ماذا يعني دعم أوغان لأردوغان في الجولة الثانية من الانتخابات التركية؟
أعلن المرشح السابق والقومي المتشدد، سنان أوغان، أنه سيدعم الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية في تركيا المقررة الأحد.

ترجمات – السياق
قبل أيام من الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية التركية المقررة الأحد، أعلن المرشح السابق، سنان أوغان، دعمه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مواجهة منافسه كمال كليجدار، فكيف سيؤثر ذلك في مجريات الأمور؟
كان رئيس اللجنة العليا للانتخابات التركية أحمد ينر أعلن في 15 مايو الجاري، أن أردوغان حصل على 49.4 بالمئة من الأصوات، وهو ما يقل عن نسبة الخمسين بالمئة اللازمة للفوز بالانتخابات من الجولة الأولى، بينما حصل المرشح سنان أوغان على 5.2 بالمئة من الأصوات.
ودفع إعلان أوغان دعمه لأردوغان المراقبين إلى التساؤل عن إمكانية تأثير ذلك في جولة الإعادة، في ظل انقسام تحالف "أتا" ما بين داعم لمرشح تحالف الشعب كمال كليجدار أوغلو، وداعم لأردوغان.
صانع الملوك
بدورها، رأت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، أن إلقاء سنان أوغان -صانع الملوك- الذي احتل المركز الثالث في الانتخابات الرئاسية، بثقله خلف أردوغان في جولة الإعادة، يبدو أنه سيحسم الانتخابات لصالح الرئيس المنتهية ولايته، إلا أن عدم وضوح مؤيديه في الجولة الأولى، بخلاف الانقسامات بينهم، يزيد الشكوك في عملية الحسم.
وذكرت أن أوغان -الذي لم يكن معروفًا في الأوساط التركية قبل الانتخابات- اعتمد على موجة من المشاعر المناهضة للهجرة، للحصول على أكثر من خمسة في المائة من الأصوات، في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، التي عقدت في 14 مايو الجاري.
أوغان (55 عامًا) أكاديمي سابق، كان مرشحًا في الجولة الأولى للرئاسة عن تحالف من الأحزاب اليمينية بقيادة حزب النصر المعروف بموقفه المناهض للمهاجرين في تركيا، التي تستضيف أكبر مجموعة من اللاجئين في العالم.
ومع عدم حصول أردوغان، ولا منافسه كمال كيليجدار أوغلو على الأغلبية المطلقة اللازمة للفوز - رغم نسبة الإقبال التي بلغت 89 في المئة تقريبًا- يعمل كلا المرشحين على تأمين 2.8 مليون من مؤيدي أوغان السابقين، قبل جولة الإعادة المقررة الأحد المقبل.
وهناك من يتصور أن تأييد أوغان كافيًا لفوز أردوغان، لكن الأوضاع على الأرض قد تكون خلاف ذلك.
فمنذ تصويت 14 مايو، انقسم "تحالف الأجداد" لأوغان، ما يجعل من الصعب التنبؤ بالطريقة التي سيتبعها ناخبوه الأحد، لأنه ليس لديه هيكل حزبي متماسك يمكن الاعتماد عليه.
ومن أعضاء التحالف الكبار، سيعلن رئيس حزب النصر أوميت أوزداغ موقفه الثلاثاء، في حين أعلن رئيس حزب العدالة فيديت أوز أنه سيدعم كيليجدار أوغلو.
وتعليقًا على قرار أوغان، قال أوزداغ في بيان: "إعلان سنان أوغان دعمه لأردوغان هو فقط اختياره السياسي، وهذا لا يمثل أو يُلزم حزب النصر".
كان أوغان قال إن قراره يستند إلى 4 معايير: "وضع برنامج لإرسال اللاجئين إلى بلادهم واستخدام كل الأدوات لذلك، ومحاربة الإرهاب، وإنشاء وزارة لمواجهة الكوارث بعد الزلازل، واستقرار الوضع الاقتصادي".
وتبع ذلك إعلان حليف أوغان زعيم حزب النصر أوميت أوزداغ أن "قرار أوغان شخصي ولا يمثل الحزب"، مضيفًا أنه سيعلن موقف الحزب الثلاثاء.
ولتبرير تأييده لأردوغان، زعم أوغان أن تحالف كيليجدار أوغلو "لم يستطع إقناعنا بالمستقبل وقد فاته الهدف" عندما يتعلق الأمر باستقرار تركيا في المستقبل.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن القوميين في تركيا معادون للأكراد، الذين كانوا داعمين مهمين لحملة المعارضة، لا سيما جنوبي شرق البلاد.
