"لم يتخلف أحد"... قادة العالم يتوافدون إلى أبوظبي
تدفق الوفود العربية والدولية، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة، وعقد لقاءات مع الشيخ محمد بن زايد، يشكل مؤشراً واضحاً على موقع الإمارات المتميز ومكانتها الكبيرة في العواصم العربية والغربية، ويؤكد مدى حضورها العربي والعالمي وأثرها في العلاقات الدولية.

السياق
منذ أيام، يستمر العديد من القادة وزعماء العرب والعالم، في التوافد إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، لتقديم واجب العزاء في وفاة رئيس الدولة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، الذي خلفه الشيخ محمد بن زايد.
ويعكس حجم الحضور الاحترام الكبير، الذي يحظى به الشيخ خليفة، حيث كان عنوانًا لقيم السلام والانفتاح، كما يترجم هذا الحضور المكانة المرموقة، التي تتمتع بها الدولة الخليجية على الصعيد الدولي، في ظل القيادة الحالية للشيخ محمد بن زايد.
ماكرون أول الحاضرين
الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كان من أوائل القادة الأوروبيين الذين وصلوا إلى أبوظبي، وكتب عبر "تويتر" عن الشيخ خليفة بن زايد: "كان يحظى باحترام الجميع لقيم السلام والانفتاح والحوار التي كان يجسدها".
وقال قصر الإليزيه -في بيان- إنّ ماكرون أعرب، خلال لقائه الشيخ محمد، عن "خالص تعازيه لأسرته والشعب" في وفاة الشيخ خليفة. وأضاف البيان أنّ "الإمارات العربية المتحدة شريك استراتيجي لفرنسا، وهي حقيقة تؤكدها درجة تعاوننا في مجالات متنوعة مثل الدفاع والثقافة والتعليم".
عشرات الرؤساء
إلى ذلك، قال الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتزوغ، قبيل توجهه الأحد إلى العاصمة الإماراتية، إن إقامة العلاقات بين الإمارات وإسرائيل -قبل عامين- كانت ركيزة مهمة للمنطقة، أرساها "زعماء جسورون ورواد" من بينهم الشيخ خليفة.
وشكلت الخطوة الإماراتية، في تطبيع العلاقات مع إسرائيل، تحولًا كبيرًا في المنطقة، دفع دولًا عربية إلى إعادة النظر في جدوى التوافق العربي، بشأن رفض أي علاقة مع تل أبيب، في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية.
وإلى جانب الرئيسين ماكرون وهرتزوغ، توجه رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إلى أبوظبي، وكذلك رئيس جمهورية كازاخستان قاسم جومارت توكاييف، ورئيس موريتانيا محمد ولد الشيخ الغزواني، ونائب رئيس الهند فينكايا نايدو، ورئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف، لتقديم واجب العزاء في وفاة الشيخ خليفة بن زايد، وتهنئة الشيخ محمد بن زايد بانتخابه رئيسًا للإمارات.
وتوافد عدد من القادة العرب، من بينهم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والسلطان هيثم بن طارق بن تيمور آل سعيد، سلطان عُمان، والرئيس التونسي قيس سعيد، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبدالفتاح البرهان، والرئيس اللبناني ميشال عون، والرئيس العراقي برهم صالح، الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وأمير دولة قطر تميم بن حمد.
ومساء الاثنين وصل إلى أبوظبي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لتقديم التعازي، يرافقه وفد رفيع المستوى.
صفحة جديدة
كما وصل إلى أبوظبي ممثلًا لبلاده، وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبداللهيان، وقال إن زيارته إلى الإمارات للتعزية بوفاة الرئيس الراحل الشيخ خليفة بن زايد "صفحة جديدة" بالعلاقات بين البلدين.
وأضاف عبداللهيان، عبر "تويتر": "فتح صفحة جدیدة في علاقات إيران ودولة الإمارات".
هاريس في أبوظبي
ووصل وفد أمريكي رفيع المستوى، برئاسة نائبة الرئيس كامالا هاريس إلى الإمارات العربية المتحدة –الاثنين- لتقديم العزاء وتهنئة الشيخ محمد بن زايد بانتخابه رئيسًا للإمارات.
ضم الوفد الأمريكي وزير الخارجية أنتوني بلينكين، ووزير الدفاع لويد أوستن، ومدير وكالة المخابرات المركزية ويليام بيرنز، ومبعوث المناخ جون كيري، من بين آخرين.
