أول أميركي من أصول هندية يرشح لرئاسة البنك الدولي.. فمن هو أجاي بانغا؟

يقول مسؤول أمريكي كبير، إن واشنطن فخورة بتقديم مرشح ولد ونشأ وقضى جزءًا مبكرًا من حياته المهنية في سوق ناشئة بالهند.

أول أميركي من أصول هندية يرشح لرئاسة البنك الدولي.. فمن هو أجاي بانغا؟
أجاي بانغا

ترجمات – السياق

في خطوة مفاجئة، رشح الرئيس الأمريكي جو بايدن، الرئيس التنفيذي السابق لشركة ماستركارد، أجاي بانغا، الذي يعد أحد قدامى المحاربين في وول ستريت، لمنصب رئيس البنك الدولي.

يأتي ترشيح بانجا الأمريكي من أصل هندي، بعدما أعلن، ديفيد مالباس، مرشح الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، عن خطط للتنحي في يونيو المقبل عن منصبه على رأس البنك، في وقت تسعى واشنطن لتعزيز قوة المقرض الدولي المالية، ومواجهة القضايا العالمية مثل تغيّر المناخ والصحة العامة.

وتعتبر مسألة معالجة آثار تغير المناخ في أروقة البنك متعدد الأطراف أولوية بالنسبة للولايات المتحدة، وقد حثت شخصيات مناخية بارزة إدارة بايدن على اغتنام رحيل مالباس المبكر كفرصة لإصلاح المؤسسة المالية النافذة التي تعرضت لانتقادات متزايدة باعتبارها معادية للدول الأقل ثراء وللجهود المبذولة للتصدي لتغير المناخ، حسب وكالة أسوشيتد برس.

وقال بايدن -في بيان- إن "بانغا لديه خبرات شديدة الأهمية لتعبئة موارد القطاع العام والخاص، لعلاج التحديات الأكثر إلحاحًا في عصرنا، بما في ذلك التغير المناخي"، في ظل ضغط المقرضين لحل المشكلات العالمية بشكل أكثر فعالية.

إلى ذلك، قالت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين، إن النماذج الأساسية للمقرضين، حيث تقترض البلدان للقيام باستثمارات محددة لمعالجة قيود التنمية «غير كافية لمواجهة اللحظة».

ورغم أنه من غير المتوقع أن يجري اختيار الرئيس الجديد للبنك بشكل نهائي قبل أوائل شهر مايو المقبل، فإنَّ مرشّح واشنطن -تقليدياً- هو الذي يفوز بأعلى منصب في البنك الدولي، إذ تُعَدّ الولايات المتحدة أكبر مساهم في البنك.

وكان الرئيس الحالي للبنك ديفيد مالباس، الذي رشّحه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، قد أعلن الأسبوع الماضي وبشكل مفاجئ أنه يعتزم مغادرة منصبه بحلول نهاية يونيو.

وعادة ما يكون رئيس البنك الدولي أمريكيًا، بينما يكون رئيس صندوق النقد الدولي أوروبيًا في العادة.

وقد يساعد ترشيح بانغا، 63 عامًا، الذي وصف نفسه ذات مرة بأنه "رجل مصنوع في الهند"، في كسب دعم الدول النامية، التي يشعر بعضها بعدم الارتياح إزاء تحول تركيز البنك من الفقر إلى تغير المناخ.

 لكن ظهور بانجا، كمرشح مفضل لمنصب البنك الدولي، يأتي بعد ساعات فقط من إعلان مجلس إدارة المؤسسة –الأربعاء- أنه "سيشجع بقوة" ترشيح أي امرأة للمنصب.

 ومن المتوقع أن يناقش وزراء مالية مجموعة العشرين مستقبل البنك، باجتماع في بنغالورو الجمعة، وستغلق الترشيحات 29 مارس، قبل بدء الرئيس الجديد لمهامه في مايو.

بانجا، الذي يشغل حاليًا منصب نائب رئيس "جنرال أتلانتيك"، كان الرئيس التنفيذي لشركة المدفوعات ماستركارد حتى نهاية عام 2020.

 كما كان رئيس شركة الاستثمار القابضة Exor، التي تمتلك حصة مسيطرة في نادي يوفنتوس لكرة القدم، ومديرًا مستقلًا في Temasek، صندوق الاستثمار المملوك للدولة في سنغافورة.

ويأتي ترشيحه بعد أن دفع أكبر مساهمي البنك إلى ترشيحه بشكل متزايد، لدمج المناخ في أعمال التنمية في وقت انتقد مالباس، الذي عينته إدارة ترامب، لفشله في تبني جدول الأعمال.

 وزاد الضغط على الرئيس المنتهية ولايته، بعد أن رفض الإفصاح عما إذا كان يؤمن بالتغير المناخي، الذي يتسبب فيه الإنسان بمؤتمر في سبتمبر، رغم الأسئلة المتكررة التي واجهته، بينما قال لاحقًا إنه أسيء فهمه.

وكان مالباس واجه انتقادات العام الماضي لأنه بدا في تعليقات خلال مؤتمر وكأنه يلقي بظلال من الشك على معلومات علمية تفيد بأن حرق الوقود الأحفوري يسبب الاحتباس الحراري.

واعتذر مالباس لاحقا، وقال إنه أخطأ في التعبير، مشيرا إلى أن البنك يعتمد بشكل دوري على علم المناخ، وفق الوكالة.

وحثت وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين -هذا الشهر- قيادة البنك على إجراء إصلاحات "بسرعة" لتحرير مزيد من الأموال لمواجهة تغير المناخ.

ونقلت صحيفة فايننشال تايمز، عن مسؤول أمريكي كبير قوله، إن واشنطن "فخورة" بتقديم مرشح ولد ونشأ و "قضى جزءًا مبكرًا من حياته المهنية في سوق ناشئة بالهند".

 وأضاف المسؤول: "هذا جزء من شخصيته المهنية أيضًا، وما سيقدمه للبنك الدولي".  بانجا الآن أمريكي متجنس.

وأشرف بانجا على ما يقرب من عقد من النمو القوي بالإيرادات في "ماستركارد"، وكان يُنظر إليه على أنه مدافع عن الشمول المالي العالمي، إذ كان أيضًا من عشرات الرؤساء التنفيذيين، الذين دعوا الحكومات -في رسالة مفتوحة- إلى بذل المزيد من الجهد لخفض الانبعاثات قبل قمة المناخ COP26.