إيران والإمارات... خطوة جديدة على طريق توثيق العلاقات

أعلن نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السیاسیة علي باقري، تعيين سفير إيران لدى الإمارات

إيران والإمارات... خطوة جديدة على طريق توثيق العلاقات

السياق

بعد أشهر من مراحل عدة، مرت بها العلاقات الإماراتية الإيرانية، اتخذ البلدان خطوة جديدة على طريق توثيق علاقاتهما، بعد خفضها أكثر من سبع سنوات.

فعقب الاتفاق الذي توصلت إليه إيران ودولة الإمارات، العام الماضي، قررت الدولتان -مرة أخرى- رفع مستوى علاقاتهما الدبلوماسية إلى مستوى السفیر.

وقالت وكالة إسنا الإيرانية، إن السفير سيف محمد عبيد الزعابي عاد إلى طهران، لیستأنف عمله رسميًا كسفير لدولة الإمارات في إيران، بعد 7 سنوات.

في المقابل، أعلن نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السیاسیة علي باقري، تعيين سفير إيران لدى الإمارات، مشيرًا إلى أنه يمر الآن بالمراحل النهائية من العمل الإداري، على أن يوفد إلى العاصمة أبوظبي في المستقبل القريب.

وبحسب مصادر إخبارية، فإن سفير إيران الجديد لدى الإمارات هو رضا عامري مدير عام لشؤون الرعایا الإيرانيين بوزارة الخارجية.

وقالت وكالة إسنا، إن رضا عامري كان سفیر إيران في الجزائر والسودان وإريتريا، كما كان مسؤولاً عن شؤون الشرق الأوسط والخليج بوزارة الخارجية الإيرانية، مشيرة إلى أنه سيتوجه في المستقبل القريب، إلى الإمارات ليبدأ العمل في السفارة الإيرانية لدى أبوظبي.

وكان آخر سفير لإيران في الإمارات هو محمد رضا فیاض، الذي عاد إلى إيران قبل نحو 8 سنوات، لتبدأ السفارة الإيرانية في أبوظبي العمل على مستوى القائم بالأعمال، الذي يتولاه حسين حيدري، القائم بالأعمال ومشرف السفارة الإيرانية في أبوظبي.

 

خطوات على الطريق

كان مستشار الأمن الوطني في دولة الإمارات الشيخ طحنون بن زايد استقبل في مارس الماضي، أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران علي شمخاني.

وقالت وكالة الأنباء الإماراتية «وام» إن طحنون بن زايد وشمخاني بحثا خلال اللقاء مختلف جوانب العلاقات الثنائية وفرص تعزيزها وتطويرها، بما يخدم المصالح المتبادلة للبلدين، خاصة في المجالات السياسية والاقتصادية والتجارية، مشيرة إلى أن الجانبين ناقشا عدداً من القضايا محل الاهتمام المشترك، وتبادلا وجهات النظر بشأنها وأهمية بذل الجهود في سبيل استقرار المنطقة وازدهارها.

كانت دولة الإمارات العربية المتحدة قالت في أغسطس الماضي، إن سفيرها في إيران، سيف محمد الزعابي، سيعود إلى طهران، مشيرة في بيانها -آنذاك- إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الإمارات لتعزيز العلاقات مع إيران، لتحقيق المصالح المشتركة للبلدين والمنطقة بشكل أوسع، وتنفيذًا لقرار للقيادة السياسية، برفع مستوى التمثيل الدبلوماسي بين البلدين.

وفي ديسمبر 2021، زار وفد إماراتي برئاسة مستشار الأمن الوطني الشيخ طحنون بن زايد، إيران، لتحسين التعاون الثنائي.

كانت دولة الإمارات خفضت علاقاتها بإيران، بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران، في يناير 2016، في أعقاب اقتحام محتجين إيرانيين للسفارة السعودية في طهران، بعد أن أعدمت الرياض رجل دين سعودي شيعي بارز، هو نمر النمر.

وبعد سنوات من ذلك الحادث، وتحديدًا عام 2019، خطت دولة الإمارات خطوة نحو التواصل مع طهران، وتبادل بعض المسؤولين البارزين من البلدين المكالمات الهاتفية والزيارات، بما في ذلك وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان الذي زار الإمارات، للمشاركة في مراسم تشييع جنازة رئيس الإمارات الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان في مايو الماضي.

ومنتصف يوليو الماضي، دعا مستشار رئيس دولة الإمارات أنور قرقاش، إلى تخفيف التوترات الإقليمية، مشيرًا إلى احتمال عودة السفير إلى طهران.

وقال قرقاش -آنذاك- إن «نهج المواجهة مع طهران لا تدعمه الإمارات، لكنه أشار إلى أن أنشطة إيران الحالية في المنطقة لا تساعد الجهود الدبلوماسية».

وفي الشهر نفسه (يوليو الماضي)، أجرى وزيرا الخارجية الإماراتي والإيراني محادثة هاتفية، ناقشا فيها تعزيز العلاقات بين البلدين.

والإمارات العربية المتحدة لديها علاقات تجارية مع إيران، منذ أكثر من قرن من الزمان، كما أن إمارة دبي تعد -منذ فترة طويلة- أحد الروابط الرئيسة بين إيران والعالم الخارجي.