قبل توجهها إلى أبوظبي، قالت هاريس إنها كانت تسافر نيابة عن الرئيس جو بايدن، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة، ولتعزيز علاقة أمريكا الحاسمة بالإمارات العربية المتحدة.
وقالت هاريس للصحفيين: "الولايات المتحدة تأخذ على محمل الجد قوة علاقتنا وشراكتنا مع الإمارات، سنذهب إلى هناك بعد ذلك، للتعبير عن تعازينا، وأيضًا للتعبير عن التزامنا بقوة تلك العلاقة".
نائبة الرئيس الأمريكي كامالا #هاريس تصل إلى #الإمارات على رأس رفيع المستوى لتقديم التعازي في وفاة الشيخ #خليفة_بن_زايد.#السياق #الولايات_المتحدة pic.twitter.com/x3X8srQ9At
— السياق (@alsyaaq) May 16, 2022
كان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، هنأ الشيخ محمد بن زايد، ولي عهد أبوظبي، بانتخابه رئيسًا لدولة الإمارات.
وقال بايدن: "أهنئ صديقي القديم الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على انتخابه رئيسًا لدولة الإمارات العربية المتحدة".
وأضاف: "كما أخبرت الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، خلال مكالمتنا الهاتفية، فإن الولايات المتحدة عازمة على تكريم ذكرى الرئيس الراحل الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، من خلال الاستمرار في تعزيز الشراكة الاستراتيجية بين بلدينا، خلال الأشهر والسنوات المقبلة".
وقال الرئيس الأمريكي: "الإمارات العربية المتحدة شريك أساسي للولايات المتحدة، وكثيرًا ما كان الشيخ محمد، الذي التقيته مرات عدة، عندما كان ولي عهد أبوظبي، في طليعة بناء هذه الشراكة".
قوة اقتصادية وسياسية
ويرى مراقبون أن القيادة الحالية للإمارات، عازمة على المضي قدمًا في نهج أسلافها، القائم على الانفتاح وتعزيز موقع الإمارة الخليجية كقوة اقتصادية وسياسية.
وكثيرًا ما مثل الشيخ محمد قوة دافعة في سياسات الشرق الأوسط، إذ نجح في بناء سياسة خارجية متوازنة، وشكل جدار صد في وجه التنظيمات الإسلامية، التي تشكل تهديدًا للاستقرار في المنطقة.
وحرص رئيس الإمارات على تنويع علاقات بلاده، من خلال تعزيز الانفتاح على روسيا والصين، مقابل السعي إلى الحفاظ على علاقات بلاده التقليدية مع الغرب.
تدفق الوفود
كما يرى محللون، أن تدفق الوفود العربية والدولية، لتقديم التعازي في وفاة الشيخ خليفة، وعقد لقاءات مع الشيخ محمد بن زايد، يشكل مؤشراً واضحاً على موقعها المتميز ومكانتها الكبيرة في العواصم العربية والغربية، ويؤكد مدى حضورها العربي والعالمي وأثرها في العلاقات الدولية.
وذكر المراقبون أن الإمارات -بقيادة الشيخ محمد بن زايد- تعلن مرحلة جديدة من النهضة، في مسيرة التقدم والتنمية والازدهار، مؤكدين أن مكانة الإمارات المشرفة لم تكن مرحلية يوماً، بل نتاج عمل وبذل وعطاء أكسبتها جهود الشيخ محمد بن زايد ثوابت راسخة ومستدامة، حيث مصلحة الوطن وشعبه في صدارة الأولويات ومقدمة الاستراتيجيات.
الشيخ #محمد_بن_زايد يتقبل تعازي عدد من زعماء وقادة الدول العربية والغربية في وفاة #الشيخ_خليفة_بن_زايد #السياق #الإمارات_العربية_المتحدة pic.twitter.com/9Wek46W2Oc
— السياق (@alsyaaq) May 15, 2022
تقدير دولي
تحت عنوان "تقدير دولي"... كتبت صحيفة الاتحاد الإماراتية، أن الشيخ محمد بن زايد، قائد له رؤية معروفة وواضحة، منحت الإمارات مكانة مهمة في المجتمع الدولي، ومهدت الطريق لنجاحاتها الحالية، وتولِّي شيخ محمد رئاسة الدولة في هذه المرحلة المهمة من تاريخ الوطن، يؤرِّخ لبداية حقبة جديدة للدولة الاتحادية، نستبشر فيها بمسيرة عظيمة نحو المجد، وتسارع تنموي كبير لترسيخ سيادة الدولة وريادتها.
