، الذي لديه 172 ألف متابع على «إنستغرام» لديه مجموعة فنية كبيرة في المملكة المتحدة، ومعروف جيدًا في مجتمع الفن البريطاني، حيث يقال إنه عمل مع «عديد من الفنانين المقيمين في المملكة المتحدة والمعارض الفنية والمزادات».

وقالت وزارة الخزانة إن جميع أصول أحمد في المملكة المتحدة، بما في ذلك ما وُصفت بأنها «مجموعة فنية واسعة النطاق»، جُمدت الآن، مشيرة إلى أن الفنانين البريطانيين والمعارض ودور المزادات مُنعت من التعامل معه أو مع ست شركات محددة، بما في ذلك معرضه الفني في بيروت، الذي تديره ابنته هند ناظم أحمد.

 

إجراءات حازمة

بدورها، قالت وزيرة الخزانة في مجلس اللوردات جوانا بن: «سندافع بشكل استباقي عن اقتصادنا ضد أولئك الذين يسعون إلى إساءة استخدامه»، مشيرة إلى «أن الإجراءات الحازمة التي اتخذناها ستضيق الخناق على أولئك الذين يمولون الإرهاب الدولي، وتعزيز الأمن الاقتصادي والوطني للمملكة المتحدة».

وتقول الصحيفة البريطانية، إن ناظم أحمد متهم باستخدام الفن للإيواء وغسل الأموال لأغراض الإرهاب، مشيرة إلى أن استخدام الفن، وهو قطاع يميل تاريخيًا إلى السرية وحماية الخصوصية، لغسل الأموال، يشمل شراء وبيع قطع عالية القيمة لإخفاء أصول الأموال التي كان الحصول عليها بطريقة غير مشروعة.

ويمكن بيع القطع بسهولة نسبيًا عبر الحدود الوطنية من دون تنبيه السلطات، بينما تسمح الطبيعة الذاتية لقيمة الفن بأن تتضخم الأسعار أو تنكمش بسهولة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن سوق الآثار والفنون والممتلكات الثقافية بلغت قيمتها العالمية 65.1 مليار دولار عام 2021، وفقًا لفريق العمل المالي، وهي هيئة حكومية دولية لمراقبة غسل الأموال، أصدرت تقريرًا في فبراير الماضي، لتقديم المشورة بشأن أفضل الممارسات التنظيمية.

 

لائحة اتهام

ومنذ خمس سنوات، ظهر ناظم أحمد في مقالات بصحف عدة، تقول «الغارديان»، مشيرة إلى أن مجموعة ناظم أحمد تضمنت أعمال جان ميشيل باسكيات و Ai Weiwei و Thomas Heatherwick و Marc Quinn، بين آخرين.

وخلال مقابلة، تحدث أحمد أيضًا عن أول عملية شراء فنية له، وصفها بأنها عمل على الورق لبيكاسو، كانت أوائل التسعينيات.

وعام 2019، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على أحمد وآخرَيْن، ووصفته بأنه الممول الشخصي للأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، مشيرة إلى أن ناظم أحمد كان يعد «مانحًا ماليًا رئيسًا لحزب الله» منذ عام 2016.

ووفقًا للائحة الاتهام المكونة من تسع تهم، التي كُشف عنها الثلاثاء، في محكمة المقاطعة الأمريكية للمنطقة الشرقية من نيويورك، تحدى أحمد والمتهمون معه هذه العقوبات واعتمدوا منذ عام 2019 على شبكة معقدة من الكيانات التجارية للحصول على أعمال فنية قيمة، ومن الفنانين والمعارض الفنية في الولايات المتحدة وتأمين خدمات تصنيف الماس في الولايات المتحدة.

وقالت وزارة العدل الأمريكية -في بيان- إن أحمد كلف بأعمال وتفاوض على بيعها، مع إصراره على أن علاقته ظلت بعيدة عن الأنظار.

وأضافت وزارة العدل: «جرى التعامل مع أعمال فنية وخدمات تصنيف الألماس بـ 160 مليون دولار تقريبًا من خلال النظام المالي الأمريكي»، مشيرة إلى «إلقاء القبض على أحد المتهمين في المملكة المتحدة بناءً على طلب من الولايات المتحدة، ويعتقد أن المتهمين الثمانية الباقين، بمن فيهم أحمد، يقيمون خارج الولايات المتحدة ولا يزالون طلقاء».