دعم الخليج وحملات الإحباط والديون... رسائل السيسي في افتتاح القرية الأولمبية
كلمات السيسي صاحبها تذكير من الرئيس المصري لمواطنيه بما حدث عام 2013 حين أطلع الشعب على الوضع السيئ للبلاد وقتها، وقال إن الأزمات لن تمر بجهد الحكومة أو القيادة وإنما بتكاتف الشعب

السياق
جدد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي شكره للدول الخليجية، لدعمها بلادها عقب ثورة 30 يوليو 2013، في حين كانت تعاني مصر أزمات متلاحقة على الأصعدة كافة، لاسيما على المستويين الاقتصادي والأمني.
الرئيس السيسي قال إن مصر نجحت في تحقيق مسيرة التنمية، بدعم الأشقاء في الخليج، الذين ضخوا عشرات المليارات من الدولار في الاقتصاد المصري، سواء في هيئة أموال مباشرة أم مشتقات بترول، تحولت من البحرين الأحمر والمتوسط إلى الموانئ المصرية، من دون أن تتحمل الدولة المصرية أي أعباء، مشيرًا إلى أن عملية مد مصر بالمواد البترولية بلا مقابل استمرت 18 شهرًا.
وأشار السيسي -خلال كلمة له باحتفالية افتتاح القرية الأولمبية بهيئة قناة السويس- إلى عدم قدرة بلاده في ذلك الوقت على السداد، وعدم امتلاكها ما يكفي من الدولار أو الجنيه المصري، إضافة إلى بيع المواد البترولية بأقل من تكلفتها بنحو 40% نتيجة لسياسات الدعم التي كانت متبعة آنذاك.
أزمات طاحنة
واجهت مصر أزمات طاحنة داخليًا وخارجيًا، في أعقاب إطاحة نظام الإخوان، نتيجة ثورة شعبية انطلقت في 30 يونيو 2013، إلا أن الدول العربية -لاسيما الإمارات والسعودية- أعلنت دعمها الفوري والمطلق للإرادة الشعبية المصرية ونتائج الثورة، وهو ما كان له أثره في استمرار مسيرة الدولة.
الرئيس السيسي -الذي كان يتولى مسؤولية وزارة الدفاع حينها- أكد أنه لولا عشرات المليارات، التي ضخت في الاقتصاد الوطني في ذلك الوقت، لدخلت مصر دوامة من الأزمات لا تنتهي، وأنه يجب الاعتراف بما قدم لنا من أعمال جيدة وإنقاذ للوضع وقتها.
مداخلة السيسي خلال الافتتاحات الجديدة، التي كانت 47 دقيقة، لم تقتصر على الدعم العربي لمصر عام 2013 وإنما تضمنت الحديث عن دور الشعب في مساندته وتحمُّله خلال الفترات السابقة وبناء الدولة، وحجم الديون، ورؤية الدولة لمشاريع الطرق والكباري، التي تشهد تزايدًا خلال الفترة الأخيرة، وكذلك الحديث عن مروِّجي الشائعات وحملات التشكيك، الذين يسعون لخفض الروح المعنوية للمصريين.
الدعم الشعبي والتشكيك
وتساءل الرئيس السيسي عن مدى وقوف الشعب بجوار الدولة حال وجود أزمة بقوله: "طيب أنا عندي أزمة ومشكلة هتتخلوا عني؟ أنا بكلم المصريين هتتخلوا عنها؟ هتسيبوها يعني؟ هتقولوا زي ما قالوا كده لسيدنا موسى إذهب أنت وربك فقاتلا.. واللا إيه؟".
كلمات السيسي صاحبها تذكير من الرئيس المصري لمواطنيه بما حدث عام 2013 حين أطلع الشعب على الوضع السيئ للبلاد وقتها، وقال إن الأزمات لن تمر بجهد الحكومة أو القيادة وإنما بتكاتف الشعب.
وأكد تعرض الدولة لحملات تشكيك مغرضة، بهدف التأثير في الروح المعنوية لدى المصريين، وأنه من الضروري الانتباه لتلك الحملات والرد عليها والتصدي لها، مشيرًا إلى أن هناك من يشكك في تصريحات الدولة بشأن حرصها على تسعير الطاقة والسلع بأقل من تكلفتها الحقيقية على المواطنين، وأن الحكومة تتبع عددًا من إجراءات الحماية والمبادرات، لتوفير السلع بالأسواق بأسعار لا تزيد أعباء المواطن بشكل كبير.
الرئيس المصري شدد على أهمية دعم المواطنيين لجهود الدولة، وألا تصيبهم حملات التشكيك بالإحباط، وأن عواقب ذلك ستكون كبيرة بقوله: "البلاد اللى بتروح يمكن مترجعش، واللى بيتعمل خلال السنين اللى فاتت وحجم الجهد اللي بيتبذل في السنتين تلاتة واللي جايين التشكيك فيهم هايبقا أكتر... طيب ليه؟".
الديون
وأكد السيسي أن ما ينشره الإعلام المناوئ هدفه التأثير في البلاد وإصابة المصريين باليأس، وأن كل موضوع يتم الحديث عنه له خلفية، وأنه يجب عرضه بوسائل الإعلام بتعليقات الإعلام المناوئ وتوضيح الحقائق للمواطن البسيط، وأن هناك محاولات لإضعاف وتخويف المواطن البسيط.
وأشار إلى الديون التي شهدت جدلًا كبيًرا خلال الفترة الماضية، قائلا إن ما حدث بين عامي 2011 و 2013 أثر في الاقتصاد بشكل كبير إلى حد التدمير، وإن الدولة المصرية خسرت 450 مليار دولار في وقت لا تمتلك فيه الكثير من العملة الخضراء، متابعًا أن ما حدث كان على حساب مستقبل مصر وحاضرها، وأن الاجراءات التي تم اتخاذها سيتحمل تكلفتها الجميع.
وقال السيسي، بافتتاح القرية الأولمبية لهيئة قناة السويس: إنني من المكان نفسه عام 2014 أطلقت الدولة حفر القناة الجديدة، ووقتها اشتد الجدال بشأن أهمية المشروع ومدى احتياج الدولة له، وكانت الدولة تحتاج إلى تقريبًا 85 مليار جنيه، تم توفير المبلغ المخصص خلال 10 أيام بعدما حصل اكتتاب، مضيفًا أن ما حدث وقت افتتاح توسعة قناة السويس مثال واضح لما يحدث مع أي مشروع، وأن دخل القناة وقتها 4.8 أو 5 مليارات دولار، أما الآن فبلغ 7 مليارات دولار.