سورس الابن يتسلم إمبراطورية والده المالية.. هل يقصي ترامب من الانتخابات؟

صاحب المليارات الكثيرة، سلَّم الامبراطورية المالية والخيرية مترامية الأطراف لابنه أليكس.

سورس الابن يتسلم إمبراطورية والده المالية.. هل يقصي ترامب من الانتخابات؟

السياق

كثيرًا ما اكتنف اسم الملياردير جورج سورس الغموض، وعدَّه كثيرون أخطر الرجال في أمريكا، الذي يدعم اليسار ويتحكم في الإعلام والقضاء، وكذلك دوره بإثارة الجدل في القضايا الخلافية مثل "حقوق المثليين" و"الحق في الإجهاض"، إضافة إلى دعم منظمات وهيئات "حقوقية" انتقدتها حكومات كثيرة وفي أحيان أوقفت عملها.

صاحب المليارات الكثيرة، سلَّم الامبراطورية المالية "والخيرية" مترامية الأطراف لابنه أليكس.

سيدير أليكس ثروة تقدر بـ25 مليار دولار أمريكي، ويقول والده (92 عامًا) إنه استحقها بجدارة.

ويواجه سوروس اتهامات متكررة، بالتدخل في شؤون الدول، لتنفيذ أهدافه السياسية، من خلال تمويله الحركات الاحتجاجية والمنظمات غير الحكومية.

وحسب "وول ستريت جورنال" فإن الملياردير الجديد حاصل على شهادة جامعية في التاريخ، وثاني أصغر أولاد سوروس الخمسة، ويبلغ من العمر 37 عامًا.

 

التصدي لترامب

ويعد أليكس الوحيد في العائلة، المشارك في اللجنة الاستثمارية "لصندوق سوروس للتمويل".

وفي مقابلة مع "وول ستريت جورنال" أوضح سورس الابن أنه "سياسي أكثر" من والده، وأنه قلق بشأن فكرة إعادة انتخاب الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب عام 2024، ويريد -بشكل خاص- التصدي لإمكان عودة دونالد ترامب إلى السلطة.

وقال لـ "وول ستريت جورنال": "أود ألا يؤدي المال مثل هذا الدور الكبير في السياسة، لكن بما أن الجانب الآخر يفعل ذلك، سنضطر الى الاستمرار في ذلك أيضًا".

في ظل إدارته، توقع ألكسندر أن تستمر شبكة المؤسسات على النهج نفسه "دعم الديمقراطيات" والشخصيات السياسية من اليسار الأميركي، فضلًا عن قضايا أخرى مثل "الحق في الإجهاض" أو "المساواة بين الجنسين".

وانتخب ألكسندر سوروس رئيسًا لمجلس إدارة المؤسسات في ديسمبر، وهو الآن يدير الأنشطة السياسية التي جُمعت داخل "Super PAC" الهيئة التي تنفق الأموال على حملات المرشحين السياسيين.

 وأعلن ألكسندر أنه يريد الدخول في "الولايات المتحدة" أكثر من والده، ويدعم البرامج التي تشجع الناخبين الأمريكيين من أصول لاتينية وإفريقية على التصويت، ويدعو نواب الحزب الديمقراطي لذلك.

وقال: "يجب أن يكون معسكرنا أكثر وطنية وشمولًا، إذا صوت شخص لترامب فهذا لا يعني أنه ضائع أو عنصري".

ويُعرف عن أليكس سوروس حبه لموسيقى الهيب هوب وفريق نيويورك غيتس لكرة القدم الأمريكية، ويشتهر أيضًا بحياته الاجتماعية الممتلئة بالأنشطة، وحضور حفلات المشاهير في كان وهامبتونز.

اتهامات عابرة للقارات

واشتهر جورج سوروس الأب أولًا كمستثمر ومضارب، ويقول داعموه إنه كرس أمواله للدفاع عن "أفكاره"، من محاربة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا إلى دعم ناشطين مدافعين عن "الديمقراطية" في "الأنظمة الديكتاتورية"، حسب قولهم.