وأضافت: يجسد التقدير الكبير الذي يُكنّه ملوك وزعماء وقادة العالم للشيخ محمد، وتوافدهم إلى العاصمة أبوظبي لمشاركة الإمارات قيادة وشعباً لحظاتها التاريخية، عمق علاقات الدولة بمختلف الدول، ويترجم حكمة قيادتها منذ مراحل التأسيس حتى اليوم، ويعضد مكانتها في المجتمع الدولي، لمواصلة دورها الفعال في القضايا الإقليمية والدولية، ويؤكد أن دولتنا تواصل طريقها نحو البناء والتنمية.
وأكدت "الاتحاد" أن ما تشهده الإمارات، من تدفق للوفود العربية والدولية رفيعة المستوى إلى أراضيها، لتقديم التعازي في وفاة المغفور له الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، طيَّب الله ثراه، وعقد لقاءات مع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، يشكل مؤشراً واضحاً على الموقع المتميز للإمارات ومكانتها الكبيرة في العواصم العربية والغربية، التي تنظر دائماً إلى دولتنا باعتبارها شريكاً موثوقاً به.
مساحة كون
تحت عنوان "دولة بمساحة الكون"، قالت صحيفة الخليج الإماراتية: مرة بعد مرة، نكتشف أن دولة الإمارات ليست مجرد مساحة جغرافية على ساحل الخليج العربي، بل تشغل الكون، محبة وعلاقات ود، واحترام وتقدير.
وأضافت: أن يأتي عشرات القادة من أرجاء العالم لتقديم التعازي، أو لتقديم التهاني، وأن تصل آلاف البرقيات المماثلة في المناسبة من مشارق الأرض ومغاربها، هذا وحده دليل على أن الإمارات في عيون العالم محجة ونقطة محورية وجسر تواصل، لأنها صارت عنواناً للتسامح والحوار والسلام، وملتقى لكل باحث عن الأمن والأمان.
وأكدت أن هذه المحبة العارمة للإمارات، والتقدير الذي لا يحظى به إلا الأوفياء، وسام تقدير على صدر الوطن، وعلى صدر كل مواطن. ولأن الإمارات وفية، فقد كانت هذه المحبة العالمية الغامرة، وما كان ذلك ليتحقق لولا قيادة تمتلك الإرادة والصواب في التفكير والعمل، والقرار بأن تكون قدوة ونموذجاً يحتذى. فثمار الأرض تُجنى كل موسم، لكن ثمار الوفاء تجنى كل لحظة، وما جحافل الوفود التي جاءت إلى الإمارات إلا أحد مواسم حصاد الوفاء لدولتنا وقيادتنا.
وقالت: أجل، دولتنا دولة خير وعطاء، وقيادتنا قيادة عمل، وحبل لا ينقطع من السلام والتسامح، ومد الجسور من أجل عالم أكثر أمناً وسلاماً، ولذلك هي محط أنظار العالم الذي جاءنا ليؤكد مركزية دولة الإمارات وأهميتها.
بحر الأزمات المتلاطم
أثار خبر انتخاب الشيخ محمد رئيسًا للبلاد اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام الدولية، إذ قالت وكالة بلومبرغ، في تقرير بعنوان "الأمير الذي أعاد تشكيل المنطقة يتولى رئاسة الإمارات" إن "الشيخ محمد بن زايد يقود رابع أغنى صندوق ثروة في العالم ونحو ستة في المئة من الاحتياطات المؤكدة من النفط الخام في العالم.
وقد أسهم أيضًا في صقل صورة الإمارات العربية المتحدة، كواحة ليبرالية اجتماعية ومؤيدة للأعمال".
ولفتت الوكالة إلى أن الشيخ محمد تمكن من قيادة سفينة دولة الإمارات، في بحر الأزمات المتلاطم في المنطقة، مستخدمًا النفوذ الاقتصادي في إقامة شراكات مؤثرة تمتد من روسيا إلى الصين.
من جهتها اعتبرت الإذاعة البريطانية "بي بي سي" أنه يرجع للشيخ محمد الفضل إلى حد كبير في تحول دولة الإمارات نحو نهج أكثر نشاطًا في الشؤون الإقليمية، في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
وأشارت إلى أن رئيس الإمارات الجديد أسهم في تطوير القوات المسلحة لبلاده، من حيث التخطيط الاستراتيجي والتدريب والهيكل التنظيمي، وتعزيز القدرات الدفاعية للدولة.