60 طفلاً سقطوا في تظاهرات إيران... حصيلة صادمة ورسالة عاجلة
أنجلينا جولي تتفاعل مع قتل الأطفال على يد النظام الإيراني... واعتقال فنانات إيرانيات بينهن زليخا

السياق
بينما تستمر الاحتجاجات في إيران، للأسبوع العاشر على التوالي، من دون أن تخمد جذوتها، ووسط فشل السلطات في «قمعها»، اتجه النظام الإيراني إلى سلاحي الإعدامات والعنف غير المبرر، وسيلة لـ«ترهيب» المتظاهرين وإثنائهم عن الخروج إلى الشوارع بشكل شبه يومي.
السلاحان اللذان اختارهما النظام الإيراني لإرهاب المحتجين، لم يفرق في استخدامهما بين كبير وصغير، فراحت قواته تضرب يمينًا ويسارًا كل من يقابلها في الشوارع، من دون هوادة ولا رحمة، ما أدى إلى وفاة المئات، إلا أن الأطفال كانوا الأبرز بين هؤلاء القتلى.
وسلَّطت منظمة هرانا الحقوقية في إيران، الضوء على ضحايا الاحتجاجات، الذين ارتفع عددهم إلى 419 قتيلًا على أقل تقدير، بينهم 60 طفلاً، بعضهم لم يتجاوز السنوات الثماني.
وقالت المنظمة الحقوقية، في بيان عبر موقعها الإلكتروني، إنه حتى 20 نوفمبر الجاري، نُظمت مسيرات احتجاجية في 142 جامعة بأرجاء البلاد، بينما اعتقل الأمن ما لا يقل عن 540 طالبًا.
رسالة عاجلة
وقوع هذا العدد من الضحايا بين الأطفال، خلال الاحتجاجات الشعبية الإيرانية، على يد القوات الأمنية أثار غضب النشطاء والمتظاهرين، ودفع مجموعة من الخبراء القانونيين والمحامين الإيرانيين، إلى توجيه رسالة إلى السلطات الدولية، طالبوا فيها بإجبار النظام الإيراني على إنهاء قتل الأطفال.
وبحسب موقع إيران إنترشيونال، فإن هذه الرسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس وأعضاء لجنة الأمم المتحدة لحقوق الطفل، ورئيس وأعضاء مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، والمدير التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف).
وتقول الرسالة، إنه خلال الاحتجاجات التي أعقبت قتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد ما تعرف بـ«شرطة الأخلاق» في سبتمبر الماضي، قُتل أكثر من 50 طفلاً على أيدي القوات القمعية في إيران، وجُرح واعتُقل كثيرون منهم.
ورغم أن إيران قبلت اتفاقية حقوق الطفل، فإنها وفقًا للمادة 9 من القانون المدني والمادة 77 من الدستور الإيراني، ملزمة بالامتثال لأحكامها، بحسب الرسالة التي قالت إن العنف ضد الأطفال محظور وفقًا للقوانين الداخلية للبلاد.
إلا أنه مع ذلك، يستمر قتل الأطفال في إيران، بطريقة واسعة النطاق وممنهجة، بحسب الموقعين على الرسالة، الذين طالبوا بـ«إدانة حاسمة» للنظام، لارتكابه جرائم قتل وجرح واعتقال غير قانوني للأطفال، وإبقائهم في ظروف غير قانونية ومخالفة للحقوق الأساسية للأطفال الواردة في القوانين المحلية والدولية.
ويريد الموقعون على الرسالة «تشكيل آلية دولية فعالة ومختصة لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، لتوفير مكان للعدالة في المستقبل»، مطالبين منظمة الأمم المتحدة للأمومة والطفولة (يونيسف) باستخدام «جميع الإمكانات والآليات المتاحة لإجبار النظام على مراعاة التزاماتها الدولية والمحلية تجاه الأطفال ووقف الوضع المزري الحالي».
