رغم حظر الاحتجاجات في أوروبا.. قوافل الحرية في طريقها إلى بروكسل

نشرت شرطة بروكسل -على شبكات التواصل الاجتماعي- تعليمات بأربع لغات، الفرنسية والهولندية والألمانية والإنجليزية، تتضمن حظر التظاهر بالمركبات، وتوصية بعدم التوجه إلى بروكسل بالسيارة، وتوجيه القوافل إلى موقف مركز المعارض عند أطراف المدينة.

رغم حظر الاحتجاجات في أوروبا.. قوافل الحرية في طريقها إلى بروكسل

السياق

تستعد مئات الآليات -بينها الكثيرة القادمة من فرنسا- للتوجه إلى بروكسل رغم الحظر، للاحتجاج على المستوى الأوروبي على شهادة التلقيح ضد كورونا، غداة محاولة أولى في باريس.

وذكّرت السلطات البلجيكية، المشاركين في هذه القوافل، بأن التظاهر في العاصمة محظور، غير أن ذلك لم يمنع نحو 1300 آلية -بحسب الشرطة الفرنسية- من التوقف قرب مدينة ليل، على مقربة من الحدود بين البلدين.

ووصل المشاركون، مطلقين أبواق مركباتهم مساء الأحد، إلى موقف على مسافة عشرة كيلومترات من كبرى مدن شمالي فرنسا، وتظاهروا هاتفين "لن نتنازل عن شيء" و"حرية حرية" رافعين الأعلام الفرنسية.

وقال جان بيار شميت (58 عامًا) العاطل عن العمل من مدينة تولوز (جنوبي غرب) لوكالة فرانس برس: "سنذهب إلى بروكسل لمحاولة شل الحركة، لمكافحة سياسة السيطرة المستمرة هذه"، موضحًا أنه تظاهر السبت في باريس.

وأوضحت ساندرين (45 عامًا) القادمة من ليون (وسط شرق) رافضة كشف اسمها الكامل على غرار آخرين: "البرنامج هو أن نذهب شيئًا فشيئًا لرؤية المؤسسات الأوروبية(...) لا نعرف إلى أي حد سنصل، لكننا نتقدم ونُسمع صوتنا".

 

منع شل الحركة

وحظرت السلطات البلجيكية، أي تظاهرة "مع مركبات" في العاصمة، معلنة اتخاذ تدابير "لمنع شل الحركة في منطقة بروكسل العاصمة".

ونشرت شرطة بروكسل -على شبكات التواصل الاجتماعي- تعليمات بأربع لغات، الفرنسية والهولندية والألمانية والإنجليزية، تتضمن حظر التظاهر بالمركبات، وتوصية بعدم التوجه إلى بروكسل بالسيارة، وتوجيه القوافل إلى موقف مركز المعارض عند أطراف المدينة، مؤكدة أنه "المكان الوحيد الذي سيسمح فيه بنشاط غير متحرك".

وأعلن مشاركون بتظاهرة مماثلة في لاهاي، أنهم ينوون التوجه إلى بروكسل.

ونصح رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو المتظاهرين، بالعدول عن القدوم إلى بروكسل.

وصرح: "أقول للذين يأتون من الخارج: انظروا إلى القواعد في بلجيكا، لم تكن لدينا مطلقًا قواعد صارمة، ولم يعد لدينا الكثير منها، لذا اعترضوا في بلادكم".

وحذرت السلطات البلجيكية من أنها ستفرض تدابير تدقيق على الحدود، وستحول مسار المركبات التي ستتجه إلى العاصمة رغم الحظر.

ونصح مطار بروكسل المسافرين بأخذ احتياطاتهم، والقدوم بالقطار تحسباً لإغلاق الطرق، كما نبه المستشفى الجامعي في بروكسل، إلى صعوبة الوصول إليه.

 

قوافل الحرية

كانت قوافل معارضة للتلقيح، تطلق على نفسها "قوافل الحرية" وتستلهم التحرك الذي يشلّ العاصمة الفدرالية الكندية أوتاوا، توجهت نهاية الأسبوع الماضي إلى باريس، قادمة من جميع أنحاء فرنسا.

وأحصت الشرطة -مساء الجمعة- ثلاثة آلاف مركبة وخمسة آلاف متظاهر في محيط باريس، غير أنهم لم يتوجهوا جميعهم إلى العاصمة.

وتمكن ما يزيد على مئة مركبة السبت، من الوصول إلى جادة الشانزليزيه، قبل أن تفرقهم الشرطة تدريجيًا، مستخدمة الغاز المسيل للدموع.

وفي كندا حيث وُلدت هذه الحركة، التي ألهمت احتجاجات في عدد من البلدان، تمكنت الشرطة الأحد من إجلاء المتظاهرين، الذين كانوا يغلقون -منذ أسبوع- جسر أمباسادور، المحور الحدودي الرئيس بين كندا والولايات المتحدة، بينما تستمر التعبئة في كل أنحاء البلاد، لا سيما في أوتاوا.

ويجمع التحرك في فرنسا، معارضين لشهادة التلقيح، التي تسمح لمن تلقوا اللقاح المضاد لكورونا وحدهم، بدخول عدد كبير من الأماكن العامة، مثل المطاعم ودور السينما وغيرها، إنما كذلك لمحتجين يرفعون مطالب اجتماعية، تتعلق بالقدرة الشرائية وتكلفة الطاقة، وبينهم ناشطون من حركة "السترات الصفراء" الشعبية التي هزت فرنسا -على مدى أشهر- في خريف 2018.