تصعيد حوثي.. اختطاف سفينة شحن والتحالف يتوعد باستخدام القوة
التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلن تعرُّض سفينة شحن للقرصنة والسطو من ميليشيات الحوثي، قبالة مدينة الحديدة اليمنية.

السياق
قرصنة واختطاف، تصعيد جديد في اعتداءات مليشيا الحوثي، على حرية الملاحة في مضيق باب المندب بالبحر الأحمر، يكشف ضرورة التكاتف الدولي، لإنهاء وجود الانقلابيين في تلك المنطقة «الحساسة».
فالتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، أعلن تعرُّض سفينة شحن للقرصنة والسطو من ميليشيات الحوثي، قبالة مدينة الحديدة اليمنية، مشيرًا إلى أن سفينة الشحن «روابي» تعرَّضت للقرصنة والاختطاف عند الساعة 23:57 من مساء الأحد، أثناء إبحارها مقابل محافظة الحديدة.
مهمة إنسانية
وقال المتحدث الرسمي باسم قوات التحالف، العميد الركن تركي المالكي، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إن السفينة كانت تقوم بمهمة بحرية من جزيرة سقطرى إلى ميناء جازان، مشيرًا إلى أنها كانت تحمل المعدات الميدانية الخاصة بتشغيل المستشفى السعودي الميداني بالجزيرة، بعد انتهاء مهمته وإنشاء مستشفى هناك.
وبينما أكد تحالف دعم الشرعية، أن حمولة السفينة، كانت تشمل عربات إسعاف، ومعدات طبية، وأجهزة اتصالات، وخيما، إضافة إلى مطبخ ميداني ومغسلة ميدان، فضلًا عن ملحقات مساندة فنية وأمنية، قال إن عملية القرصنة تمثل تهديدًا حقيقيًا لخطر الميليشيات الحوثية الإرهابية، على حرية الملاحة البحرية والتجارة العالمية بمضيق باب المندب وجنوب البحر الأحمر.
التحالف يتوعد
وحمَّل متحدث «التحالف»، الميليشيات الحوثية مسؤولية نتيجة «فعلها الإجرامي» بقرصنة السفينة، وانتهاك مبادئ القانون الدولي الإنساني، ودليل سان ريمو بشأن القانون الدولي، في النزاعات المسلحة في البحار واتفاقيات الأمم المتحدة للبحار.
وطالب التحالف، بضرورة إخلاء سبيل سفينة الشحن بصفة فورية، محذرًا من أن قواته ستتخذ الإجراءات والتدابير اللازمة للتعامل مع هذا الانتهاك، بما فيها استخدام القوة عند الاقتضاء.
تصريحات التحالف، أكدتها هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، التي قالت إنها تلقت أنباء عن وقوع هجوم على سفينة، بالقرب من ميناء رأس عيسى اليمني، ناصحة البحارة بتوخي الحذر الشديد في تلك المنطقة.
وقدَّرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، وهي جزء من البحرية الملكية البريطانية، موقع السفينة على مسافة 23 ميلًا بحريا غربي مرفأ رأس عيسى النفط المطل على البحر الأحمر.
ورغم ذلك، فإن المليشيا الحوثية لم تنكر مصادرتها للسفينة، زاعمة أنها كانت تحمل «معدات عسكرية».
إدانات ومطالبات
حادث اختطاف ميليشيا الحوثي السفينة المدنية، أعربت الأمانة العام لمنظمة التعاون الإسلامي عن إدانتها الشديدة له، مطالبة بإطلاق سراحها فورًا.
وعَـدت المنظمة هذا الاعتداء عملاً إجراميًا من شأنه عرقلة حرية الملاحة البحرية والتجارية، التي تضمنها القوانين والمعاهدات الدولية، ويؤدي إلى وقف إرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب اليمني.
من جانبها، أدانت الحكومة الأردنية، بأشد العبارات تعرُّض السفينة للقرصنة والاختطاف من قِبل مليشيا الحوثي، مؤكدة على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الأردنية، السفير هيثم أبو الفول، استنكار هذه الأفعال الإرهابية، التي تُشكل تهديدًا لحرية الملاحة البحرية وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، مطالبًا بإجلاء السفينة فورًا لاستكمال سيرها.
حوادث سابقة
التهديدات الحوثية للملاحة البحرية لم تكن وليدة اللحظة، بل إن لدى تلك المليشيات المسلحة، سجلًا قاتمًا في الاعتداء على حرية الملاحة في البحر الأحمر، باستخدام الوسائل غير المشروعة.
فأحدث هجوم بحري، كان أواخر 2019، قرب رأس عيسى، عندما سيطرت مليشيا الحوثي المدعومة من إيران فترة وجيزة على سفينة سعودية وسفينتين من كوريا الجنوبية.
وقبل الحادث بأشهر وتحديدًا في 21 يونيو 2019، أعلن تحالف دعم الشرعية تدمير 5 زوارق مفخخة شمال ميناء الحديدة، كانت تهدد الملاحة الدولية.
وفي أبريل 2018، شهد هذا الشهر تصعيدًا للاعتداء الحوثي، ففي مطلعه، تعرضت ناقلة نفط سعودية لهجوم من المليشيات الانقلابية غرب ميناء الحديدة، إضافة إلى احتجاز الانقلابيين في البحر الأحمر قرابة 19 سفينة محملة بالمشتقات النفطية، ومنعها من دخول ميناء الحديدة.
وقبل ذلك التاريخ بعام وثلاثة أشهر، وتحديدًا في 30 يناير 2017، كشف التحالف عن تعرُّض فرقاطة سعودية إلى هجوم شنه مسلحون حوثيون خلال قيامها بدورية قرب ميناء الحديدة، ما أسفر عن مقتل اثنين من طاقم الفرقاطة، وإصابة ثلاثة.
محاولات حوثية بدأها الانقلابيون عام 2015، بشكل عشوائي، وغير ممنهج، زرعوا خلالها الألغام ونشروا القوارب المفخخة في البحر الأحمر، وأطلقوا الصواريخ البالستية من السواحل القريبة من خطوط الملاحة، ما ألهب أحد أكثر خطوط الملاحة زحامًا في العالم.