في قضية ممثلة إباحية.. إرجاء احتمال توجيه لائحة اتهامات إلى ترامب

أكّد ترمب أنه سيتمّ توقيفه، الثلاثاء، في قضية دفع رشاوى لممثلة إباحية، غير أنّ شيئاً لم يحدث.

في قضية ممثلة إباحية.. إرجاء احتمال توجيه لائحة اتهامات إلى ترامب

السياق

بعد ترقب وانتظار يشوبه الحذر من اندلاع فوضى أمنية، أرجأت نيويورك احتمال توجيه اتهام للرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى الأسبوع المقبل، حسبما أفادت، الأربعاء، وسيلتا إعلام أميركيتان.

وسيتوجب على ترمب الإجابة أمام القضاء في نيويورك بشأن قضية دفع مبلغ 130 ألف دولار، قبل فوزه في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، لممثلة الأفلام الإباحية ستورمي دانييلز، التي قالت إنه أقام معها علاقة.

وكانت وسائل إعلام أميركية توقعت أنّ هيئة محلّفين كبرى، وهي لجنة من المواطنين الذين يتمتعون بصلاحيات تحقيق واسعة، يمكن أن تصوّت، مساء الأربعاء، لصالح وضع لائحة اتهام، ولكن قد يستغرق الأمر حتى الأسبوع المقبل كي يعلن المدعي العام في مانهاتن ألفين برج، لائحة اتهام.

وقد يمثل ترمب بعد ذلك أمام قاضٍ بعد أن يتم توقيفه لبضع دقائق بشكل رمزي.

غير أن صحيفة "نيويورك تايمز" وموقع "إنسايدر" أشارا، نقلًا عن مصدرَين قضائيين إلى أن اجتماع، الأربعاء، لهيئة المحلّفين الكبرى قد أُلغي.

ولفت موقع "إنسايدر" إلى أن هيئة المحلفين لن تصوّت قبل نهاية الأسبوع، رغم اجتماعها، الخميس، كما هو مقرر. وتنعقد هيئة المحلفين الكبرى أيام الاثنين، والأربعاء، والخميس.

وفي حديث مع وكالة "فرانس برس"، رفضت ناطقة باسم المدعي العام "التأكيد أو التعليق على المسائل المتعلقة بهيئة المحلفين الكبرى".

 

"توقيف متوقع"

وسبق أن أكّد ترمب أنه سيتمّ توقيفه، الثلاثاء، في قضية دفع رشاوى لممثلة إباحية، غير أنّ شيئاً لم يحدث.

في هذه الأثناء، يعطي رئيس الولايات المتحدة الـ45 (2017-2021) موعداً لناخبيه "في الخامس من نوفمبر 2024 عندما نستعيد نحن، الشعب، البيت الأبيض ونعيد إلى أميركا عظمتها".

وسدّد ترمب ضربة استباقية، السبت، معلناً عبر منصّته "تروث سوشال" (Truth Social) أنه سيتمّ توجيه الاتهام إليه و"توقيفه" رسمياً ورمزياً، الثلاثاء.

وفي حال اعتُقل أو حتى وُجّهت إليه اتهامات، سيشكل الأمر سابقة لرئيس أميركي سابق، ذلك أنّه لم يتم توجيه اتهام قط لرئيس أميركي، سواء كان في منصبه أو بعدما غادر البيت الأبيض.

وقد يتمّ تصويره وأخذ بصماته، وربما يتم تكبيل يديه لبضع دقائق، بناءً على الإجراءات القانونية الأميركية.

غير أنّ السلطات القضائية في نيويورك، تريد تجنّب مثل هذا المشهد، والفوضى الإعلامية والسياسية التي قد تتبعه.

من جهته، ندّد الملياردير الجمهوري بما وصفه بـ"حملة اضطهاد" يقودها الديمقراطيون، في الوقت الذي باءت فيه دعواته لـ"الاحتجاج" بالفشل.

فقد تجمّع فقط نحو 40 من مؤيّديه، الثلاثاء، أمام مقرّ إقامته في مارالاجو في فلوريدا، بينما تجمّع عشرات آخرون في نيويورك، الاثنين، خارج قصر العدل، و"برج ترمب" في الجادة الخامسة.

ومع ذلك، خوفاً من مواجهات في مدينة شهدت عنفاً في السابق، نبّه متحدث باسم شرطة نيويورك في رسالة عبر البريد الإلكتروني إلى أنّ "وجود رجال شرطة يرتدون الزي الرسمي سيزداد في الأحياء الخمسة الرئيسية في المدينة.. حتى وإن كان لا يوجد حالياً أيّ تهديد جدّي في نيويورك".

 

قضية "معقّدة"

وتُعتبر قضية الممثلة الإباحية ستورمي دانييلز معقّدة من الناحية القانونية. إذ يسعى القضاء في نيويورك إلى تحديد ما إذا كان ترمب مذنباً بتحريف بيانات، والذي يعدّ جنحة، أو بسبب خرق قوانين تمويل الحملات الانتخابية، في ما يشكّل جريمة جنائية، عبر دفع مبلغ 130 ألف دولار لهذه المرأة، واسمها الحقيقي ستيفاني كليفورد، في الأسابيع التي سبقت الانتخابات في نوفمبر 2016، لتلتزم الصمت حيال ما تزعم أنه علاقة أقامتها مع ترمب.

والتحقيق الذي استغرق سنوات، تسارع الأسبوع الماضي. فقد أدلى كوهين، المحامي السابق لترمب الذي سدّد المبلغ في عام 2016، بعد أن تحوّل إلى عدوّه منذ ذلك الحين، بشهادته أمام هيئة المحلّفين الكبرى، كما تعاونت الممثلة مع المدّعين العامين والهيئة نفسها.

كذلك، دُعي دونالد ترمب للتحدّث أمام هيئة المحلّفين هذه، وفقاً للصحافة الأميركية. وقال أحد محاميه إنّه "سيستجيب" طوعاً لاستدعاء من القضاء في نيويورك.

ويبقى الخوف الرئيسي للسلطات متمثلاً في تكرار فوضى الهجوم على مبنى الكابيتول في واشنطن في السادس من يناير 2021، عندما دعا دونالد ترمب مناصريه إلى الاحتجاج على نتائج انتخابات عام 2020 التي هُزم فيها أمام جو بايدن. ولا يزال يؤكد، دون دليل، أنّ بايدن "سرق" منه الفوز.