ترحيل عشرة آلاف مهاجر... تصريح لمسؤول فرنسي يصدم تونس
أصدرت فرنسا طلبات لترحيل تونسيين مقيمين على أراضيها بصورة غير شرعية، وصل عددها إلى 10 آلاف طلب في 2022.

السياق
تصريح للقنصل العام الفرنسي، أثار مخاوف السلطات التونسية من أن تقدم باريس على ترحيل 10 آلاف تونسي، في وقت تعيش البلاد وضعًا اقتصاديًا خانقًا، وأزمة مهاجرين غير هينة.
وقال القنصل العام لفرنسا في تونس، دومينيك ماس، إن سلطات الهجرة في بلاده، أصدرت عشرة آلاف طلب ترحيل لتونسيين مقيمين بصفة غير قانونية على الأراضي الفرنسية خلال عام 2022.
الهاجس الأمني
وأكد القنصل العام لفرنسا بتونس دومينيك ماس، في حوار لبرنامج موزاييك، أنه لم يطرأ أي تغيير على سياسة التأشيرات نحو فرنسا، بعد التحوّلات السياسية التي شهدتها تونس.
وقال ماس: "لم نتعرّض لأيّ ضغط لتغيير في سياسة التأشيرات".
وشدد على أن العلاقات الدبلوماسية بين تونس وفرنسا، مستقلة عن سياسة التأشيرات والعمل القنصلي.
ونقلًا عن وسائل إعلام تونسية، فإن القنصل الفرنسي أوضح أن "الهاجس الأمني ومسألة الهجرة" قائمان في دراسة طلبات التأشيرة الواردة على القنصلية العامة لفرنسا بتونس.
وعن ترحيل التونسيين إلى بلادهم قال ماس إن هذا الأمر مسألة سيادية كما هو الأمر بالنسبة لتونس، مشيرًا في هذا الخصوص إلى الجدل الذي أثير عن المهاجرين غير النظاميين في تونس، مؤكدًا: "لدينا شرعية لحماية حدودنا".
وعن الهجرة القانونية من تونس إلى فرنسا، بيَّن أن معايير منح التأشيرة واضحة، ولابد أن يكون الملف متكاملًا، لكن ذلك ليس ضمانة للحصول آليًا على التأشيرة، فالمسؤولون المعنيون بدراسة الملف وحدهم مخولون بإقرار الطلب أو رفضه.
وأوضح أن هناك عددًا كبيرًا من الوثائق "المزيفة" في طلبات التأشيرة، بما فيها شهادات جامعية غير حقيقية في الطب، وغيرها من الشهادات "المفبركة".
كانت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التقت نظيرها التونسي نبيل عمار في باريس، وعدت الخارجية الفرنسية اللقاء "فرصة لإظهار" دعم فرنسا لتونس.
وقبل اللقاء، قالت المتحدثة باسم الوزارة آن كلير ليجاندر -خلال مؤتمر صحفي- إن كولونا وعمار أجريا محادثات عبر الهاتف، لكن "هذا سيكون أول لقاء ثنائي بينهما".
وأضافت: "ستتاح لنا الفرصة لإظهار وتأكيد دعمنا لتونس والشعب التونسي"، مشيرة إلى أن الوزيرين "سيتناولان التعاون الفرنسي التونسي"، وتطرقت خصوصًا إلى التعليم والثقافة ومسألة الهجرة الشائكة.
التضامن مع تونس
كان نبيل عمار قد دعا الاتحاد الأوروبي -أثناء استقباله المفوضة الأوروبية للشؤون الداخلية إيلفا جوهانسون نهاية أبريل- إلى إظهار "التضامن" مع بلده، لاسيما في مكافحة الهجرة غير القانونية.
تونس التي تبعد بعض أجزاء ساحلها أقل من 150 كيلومترًا عن جزيرة لامبيدوسا الإيطالية، تسجل بانتظام محاولات هجرة بحرًا نحو إيطاليا، معظم المشاركين فيها مواطنون من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وأعلن الحرس الوطني التونسي أنه أنقذ أو اعترض -خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام- أكثر من 14 ألف مهاجر معظمهم من إفريقيا جنوب الصحراء، أي ما يزيد على خمسة أضعاف العدد المسجل في الفترة نفسها من عام 2022.
كما ستناقش كولونا وعمار "التحديات الاقتصادية التي تواجه البلد، وكيف يمكننا مساعدة تونس في مواجهتها على الصعيد الثنائي ومع شركائنا الأوروبيين"، كما أوضحت آن كلير ليجاندر.
تونس تمر بأزمة مالية حادة، وتتفاوض -منذ أشهر- مع صندوق النقد الدولي، للحصول على قرض يقارب ملياري دولار، لكن النقاشات بين الطرفين تعثّرت منذ الإعلان عن اتفاق مبدئي، منتصف أكتوبر.