5 عوامل حاسمة.. من سيصبح رئيسا لتركيا في ماراثون الأحد؟
كذب المنجمون وصدقت القضايا... من يحسم منصب رئاسة تركيا؟

السياق
من على بعد أمتار قليلة من حسم مقعد رئاسة تركيا؟ تساؤل أثير على الساحة السياسية في تركيا، مع بدء العد التنازلي للاستحقاق الدستوري بجولته الثانية، بعد نتائج مفاجئة للمحللين والأوساط الشعبية والسياسية.
إلا أن الإجابة عن هذا السؤال، غير محسومة، بعد فشل توقعات الجولة الأولى، التي رجحت كفة كمال كليجدار أوغلو على الرئيس رجب طيب أردوغان.
ورغم ذلك، فإن هناك عوامل قد ترجح كفة أحد الطرفين، وتجعله الأقرب إلى الفوز بالمنصب الرفيع، فهل يستطيع مرشح المعارضة أن يستعيد فرصه الضائعة، ويحسم المقعد في الجولة الثانية، أم أن الرئيس التركي سيكتب التاريخ، ويفوز بفترة رئاسية جديدة مدتها 5 سنوات؟
إجابة هذه الأسئلة، وإن كانت تقودنا إلى الأحد المقبل، حيث يُجرى التصويت في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، إلا أن إرهاصاتها، والعوامل التي تتحكم فيها، قد تعطينا لمحة عن سيناريو الـ 48 ساعة المقبلة.
من يحسم منصب الرئاسة؟
يقول عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية فتحي محمود، في تصريحات لـ«السياق»، إن الشباب والمرأة يلعبان الدور الأهم في تلك الانتخابات، خاصة أنهما يمثلان ثلثي الناخبين على الأقل، من إجمالي 61 مليون ناخب تركي.
وأوضح السياسي المصري، أن أغلبية استطلاعات الرأي تؤكد تقاربًا كبيرًا بين الأصوات التي سيحصل عليها الرئيس رجب طيب أردوغان ومرشح المعارضة كمال كليجدار أوغلو، ما يعني صعوبة حسم المرشح الفائز، الذي سيتخطى نسبة الـ50% بأرقام بسيطة.
وأشار إلى أن للقضايا المتعلقة بالاقتصاد والموقف من اللاجئين، صدارة الاهتمام لدى الرأي العام التركي، وتؤثر في موقف شريحة الشباب والمرأة منها، مؤكدًا أن أغلبية الشباب تصوت في الانتخابات بخيبة أمل يرافقها استياء وغضبٌ شديد، لأنها ترى أن النظام الحالي لا يسمح لها بالتعبير عن مطالبها، ولا يأخذها على محمل الجد.
هذه الحالة، قد تؤثر في تصويتهم بجولة الإعادة، خاصة أنهم ينادون بنظام ديمقراطي، ما يعني أن رؤيتهم للرئيس الحالي مفادها أنه هدم «الديمقراطية التركية»، بحسب عضو المجلس المصري.
الديمقراطية قضية أضيفت إلى الجانب الاقتصادي الذي سيكون له دور -كذلك- في تصويت الشباب، بحسب السياسي المصري، الذي قال إن حالة التردي التي تعيشها البلاد وأثرت في معدل البطالة الذي وصل -حسب إحصائيات أبريل الماضي- إلى 10.1%، ستسهم في دعمهم لأحزاب المعارضة ضدّ التحالف الحاكم، لاسيما أنهم يرغبون في أن توفر لهم الدولة فرص العمل، وهو ما عجز عنه الرئيس الحالي والحكومة، متوقعًا أن يصوِّت الشباب التركي لمنافس أردوغان بمبدأ «التغيير».
وعن دور النساء، قال عضو المجلس المصري، إن أردوغان استفاد كثيرًا من أصوات المتدينات، وتحديدًا في رحلة صعوده إلى السلطة قبل عقدين من الزمن، إلا أن هذا الدعم يتضاءل، خاصة بعد قرار الرئيس التركي الانسحاب من اتفاقية اسطنبول -وهي اتفاقية دولية تهدف إلى حماية النساء من العنف المنزلي- ما أدى إلى نفور كثيرات منه ومن التحالف الحاكم، كما أثار احتجاجات كبيرة ضده خلال السنوات الماضية.
عضو المجلس المصري للشؤون الخارجية فتحي محمود، أكد أن التردي الاقتصادي لم يضرب الرجال وحدهم، بل إن النساء تأثرن به، فبلغ معدل البطالة بينهن 12%، ما قد يؤدى إلى عزوف عدد كبير منهن عن التصويت، أو التصويت لمرشح المعارضة.
آمال معلقة
في السياق نفسه، قال الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية بمؤسسة الأهرام كرم سعيد، في تصريحات لـ«السياق»، إن تحول النظام التركي إلى الرئاسي عام 2017، وتراجع مؤشرات الاقتصاد، يزيدان فرص كمال كليجدار أوغلو في الفوز بمقعد الرئاسة.
وأوضح الباحث المتخصص في الشؤون الإقليمية، أن هذا السيناريو مرتبط بقدرة المعارضة على حشد وتعبئة الرافضين للاجئين السوريين في الداخل، خصوصًا من غير القوميين، مشيرًا إلى أن نجاح المعارضة في تكرار تجربة التنسيق بين الدوائر الانتخابية، التي طبقتها في الانتخابات البلدية عام 2019، قد يحسم مقعد الرئاسة أيضاً، عبر تفتيت «الأصوات العائمة» التي حصل عليها أردوغان.
ورغم ذلك، فإنه أشار إلى فرص أردوغان القوية في جولة الإعادة -كذلك- إذا نجحت الدعاية الانتخابية والترويج المستمر لملف اللاجئين من جانب أنصاره بالتأثير في الأصوات غير القومية المناهضة لهذا الملف، وهي الأصوات المرجحة لكفة أي من المرشحين.
فوز صعب
ورغم أن نتائج المرحلة الأولى منحت أردوغان بعض الأفضلية أمام منافسه، فإنه لا يمكن التنبؤ بنتائج المرحلة الثانية، بحسب المدير التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية والأمن القومي عبدالمهدي مطاوع.
وأوضح مطاوع، في تصريحات لـ«السياق»، أنه رغم أن المؤشرات تمنح أردوغان أفضلية نسبية في الفوز، فإن ذلك لا يعنى أنه سيحسم الجولة الثانية، خاصة مع تردي الأوضاع الاقتصادية.
وأشار إلى أنه لا يمكن التنبؤ بمن سيحسم جولة الإعادة، لكن المنتصر سيحرز فورًا صعبًا، مؤكدًا أن الانتخابات الرئاسية التركية ستشهد منافسة قوية وشديدة بين المرشحين على منصب الرئاسة، اللذين سيحاولان إظهار ما بحوزتهما من أوراق، للحصول على ثقة الناخبين في تلك المرحلة المصيرية.