بدعوة من بوتين... الرئيس الجزائري في زيارة دولة إلى روسيا    

ذكرت وكالة أنباء الجزائر أن  العلاقات الثنائية بين الجزائر وروسيا، تميزت على امتداد ستة عقود، بالتعاون المتواصل والثقة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية

بدعوة من بوتين... الرئيس الجزائري في زيارة دولة إلى روسيا     

السياق

في زيارة تستمر ثلاثة أيام، حل الرئيس الجزائري ضيفًا على روسيا، بدعوة من فلاديمير بوتين.

وقالت وكالة الأنباء الجزائرية "واج" إن رئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، غادر –الثلاثاء- أرض الوطن متجهًا إلى فدرالية روسيا في  زيارة دولة تدوم ثلاثة أيام، بدعوة من نظيره الروسي، تندرج في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين.

وأضافت الوكالة: "وبعد أن استمع إلى النشيد الوطني، استعرض الرئيس تبون تشكيلة من الحرس الجمهوري، أدت له التحية الشرفية بمطار هواري بومدين الدولي".

وكان في توديع رئيس الجمهورية الوزير الأول، أيمن بن عبدالرحمن، ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي، الفريق أول السعيد شنقريحة ومدير ديوان رئاسة الجمهورية، محمد النذير العرباوي.

وبينت أنه سيشارك خلال هذه الزيارة في أشغال المنتدى الاقتصادي الدولي بسان بطرسبورغ الروسية.

وكتب الموقع الرسمي للرئاسة الجزائرية: "بدعوة من رئيس روسيا، فلاديمير بوتين، يشرع، الثلاثاء، رئيس الجمهورية، عبدالمجيد تبون، في زيارة دولة إلى روسيا، تدوم ثلاثة أيام، في إطار تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين".

شراكة استراتيجية

وقالت مصادر جزائرية -في تصريحات صحفية- إنه من المقرر أن يوقع الرئيسان وثيقة "التعاون الاستراتيجي المعمق".

وتصفها المصادر بأنها تطوير للشراكة الاستراتيجية، التي بدأت بين البلدين عام 2001.

وذكرت وكالة أنباء الجزائر أن  العلاقات الثنائية بين الجزائر وروسيا، تميزت على امتداد ستة عقود، بالتعاون المتواصل والثقة المتبادلة والشراكة الاستراتيجية، وهي أسس ستمنحها زيارة الدولة التي سيقوم بها تبون، إلى موسكو دفعًا جديدًا في خدمة البلدين الصديقين.

وتوطدت العلاقات بين البلدين، اللذين وقعا سنة 2001 إعلان الشراكة الاستراتيجية، منذ انتخاب الرئيس تبون، من خلال الاتصال والتشاور المتواصل بين قائدي البلدين، وزيارات مسؤولين سياسيين ووفود برلمانية واقتصادية، وفق وكالة الأنباء الجزائرية.

زيارات رفيعة

وتقول "واج" إن العلاقة بين البلدين اتسمت -في السنوات الأخيرة- بالكثافة والديناميكية وبدرجة عالية من التشاور، حيث ظل الحوار بين البلدين نشطًا، لاسيما في قضايا دولية وإقليمية وتترجمها الاتصالات الهاتفية المتكررة بين الرئيس تبون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حيث كانت هذه الاتصالات فرصة لتبادل الرؤى بشأن الوضع الدولي وملفات إقليمية، إلى جانب آفاق "التعاون في مجال الطاقة".

وبينت الوكالة أن الرئيسين اتفقا على أهمية تبادل الزيارات الرفيعة المستوى، وأشارت إلى أن ذلك  تجسد في زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى الجزائر في مايو 2022 حيث أكد خلالها، عزم البلدين على تعزيز تعاونهما، من خلال توقيع وثيقة جديدة تكون أساسًا للعلاقات الثنائية، إضافة إلى الزيارات المتبادلة لمسؤولين عسكريين. 

