من كورونا إلى أفغانستان.. فشل بايدن يضع الديمقراطيين في مأزق
يشعر عدد متزايد من الديمقراطيين بالقلق، من أن البيت الأبيض قلل مرارًا وتكرارًا من حجم هذه التحديات التي تواجه البلاد، ما أدى إلى تفاقم المشكلات السياسية للحزب، وجعل طريقه إلى الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2022 محفوفًا بالمخاطر.

ترجمات – السياق
قالت صحيفة واشنطن بوست، إن الرئيس الأمريكي جو بايدن، قلل من المشكلات التي تواجه الولايات المتحدة، بينما يخشى الديمقراطيون تحولها إلى مشكلة سياسية، قد تؤثر في فرص الحزب بانتخابات التجديد النصفي المقررة العام المقبل
وأضافت الصحيفة، في تقرير، أن إدارة بايدن أخطأت في التعامل مع قضايا عدة، بينها أفغانستان، وفيروس كورونا، والتضخم.
وأوضحت أن كبار المسؤولين في البيت الأبيض، وعدوا في يونيو الماضي، بأن التضخم المتزايد سيكون "مؤقتًا"، وهو ما لم يتحقق حتى الآن، وفي يوليو، أعلن الرئيس بايدن أن حكومته سيطرت على كورونا، بينما في أغسطس، أعلنت جين بساكي المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض، أن "الرئيس لا يزال يعتقد أن طالبان لم تسيطر على أفغانستان"، وهو ما ثبت عكسه أيضًا.
ومقابل التصريحات السابقة، أوضحت "واشنطن بوست"، أنه خلال الأسبوع الماضي فقط، وصل التضخم إلى أعلى مستوى له في 31 عامًا، إذ ارتفعت الأسعار 6.2% مقارنة بالعام الماضي، وعادت الإصابات بكورونا مرة أخرى.
وأعلنت الولايات المتحدة، أن قطر ستعمل كوكيل دبلوماسي لها في أفغانستان التي تسيطر عليها طالبان، مشيرة إلى أن كل ذلك يأتي في الوقت الذي يقاوم فيه الحزب الديمقراطي مجموعة من الخسائر غير المتوقعة في الانتخابات.
قلق الديمقراطيين
وأوضحت "واشنطن بوست"، أنه في هذه الحالات وغيرها، يشعر عدد متزايد من الديمقراطيين بالقلق، من أن البيت الأبيض قلل مرارًا وتكرارًا من حجم هذه التحديات التي تواجه البلاد، ما أدى إلى تفاقم المشكلات السياسية للحزب، وجعل طريقه إلى الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي المقررة عام 2022 محفوفًا بالمخاطر.
وأشارت، إلى أن الديمقراطيين يعترفون فقط بالمشكلات الطبيعية مثل تفشي الوباء، وما تلا ذلك من تراجع اقتصادي، لكنهم يخشون أن ميل الإدارة للتقليل من أهمية هذه القضايا قد يزيد الأمور سوءًا.
وذكرت أن رد البيت الأبيض، يتعارض أيضًا مع الوعد الذي قطعه بايدن كمرشح رئاسي، عندما نقل عن الرئيس فرانكلين دي روزفلت قوله: "إن الشعب الأمريكي يستحق أن يكون في وضع أفضل"، وتعهد بأنه "سيقول الحقيقة" و "يكون صريحًا"، لكن بعض الديمقراطيين يجادلون بأن الرسائل المختلطة من البيت الأبيض قوضت مصداقيته أمام الأمريكيين.
ونقلت "واشنطن بوست" عن النائب كونور لامب، الذي يستعد لخوض سباق انتخابات مجلس الشيوخ عن ولاية بنسلفانيا، قوله: "يتعين علينا تقسيم هذه المشكلات، إلى مصطلحات أبسط وأكثر إلحاحًا، نحن نركز بشكل كبير على الفوائد العامة طويلة الأجل، وهي بالطبع رائعة، لكن دعونا نهتم أكثر بالأمور اليومية البسيطة، ومن ذلك علينا التفكير في كيفية قدرة الأمريكيين على شراء هدايا عيد الميلاد لأطفالهم مثلاً".
خطورة المشكلات
وأمام ذلك، ترى "واشنطن بوست" أيضًا أن مسؤولي البيت الأبيض يشككون في الاتهامات الموجهة لهم، بتجاهلهم لخطورة المشكلات التي يواجهها الأمريكيون، ويقولون إن الرئيس ومساعديه ينقلون التوجيه بناءً على تحليل الخبراء، الذي يمكن أن يتغير بمرور الوقت.
وأشارت إلى أن مساعدي الرئيس يروِّجون أيضًا للتقدم الذي أحرزته إدارة بايدن بشأن الوباء والاقتصاد، بحجة أن حزمة الإغاثة من فيروس كورونا البالغة 1.9 تريليون دولار كانت حاسمة لتعافي البلاد، وأن فاتورة البنية التحتية من الحزبين، بعد تمريرها مؤخرًا بـ 1.2 تريليون دولار ستؤدي إلى استثمارات تشتد الحاجة إليها.
لكن الإدارة كانت لها بدايات خاطئة متكررة في تصنيف الأولويات التشريعية، التي يرى بعض الديمقراطيين أنها رمز للمشكلات القائمة، موضحة أنه بعد خطة الإنقاذ الأمريكية، قُدمت خطة الوظائف وخطة العائلات، لكن خطة الوظائف تحولت إلى إطار عمل البنية التحتية للحزبين.