وكثيرًا ما اتُهم سورس من جماعات اليمين في آسيا وأمريكا مرورًا بأوروبا، بأنه يمول عمليات "استبدال كبير" للبيض بذوي البشرة السمراء، وهناك من يزعم أنه يعمل على تشجيع الهجرة والاضطرابات الاجتماعية والأهلية والتعددية الثقافية.

كان سوروس عرضة لمحاولات اغتيال، من متطرفين قوميين عبر إرسال طرود مفخخة له.

وشُن هجوم ضارٍ عليه، عقب توجيه اتهامات جنائية لترامب قبل أشهر، إذ اتهمه الرئيس الأمريكي السابق بأنه أثر في المدعي العام ألفين براغ، الذي وجه إليه 34 تهمة لدى مثوله في الرابع من أبريل أمام المحكمة الجنائية في مانهاتن بنيويورك.

وبالفعل قدَّم جورج سوروس مليون دولار لجمعية كولور أوف تشينج، التي دعمت حملة ألفين براغ للفوز بمنصب المدعي العام، الذي وجَّه الاتهام لترامب.

 

أردوغان ونتنياهو وبوتين

لجورج سورس تاريخ من العداء مع عدد من زعماء العالم ليس أولهم ترامب.

و ذُكر سورس على لسان رجب طيب أردوغان، أثناء هجوم شنه على المعارض التركي عثمان كافالا، الذي حكم عليه بالسجن مدى الحياة بتهمة "قلب نظام الحكم" قائلًا: "صدر حكم على رجل ما أزعج بعض الدوائر بشكل كبير. هذا الرجل هو سوروس التركي".

وأضاف في إشارة إلى كافالا: "من يقف وراءه؟ إنه المجري اليهودي الشهير سوروس، هذا الشخص يرسل أناساً في أنحاء العالم لتقسيم الدول وتمزيقها، ويستخدم الأموال الضخمة التي يملكها لهذا الغرض".

وفي المجر موطنه الأم، أطلقت الحكومة عام 2018 حملة بعنوان

"أوقفوا سوروس" لاستهداف أعماله ومنظماته.

وفي أبريل 2018 اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رجل الأعمال اليهودي جورج سورس، بتمويل المظاهرات التي تعترض على خطته لترحيل الآلاف من طالبي اللجوء الأفارقة في فبراير الماضي.

كما اتهم نتانياهو، على "فيسبوك" سوروس بالتعاون مع النظام الإيراني.

سورس نفسه كان لا يكف عن مهاجة كثيرين، إذ اعتبر الصين خطرًا على العالم، كما وصف فلاديمير بوتين بأنه يحكم "دولة مافيا".

 

عداء مع عمالقة التكنولوجيا

عام 2018 شن حملة شعواء على بعض مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: "فيسبوك وغوغل تسيطران على نصف عائدات الإعلانات على الإنترنت".

وأضاف: "يزعمان أنهما مجرد موزعين للمعلومات، حقيقة أنهما موزعان شبه احتكاريين يجعلهما مرفقين عامين ويجب أن يخضعا لقوانين أكثر صرامة، تهدف إلى الحفاظ على التنافس والابتكار والتواصل العالمي بشكل عادل ومفتوح".

وتنبأ بأن يورط عمالقة التكنولوجيا أنفسهم، للوصول إلى أسواق رئيسة مثل الصين، ما يشكل "تحالفًا بين دول "استبدادية" ومحتكري تكنولوجيا المعلومات الكبار، الذين يمتلكون كمية هائلة من البيانات.

وأضاف: "هذا قد يتسبب في شبكة سيطرة استبدادية، لم يتصور مثيلا لها حتى الدوس هاكسلي أو جورج أوريل".

 

تاريخ الرجل

وُلد جورج سوروس في المجر، وقت النازية، وقد أخفت عائلته هويتها اليهودية للبقاء على قيد الحياة.

وحسب "بي بي سي" فإنه بعد الحرب، غادر المجر متجهاً إلى لندن، وانتقل منها إلى نيويورك، حيث جنى مليارات من خلال أنشطة صندوق التمويل الذي يملكه.

وتؤكد "بي بي سي" أن "سمعته سيئة" في المملكة المتحدة، بعد أن جنى مليار دولار من الرهان على أن سعر الجنيه الاسترليني سينخفض عام 1992.