زيارة السلطان هيثم لطهران.. ترحيب إيراني بإعادة العلاقات مع مصر

السُّلطان هيثم بن طارق والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وجَّها حكومتيهما بالعمل على توقيع وثیقة التعاون الاستراتیجی بينهما، في مختلف المجالات التي تعزّز التعاون المشترك.

زيارة السلطان هيثم لطهران.. ترحيب إيراني بإعادة العلاقات مع مصر

السياق

توطيد ثقافة الحوار في المنطقة، لتسوية القضايا العالقة، وتوطيد العلاقات بين دول الجوار بما يحقّق السّلام والازدهار، إحدى نقاط البيان الإيراني العُماني المشترك، الذي كان ختامًا لزيارة اليومين التي أجراها سلطان عُمان لإيران.

وختم السلطان هيثم بن طارق سلطان عمان -الاثنين- زيارة إلى العاصمة الإيرانية طهران، تلبية لدعوة رسمية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي.

زيارة تأتي بعد عام من زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، سلطنة عُمان في مايو من العام الماضي، بدعوة من السلطان هيثم بن طارق.

وعن تلك الزيارة، قال وزير الخارجية العُماني، بدر البوسعيدي، في «تويتر»: «الزيارة التاريخية لسلطان عُمان إلى إيران، تعكس الأهمية التي توليها قيادتا البلدين لتعميق التعاون الثنائي النافع، والحرص المشترك للتشاور على مستوى القمة إزاء عديد من الاهتمامات الإقليمية والدولية، دعمًا للسلم والاستقرار والازدهار».

بينما قالت وكالة الأنباء العمانية، إن زيارة سلطان عُمان إلى إيران تهدف إلى مواصلة التنسيق والتشاور بين قيادتي البلدين، في ما يتعلق بعديد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

وبحسب الوكالة الرسمية للبلد الخليجي، فإن الزيارة تهدف إلى تعزيز التعاون القائم بين البلدين في مختلف المجالات، بما يخدم المصالح المشتركة للدولتين في الوقت الحالي والمستقبل.

 

أهداف الزيارة

وفقًا لتصريحات مسؤولي البلدين، والبيانات الرسمية، فإن الزيارة أكدت ضرورة توطيد ثقافة الحوار في المنطقة، في إشارة إلى محاولات إيران، لإعادة الاندماج في المنطقة، بالبعد عن سياستها العدوانية، وهو ما أثمر عودة علاقاتها مع دول خليجية، بينما باتت مصر على الطريق.

فبحسب تصريحات للمرشد الإيراني، علي خامنئي –الاثنين- خلال لقائه سلطان عُمان هيثم بن طارق، فإن بلاده ترحب بإعادة العلاقات مع مصر.

تصريحات أضيفت إلى سابقاتها، تحدث فيها المرشد الإيراني علي خامنئي، معلنًا دعمه لنهج حكومة الرئيس إبراهيم رئيسي، بالتقارب مع دول الجوار والدول الإسلامية البعيدة، إضافة إلى دول تتشارك مع طهران التوجهات، قائلًا إن سياسة الحكومة لإقامة العلاقات بالجيران مهمة وصحيحة للغاية.

وبحسب خامنئي، فإن «الأيدي الأجنبية تنشط في صنع المشكلات بين إيران وجيرانها، وعليكم ألّا تدَعوا هذه السياسة تتحقق».

توجهات يبدو أنها نالت نصيبًا من تصريحات معظم المسؤولين الإيرانيين، فرئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشورى الإيراني، عباس كلرو، قال إن التطور الشامل للتعاون بين إيران ومصر -كدولتين مهمتين- يصب في مصلحة المنطقة.

وبحسب وكالة مهر الإيرانية للأنباء، فإن المسؤول الإيراني قال إن التاريخ الحضاري والثقافي الطويل الأمد، لشعبي إيران ومصر، سيكون منبرًا مناسبًا لتوطيد العلاقات الودية والشاملة بين البلدين، زاعمًا أن بلاده تسعى جاهدة لتحسين مستوى العلاقات وإحلال السلام والاستقرار في المنطقة.

 

الملفات الأخرى

بحسب بيان مشترك بين سلطنة عُمان وإيران، فإن السُّلطان هيثم بن طارق والرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وجَّها حكومتيهما بالعمل على توقيع وثیقة التعاون الاستراتیجی بينهما، في مختلف المجالات التي تعزّز التعاون المشترك والمنافع المتبادلة، في إطار سبل توطيد العلاقات بین البلدین، ووضع أسس للمحافظة على ديمومتها.

وبحسب وكالة الأنباء العمانية، فإن رئيسي البلدين تباحثا خلال هذه الزيارة في العلاقات الثنائیة وسبل تطويرها المبنیة علی الأخوّة والمصالح المشتركة، خاصة في مجالات التجارة والطاقة والاستثمار والثقافة، بما يعود بالمنفعة المتبادلة ويعزّز العلاقات والمصالح للشعبين.

وأعرب الطرفان عن ارتياحهما لمستوى العلاقات الثنائية، مشيريْن إلى نموّها المتزايد، خاصة بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني، بدعوةٍ من سُلطان عُمان، العام الماضي.

وأعرب الجانبان عن حرصهما على توسيع متزايد للعلاقات في المستقبل، ودعمهما اللجان المشتركة وفرق العمل، وتبادل الزیارات في المجالات المتنوعة لمتابعة تنمية العلاقات.

كما أكد الجانبان الدور الفعّال للقطاع الخاص في البلدين لتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، وأعربا عن ارتياحهما للنموّ المتواصل للتبادل التجاري وزيادة الاستثمارات المشتركة، في ظل هذه العلاقات.

ورحّبا بتوقيع اتفاقيات ومذكرات تفاهم، في المجالات الاقتصادية والتجارية والنقل والاستثمار والطاقة والثقافة، ووجّها بضرورة تفعيل الاتفاقيات القائمة بين البلدين، والعمل على الدخول في اتفاقيات جديدة، تخدم توجهاتهما ومصالحهما المشتركة.

ورحّب الطرفان بتوطيد ثقافة الحوار في المنطقة، لتسوية القضايا العالقة وتوطيد العلاقات بين دول الجوار، بما يحقّق السّلام والازدهار اللذين تطمح إليهما شعوب المنطقة.

بينما أعرب الرئيس الإیرانیّ عن تقديره لجهود السُّلطان هيثم بن طارق والسياسات البنّاءة على الساحتين الإقليمية والدولية، تعميقًا للعلاقات الثنائيّة الإيجابيّة والسّلام والاستقرار في المنطقة.