وذكرت أنه تم تغيير اسم خطة العائلات الأمريكية خلال الصيف إلى فاتورة تسوية بـ 3.5 تريليون دولار، وهي فاتورة محددة ليس من خلال محتواها لكن من خلال سعرها.
انتقادات النواب
ونقلت "واشنطن بوست" انتقادات عدد من نواب الحزب الديمقراطي، للطريقة التي يتعامل بها البيت الأبيض مع الأزمات، خصوصًا الأولويات التشريعية.
وقال النائب جوش جوتهايمر (ديمقراطي من نيوجيرسي): "لم يكن هناك تواصل بشأن ما تعنيه هذه القوانين بالنسبة للأشخاص، ومن ثم علينا أن نتحدث عن الأجزاء الحقيقية منها، ليس فقط حجم الفاتورة، بل كيف ستساعد هذه القوانين الناس".
وقال ستيفن إل ريد، العمدة الديمقراطي لمونتغومري: "لا أعتقد أن الديمقراطيين يتفاخرون بما فيه الكفاية، بما تم تقديمه خلال الأشهر الأولى من حكُم بايدن، فعندما يكون الطرف الآخر في السلطة -يقصد الحزب الجمهوري- سيخبرونك عن سبب فائدة قراراتهم للمواطن الأمريكي العادي، ومن ثم أعتقد أنه يتعين علينا أيضًا القيام بعمل أفضل من ذلك".
هذه الانتقادات تأتي في وقت كشف فيه استطلاع رأي لـلـ "واشنطن بوست" الأحد الماضي، عن انخفاض نسبة التأييد للرئيس الأمريكي جو بايدن، داخل قاعدته، وسط انتقادات كبيرة لسياسته الاقتصادية.
وبحسب استطلاع للرأي نشرته "واشنطن بوست" و"ABC News"، فإن 41 بالمئة فقط من الأمريكيين يوافقون على أداء بايدن، بانخفاض 11 نقطة منذ الربيع الماضي.
ووجد الاستطلاع أن 80 في المئة من الديمقراطيين يؤيدون زعيم حزبهم، مقارنة بـ 94 في المئة كانوا يؤيدونه في يونيو الماضي، ووافق 4 من كل 10 ديمقراطيين بقوة على سياسة بايدن في الاستطلاع الجديد، بانخفاض من 7 من كل 10 فعلوا ذلك في يونيو.
تفاؤل
رغم تراجع شعبية بايدن بين جمهور حزبه، فإن "واشنطن بوست" عادت لتنقل عن بعض مصادرها داخل الحزب، أن الوضع لا يمكن أن يزداد سوءًا، معتقدين أنه بحلول انتخابات العام المقبل، ستبدو البيئة الوطنية مختلفة بشكل كبير، خصوصًا أنه حينها ستكون جائحة كورونا تلاشت، ما يسمح للأمريكيين بالعودة إلى حياتهم الطبيعية ، فضلًا عن أن اختناقات سلسلة التوريد والتضخم سوف تتراجع أيضًا، ما يسمح للاقتصاد بالتحسن.
ورأت "واشنطن بوست"، أن ارتفاع التضخم يشكل أيضًا عقبة جديدة أمام الديمقراطيين، عندما يعودون إلى الكابيتول هيل هذا الأسبوع، ويحاولون المضي قدمًا في فاتورة الإنفاق الاجتماعي والمناخ البالغة 1.75 تريليون دولار، مشيرة إلى أن التشريع توقف وسط مخاوف من الديمقراطيين المعتدلين بشأن السعر، موضحة أن تقرير التضخم الأسبوع الماضي زاد تلك المخاوف.
وقال السناتور جو مانشين الثالث، أحد المتقاعدين في مجلس الشيوخ، عبر "تويتر": "بكل المقاييس، فإن التهديد الذي يشكله التضخم القياسي للشعب الأمريكي ليس عابرًا، بل يزداد سوءًا، فمن متجر البقالة إلى مضخة الغاز، يعرف الأمريكيون أن ضريبة التضخم حقيقية، وأن العاصمة لم يعد بإمكانها تجاهل الألم الاقتصادي الذي يشعر به الأمريكيون كل يوم".
وأشارت "واشنطن بوست" إلى أن التضخم يضع البيت الأبيض في موقف دفاعي، وسط مخاوف جديدة من ارتفاعه مع استمرار تفشي كورونا.
وأوضحت الصحيفة، أن استخدام الإدارة لمصطلح "مؤقت" بشأن التضخم، الذي تخلت عنه إلى حد كبير، كان محبطًا بشكل خاص للديمقراطيين، الذين شعروا بأن الكلمة كانت منفصلة عن الواقع الذي يواجهه الأمريكيون مع ارتفاع الأسعار.
وعن أزمة كورونا، أوضحت "واشنطن بوست"، أن المسؤولين الأمريكيين يشعرون بالقلق من أن تضاؤل الحماية من اللقاحات، جنبًا إلى جنب مع قضاء الأمريكيين المزيد من الوقت في الداخل وسط طقس أكثر برودة، سوف يدفع بالولايات المتحدة إلى الموجة الخامسة من حالات الارتفاع المفاجئ.
ومع ذلك، يظل الديمقراطيون متفائلين بأنهم سيتجهون إلى العام الجديد بعد مرور جزءين من أجندة بايدن الاقتصادية، ويقولون إن أرقام الاستطلاعات ستتحسن مع إتاحة الفرصة لبايدن لتنفيذ أجندته، ويجادل العديد من المشرِّعين الديمقراطيين والاستراتيجيين، بأن الانتخابات التي جرت هذا الشهر ليست مؤشرًا على انتخابات التجديد النصفي لعام 2022.