هجوم أبين يكشف تخادم الحوثي مع القاعدة... وتعهد بالرد السريع ودحر الإرهاب
الهجوم الإرهابي الذي تمكنت القوات الأمنية من التعامل معه، أسفر عن قتل 21 عسكريًا من قوات الحزام الأمني، بينهم الضابط ياسر أبو شائع قائد كتيبة اللواء الأول مكافحة الإرهاب، وإصابة عدد من مرافقيه.

السياق
فشل سياسي وعسكري، قوبل بانتصارات «ساحقة» للجيش اليمني، دفع مليشيات الحوثي إلى أحضان تنظيمي القاعدة وداعش الإرهابيين، في محاولة أخيرة كـ «رقصة الديك المذبوح» لهذه الميليشيات، التي تحاول كسر الصمود الشعبي والعسكري.
تلك المحاولة الحوثية، وإن حققت بعض النتائج الخاطفة، إلا أنها أثبتت فشل المليشيا والتنظيمات الإرهابية في تحقيق أي نتائج ملموسة على الأرض، بل زادت صمود القوات الأمنية والعسكرية، ودفعت اليمنيين إلى مساندة الجيش بكل ما أوتوا من قوة، لدحر المشروع الحوثي الذي تقف خلفه إيران.
كان تنظيم القاعدة شن هجومًا مسلحًا -بالمدافع الرشاشة وصواريخ آر بي جي- على حاجز لقوات الحزام الأمني في بلدة مقاطين بمديرية أحور الساحلية بمحافظة أبين، جنوبي اليمن، ما أدى إلى قتل 7 من التنظيم الإرهابي وأسر آخرين.
الهجوم الإرهابي الذي تمكنت القوات الأمنية من التعامل معه، أسفر عن قتل 21 عسكريًا من قوات الحزام الأمني، بينهم الضابط ياسر أبو شائع قائد كتيبة اللواء الأول مكافحة الإرهاب، وإصابة عدد من مرافقيه.
إلا أن تلك المحاولة «الإرهابية» التي سعى من خلالها تنظيم القاعدة لاستباق ضربات عسكرية للقوات الجنوبية، تعتزم تنفيذها على أوكار الإرهاب في أبين، مُنيت بالفشل، بعد أن أجبرتهم قوات الحزام الأمني على الفرار إلى جبال محيطة ببلدة مقاطين.
هجوم أبين تزامن مع عملية حوثية، استهدفت بها قائد اللواء الرابع دعم وإسناد هدار الشوحطي، الذي كان في مهمة تفقدية إلى جبهة الحد يافع، بمحافظة لحج، جنوبي اليمن، ما أدى إلى ترجله فور إصابته برصاص قناص حوثي.
ورغم الخسائر المحدودة في صفوف القوات الجنوبية، فإن الهجوم الذي كشف التماهي بين الإرهابيين والحوثيين، قوبل بموجة من الغضب الشعبي، والتصميم العسكري على الثأر والنيل من الإرهابيين، وإفشال المشروع الإيراني في اليمن.
من جانبه، قال العميد طارق محمد صالح عضو مجلس القيادة الرئاسي، عبر «تويتر»: ستنتصر أبين على الإرهاب، وسيجر الإرهابيون ذيول الهزيمة، مقدمًا تعازيه لقوات الحزام الأمني وقوات محور أبين.
وقال العميد صالح: نشد على أيديهم ونقدر بطولاتهم (...) وباسم المكتب السياسي نعزي قيادة المجلس الانتقالي، ونؤكد وحدة موقفنا معهم ضد الإرهاب.
بدوره، قال الشيخ سالم أبوزيد الخليفي عضو رئاسة التحالف الموحد لأبناء شبوة، مساعد الرئيس لشئوون الصلح والعرف القبلي: رحم الله القائد هدار الشوحطي وشهداء الجنوب في أبين وشبوة والضالع وكل بقاع الجنوب، مشيرًا إلى أن «خروج الجنوب العربي من سيطرة عصابات الاحتلال اليمنية أوجعهم».
وأوضح الخليفي أن المليشيات الحوثية، بعد أن فشلت سياسيًا وعسكريًا لجأت إلى العمليات الإرهابية وحرب الخدمات، مؤكدًا أن «هذه آخر أوراقهم... اطمئنوا إنها رقصة الديك المذبوح».
وقال رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة اليمنية الفريق صغير حمود عزيز، إن ما حدث في أبين عمل إرهابي جبان مدان ومستنكر بأشد العبارات، مشيرًا إلى أنها «محاولة رخيصة لحرف البوصلة عن عدونا الحقيقي مليشيات الحوثي الإيرانية».