أنجلينا جولي تتفاعل
يأتي ذلك، بينما نشرت الممثلة الشهيرة المبعوثة الخاصة لمفوضية شؤون اللاجئين أنجلينا جولي -مساء الأحد- عبر «إنستغرام» صورًا لأطفال قُتلوا على يد النظام الإيراني في الاحتجاجات الحالية، قائلة: «للأطفال الحق في الحماية من أي نوع من الأذی، كما أن لهم الحق في أن يكون لهم صوت».
اشتعال الاحتجاجات
تلك التطورات، تتزامن مع تجدد الاحتجاجات في المدن الكردية غربي إيران، حتى الساعات الأولى من فجر الاثنين، بينما أفاد ناشطون بقتل ما لا يقل عن ثلاثة متظاهرين، برصاص قوات الأمن، بينهم طفل.
وخرجت عشرات المدن الإيرانية بينها العاصمة طهران في مظاهرات ليلية تضامنًا مع مدينة مهاباد الكردية، بعد تقارير حذرت من ارتكاب القوات الأمنية مجازر وقمع غير مسبوق.
وانطلقت أحياء عدة بطهران، في مظاهرات ليلية مثل عبدل آباد، وشريعتي، وقلهك، وتهرانبارس، للتنديد بالقمع، وهي تهتف ضد المرشد خامنئي، وفي مدينة مهاباد بدأ المحتجون بناء سواتر من الطوب للحماية من رصاص القوات القمعية، وهم يهتفون: «الموت لخامنئي».
وأظهرت مقاطع فيديو إضرام نار في لافتة خامنئي بمقبرة «بهشت زهراء» في طهران، الأحد، خلال مراسم تأبين حميد رضا روحي، أحد ضحايا الاحتجاجات العارمة في إيران، بينما تجمع عشرات من المحتجين عند قبر حميد رضا روحي، هاتفين: «ألف شخص سيأتون وراء كل قتيل».
وفي السياق نفسه، قالت منظمة هنجاو الحقوقية الكردية الإيرانية، إن ثلاثة متظاهرين على الأقل قُتلوا في مدينة جوانمرد بمحافظة كرمنشاه غربي إيران برصاص قوات الأمن، مشيرة إلى أن قوات الأمن أطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين في مدينة جوانمرد.
وأظهرت مقاطع فيديو انتشار قوات الأمن بشكل ملحوظ في مدن محافظة كرمنشاه غربي إيران، التي أطلقت النار على المتظاهرين الذين رددوا شعارات مناهضة للنظام الإيراني والمرشد علي خامنئي، بحسب مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل.
واعترف موقع بهار نيوز الإصلاحي بأن عشرات المدن كانت مسرحًا لاعتصامات وتجمعات مساء الأحد، مشيرًا إلى أن المحتجين طالبوا بالإفراج عن المعتقلين وإنهاء البيئة الأمنية.
من جانبه، أعرب إمام جمعة أهل السُّنة في زاهدان، مولوي عبدالحميد، عن قلقه من تصاعد قمع المتظاهرين في المناطق الكردية، خاصة في مدينة مهاباد، شمال غربي إيران، مطالبًا القوات الأمنية بوقف إطلاق النار على المواطنين.
اعتقال ممثلين
وقالت وكالة تسنيم التابعة للحرس الثوري الإيراني، إنه جرى اعتقال الممثلة الإيرانية كتايون الرياحي، التي قامت بدور زليخا في مسلسل يوسف، وهي إحدى الفنانات اللاتي أعلن تضامنهن مع الانتفاضة في إيران، كما أنها ظهرت في مقابلة مع «إيران إنترناشيونال» من دون الحجاب.
كما اعتقلت السلطات الأمنية الإيرانية، الأحد، الفنانة الإيرانية هنغامه قاضياني بتهمة دعم الاحتجاجات والتواصل مع وسائل إعلام معادية.
وقالت وكالة أنباء إرنا، إن اعتقال قاضياني جاء غداة نشرها مقطعًا مصورًا ظهرت فيه وهي تخلع الحجاب، ولدعمها «الاضطرابات والتواصل مع وسائل إعلام معادية للنظام».
وظهرت الفنانة الإيرانية في مقطع مصور وهي تخلع الحجاب، قائلة: «ربما هذا هو آخر منشور لي. أعلم أنني مع الناس حتى أنفاسهم الأخيرة».