مجموعات الصداقة

ولفت تقرير الوكالة إلى أن الجزائر شاركت في نوفمبر 2021 بالمملكة العربية السعودية، في أشغال اجتماع مجموعة الرؤية والاستراتيجية "روسيا والعالم الإسلامي"، كما شاركت أيضًا عام 2022 في أشغال الدورة الـ12 لهذه المجموعة بمدينة كازان، عاصمة جمهورية تتارستان.

وزارت رئيسة المجلس الفيدرالي للجمعية الفيدرالية لروسيا فالنتينا ماتفيينكو -مارس الماضي- الجزائر، أكدت خلال هذه الزيارة تأييد بلادها لرغبة الجزائر في الانضمام إلى مجموعة البريكس، موضحة أن الجزائر شريك موثوق ومهم جدًا على مستوى القارة الإفريقية.

وفي سنة 2022 تم تنصيب مجموعتين برلمانيتين للصداقة الجزائر-روسيا على مستوى غرفتي البرلمان، تعد لبنة جديدة في دعم التعاون بين البلدين، حسبما ذكرت الوكالة الجزائرية.

تأجيل زيارة فرنسا

الزيارة كان مقررًا لها الشهر الماضي، لكنها تأجيلت، في وقت أرجأ تبون زيارة أخرى كانت مقررة لفرنسا.

وفي يونيو وصل مدير المصلحة الفيدرالية للتعاون العسكري والتقني الروسي ديميتري شوغاييف للجزائر، حيث وضع التعاون العسكري القائم بين البلدين.

الزيارة التي أعلنتها وزارة الدفاع الجزائرية، قالت مصادر إنها استعداد لزيارة تبون المقررة إلى روسيا.

التعاون العسكري

زادت وتيرة التعاون بين روسيا والجزائر خاصة العسكري بعد الحرب في أوكرانيا.

وبحثت الجزائر وروسيا -في فبراير من هذا العام- تعزيز تعاونهما العسكري، خلال زيارة الأمين العام لمجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف للجزائر، وفق ما أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية.

وجاء في بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، أن المسؤول الروسي التقى رفقة "وفد مهم" رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة، وتناول البحث "التعاون العسكري بين البلدين" و"السبل والوسائل الكفيلة بتعزيزه أكثر فأكثر".

وقال شنقريحة إن الزيارة "تمثل، بالنسبة لنا، دليلًا على الإرادة الثابتة والصريحة لبلدينا لتعزيز أكثر للشراكة الاستراتيجية والتاريخية، التي تطبع علاقاتنا الثنائية، خصوصًا في مجال التعاون العسكري".

ونقل البيان عن باتروشيف تأكيده "عمق العلاقات التاريخية التي تجمع الجزائر وروسيا، والتي تسعى بلاده لتعزيزها".

واستقبل الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الأمين العام لمجلس الأمن الروسي، وتعد وموسكو من أبرز مورّدي الأسلحة إلى الجزائر.

وتقيم الجزائر وموسكو علاقات وثيقة منذ زمن، فعام 2021 بلغت قيمة التبادلات التجارية بين البلدين ثلاثة مليارات دولار، رغم جائحة كورونا.

والتعاون العسكري والتسلح والتدريب، العنوان البارز في العلاقات الجزائرية الروسية، وشملت صفقات تسليح روسية للجزائر منها  منظومات دفاعية وهجومية كمنظومة إس 300.

إضافة إلى مناورات عسكرية مشتركة، جرت بين البلدين.

وعبرت الولايات المتحدة عن مخاوفها من زيادة التعاون العسكري بين الجزائر وروسيا، حتى طالب مشرعون في الكونغرس بفرض عقوبات على الجزائر، لكن البلد الإفريقي ينفي انحيازه لأي طرف ويقول إنه على الحياد.

وفي تصريحات إعلامية بشأن حرب أوكرانيا، قال الرئيس تبون إن بلاده "لا تدين العملية ‏العسكرية الروسية ولا تؤيّدها" وإن "موقفها هو عدم التحيز لأي طرف".