خطة للرد السريع
وأكد قائد الحزام الأمني بمحافظة أبين، العميد عبداللطيف السيد، أن القوات ستلاحق الإرهابيين إلى آخر معاقلهم في أبين، مشيرًا إلى أن الرد سيكون سريعاً.
وأوضح السيد أنه «هجوم غادر من العصابات الإرهابية من تنظيم القاعدة»، مشيرًا إلى أنهم حاولوا إسقاط القوات المسلحة الجنوبية، لكن القوات تصدت لهم، وألقت القبض على مجموعة منهم وقتلت آخرين.
وأكد السيطرة على الوضع، مشيرًا إلى أن تمركزات الحزام الأمني عادت لوضعها، وستلاحق هؤلاء إلى الجبال التي يتحصنون فيها، عبر خطة للرد السريع.
تعاون حوثي مع القاعدة
من جانبه، قال وزير الدفاع، الفريق الركن محسن محمد الداعري، إن هجوم أبين لن يثني القوات المسلحة عن محاربة التنظيمات الإرهابية وملاحقتها إلى أوكارها.
وشدد الداعري -في اتصال هاتفي بمحافظ أبين قائد محور أبين، اللواء أبوبكر حسين- على ضرورة اليقظة ورفع الجاهزية القتالية والاستنفار للتصدي لأي تهديدات أو عمليات إرهابية مماثلة تستهدف القوات المسلحة والأمن.
وأكد ضرورة التنسيق بين الوحدات العسكرية والأمنية، حتى تتمكن من مواجهة الإرهاب، وردع كل من تسول له نفسه زعزعة الاستقرار في المحافظات المحررة.
وأشار إلى أن العملية الإرهابية الجبانة تشير بوضوح إلى التعاون الوثيق بين التنظيمين الإرهابيين القاعدة والحوثي المدعوم إيرانياً، مؤكدًا أن المؤسسة العسكرية لن تتوانى عن مواجهتهما وهزيمتهما.
نبذ الإرهاب
بدوره قال محافظ أبين قائد المحور إن أبين -بكل أطيافها- تنبذ الإرهاب وقادرة على مطاردة الإرهابيين إلى أوكارهم وإنهاء شرورهم التي تهدد المجتمع، بينما عبَّـر رئيس هيئة الأركان العامة، قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير بن عزيز، عن استنكاره وإدانته بأشد العبارات، لهجوم أبين.
وقال الفريق بن عزيز عبر "تويتر": «ما حدث في أبين عمل إرهابي جبان مدان ومستنكر بأشد العبارات»، مضيفًا: «لا نامت أعين الغدر والخيانة الإرهابية».
ووجَّه رئيس مجلس الوزراء الدكتور معين عبدالملك، بتعزيز اليقظة الأمنية والاستمرار في ملاحقة الإرهابيين ومتابعتهم وضبطهم في محافظة أبين.
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي بمحافظ أبين اللواء أبوبكر حسين، استمع خلاله إلى جهود مطاردة وتعقب الإرهابيين والتنسيق القائم لاستمرار ملاحقتهم وضبطهم وتطهير المحافظة من شرورهم.
واطلع رئيس الوزراء على الخطط الأمنية المعدة بالتنسيق مع السلطة المحلية، لضبط الأمن والاستقرار في المحافظة وتجفيف منابع الإرهاب، داعياً المواطنين إلى التعاون مع قوات الأمن في الإبلاغ عن الإرهابيين وتحركاتهم.
هزيمة الإرهابيين
من جانبه، قال الناطق باسم القوات المسلحة العميد الركن عبده مجلي هجوم أبين، إن وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة تؤكدان المضي بقوة وصلابة أمام عصابات وتنظيمات الإرهاب، مشيرًا إلى أن التكامل بين الوحدات العسكرية والأجهزة الأمنية سيهزم الإرهابيين أياً كانوا، وسيفشل أي مخطط لهم.
وأضاف: «اليمن شريك في مكافحة الإرهاب، ولدينا إصرار على الاستمرار وتنفيذ المهام القتالية والأمنية والعمل على تأمين الطرق وفرض هيبة الدولة وحفظ أمن واستقرار المواطنين في المحافظات المحررة».
وأشار إلى أن هذه العملية التي نفذها تنظيم القاعدة دليل آخر على تخادمه مع مليشيا الحوثي الإرهابية، مؤكدًا أن دماء الشهداء والجرحى لن تذهب هدراً، وأن الشعب بمؤسسته العسكرية والأمنية كفيل بهزيمتهم.
وثمن الناطق باسم القوات المسلحة تضحيات الجيش والأمن، ومساندة تحالف دعم الشرعية ووقفته مع الشعب اليمني، لاستعادة الشرعية ومؤسسات الدولة ومحاربة الانقلاب والإرهاب، لأنهما وجهان لعملة واحدة.