بينما قال كليجدار أوغلو في "تويتر": "مِن الواضح مَن يقف مع هذا البلد الجميل ومَن يقف بجانب بيع هذا البلد الجميل! نحن قادمون لإنقاذ هذا البلد من الإرهاب واللاجئين... إنه استفتاء".
خط رفيع
وذكرت "بوليتيكو" أن أردوغان حصل -خلال الجولة الأولى- على نحو 2.5 مليون صوت أكثر من منافسه الديمقراطي الليبرالي، ما يعني أن كيليجدار أوغلو بحاجة لكسب كل الأصوات التي أيدت أوغان، لتجاوز هذا الخط.
ومع ذلك، نظرًا لأن حصة كبيرة من دعم كيليجدار جاءت من قاعدة حزب الشعب الديمقراطي المؤيد للأكراد شرقي البلاد، فإنه لديه خط رفيع يمشي بين الفوز على اليمين المتردد وعزل الناخبين الأكراد.
كان كليجدار أوغلو قد وعد بإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين يقيمون في تركيا إلى بلدهم، حال انتخابه.
من جانبه، قدم أردوغان الشكر لأوغان على دعمه، مؤكدًا أنه لم يساوم مرشح الرئاسة المنسحب للحصول على دعمه.
كما أعلن الرئيس التركي -المنتهية ولايته- أن أنقرة تعمل على إعداد خطة لعودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، موضحًا أن 450 ألف لاجئ سوري عادوا إلى ديارهم، بعد أن بنت تركيا منازل طوارئ لهم في سوريا، مضيفًا أن الحكومة تخطط لإعادة إسكان مليون آخرين.
وقال أردوغان، في مقابلة مع شبكة تي آر تي خبر التركية: "لم تكن هناك أي مفاوضات بيني وبين سنان أوغان، والمعارضة تحاول دائمًا التكهن بهذه الأشياء... لم يكن هناك شرط الحصول على منصب في حكومة أردوغان الجديدة، حال النجاح في الانتخابات".
وأضاف: "سنان يعرف جيدًا موقفنا من مكافحة الإرهاب والعلاقات مع العالم التركي وبقاء بلدنا".
في المقابل، يواجه كيليجدار أوغلو صراعًا شاقًا للتغلب على أردوغان، الذي فاز بأكثر من 49 في المئة من أصوات الجولة الأولى مقارنةً بحصيلة قدرها 45 في المئة.
وقد كثف لهجته المناهضة للمهاجرين، متخليًا عن "إيماءات المودة"، طمعًا في الحصول على أصوات القوميين، وفق الصحيفة الأمريكية.
ونشر كيليجدار أوغلو –الاثنين- مقطع فيديو يستهدف المهاجرين غير القانونيين في تركيا.
وكتب في "تويتر": "من يحب بلده أو بلدها يجب أن يذهب إلى صناديق الاقتراع، قبل أن يجعل هؤلاء غير القانونيين حياة فتياتنا بائسة" ، في إشارة إلى حالات التحرش الجنسي المحتملة التي تشمل المهاجرين، مضيفًا: "لا تنسوا، هذا استفتاء".
كان كيليجدار أوغلو قال -الأسبوع الماضي- إنه سيرسل جميع اللاجئين الأتراك -الذين تقول الأمم المتحدة إن عددهم يزيد على 3.6 مليون شخص- إلى بلادهم، مدعيًا أن أردوغان سمح عمدًا بدخول 10 ملايين لاجئ البلاد، وأن ملايين في الطريق.
بينما كان سنان أوغان، قال في 15 مايو الجاري، إنه لا يمكن أن يدعم مرشح المعارضة كمال كيليجدار أوغلو في جولة الإعادة، إلا إذا وافق على عدم تقديم تنازلات لحزب مؤيد للأكراد.
وأضاف في مقابلة، مع وكالة رويترز: "سنتشاور مع قاعدة ناخبينا قبل التوصل إلى قرار بشأن جولة الإعادة، لكننا أوضحنا أن محاربة الإرهاب وإعادة اللاجئين خطان أحمران".
وقبل الانتخابات، أوضح أوغان، أن دعمه سيكون له ثمن، مضيفًا: "سنتحدث عن مطالبنا مع جميع الأطراف، ومن الواضح أننا لن نكون شركاء بالمجان، بل ستكون لدينا مطالب مثل الحصول على مقاعد وزارية".
وفي مقابلة مع صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، قال سنان أوغان إنه سيدفع في اتجاه الحصول على أعلى منصب ممكن في الإدارة الجديدة قبل اتخاذ قراره، متسائلًا: "لماذا أكون وزيرًا بينما يمكنني أن أصبح نائب الرئيس؟".
ورغم هذه التصريحات، فإن سنان أوغان، رفض إعطاء أي تلميحات عما إذا كان قد تلقى عروضًا من أي من المعسكرين قبل اتخاذ قراره.