حفاوة إماراتية بعراقي يكسو أبوظبي باللون الأخضر
الأوسي، الذي يعيش في الإمارات منذ عام 1999، خصص كثيرًا من وقته لتشجير شارع الشيخ راشد بن سعيد بالعاصمة الإماراتية، على مدى السنوات السبع الماضية.

السياق
استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، المهندس العراقي سنان الأوسي المقيم في أبوظبي، تكريمًا لجهوده على تشجير حيه بأكثر من مئتي شجرة.
وأشاد رئيس الدولة ـ خلال اللقاء الذي جرى في قصر البحر ـ بمبادرة الأوسي الطيبة تجاه مجتمعه، حيث قام بمبادرة شخصية بزراعة الأشجار والاعتناء بها في أحد شوارع إمارة أبوظبي، تعبيراً عن محبته ومسؤوليته تجاه المجتمع وتشجيعاً على استدامة الموارد.
وقال الرئيس الإماراتي:" نُقدر هذه المبادرات الخيّرة التي تستحق الثناء والتكريم"، مشيرًا إلى أن كل من يُقيم على أرض الإمارات شريك في مسيرة تنميتها.
الأوسي (62 عامًا)، الذي يعيش في الإمارات منذ عام 1999، خصص كثيرًا من وقته لتشجير شارع الشيخ راشد بن سعيد بالعاصمة الإماراتية، على مدى السنوات السبع الماضية.
استحسان لافت
وذكرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية، أن مبادرة الأوسي نالت استحسانًا لافتًا من جيرانه والمحيطين بالمنطقة، وكل من سمع بها داخل الإمارات وخارجها، خصوصًا بعد نشر لقطات له أثناء قيامه بمهامه الزراعية عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وذكرت وكالة أنباء الإمارات الرسمية (وام) أن الشيخ محمد بن زايد "أشاد بجهوده وأعرب عن تقديره لهذه المبادرات الخيرية".
وشدد على أن "جميع المقيمين في دولة الإمارات شركاء مهمون في مسيرة تنمية الدولة".
وعبّر الأوسي عن بالغ سعادته بلقاء الرئيس الإماراتي، وشكره وتقديره لاهتمام سموه بتشجيع المبادرات الشخصية المجتمعية التي تعزز ثقاقة الحفاظ على الموارد واستدامتها وروح المسؤولية تجاه المجتمع.
وكشف المقيم العراقي في تصريحات للصحيفة الإماراتية -الناطقة بالإنجليزية- تفاصيل رحلته البستانية، مشيرًا إلى أنه زرع نحو 105 شجرات جوز هند، و 104 شجرات بلوميريا، إضافة إلى أكثر من 80 شجيرة وزهرة، ما حول امتداد 500 متر إلى واحة حضرية.
والشهر الماضي، فاجأ محمد الشرفا رئيس دائرة البلديات والنقل بأبوظبي، الأوسي، بزيارته أثناء مباشرة عمله الخيري، لشكره على مجهوده.
ونقل الشرفا حينها تحيات الشيخ محمد بن زايد للمقيم العراقي.
"لن يضيع"
كان الأوسي قال لصحيفة ذا ناشيونال: "أقول دائمًا، إن أي عمل صالح في الإمارات العربية المتحدة لن يضيع".
وأضاف: "أنا ممتن لتكريم الرئيس محمد بن زايد بعد أن علم بمبادرتي، وفخور بالاعتراف بي كمقيم عراقي أسهم في النظام البيئي والاستدامة لمدينة أبوظبي ".
وأشارت الصحيفة إلى أنه لم يبدأ عمله الرائع هذا، إلا بعد أن حصل على الموافقات اللازمة من السلطات الإماراتية لتجميل المنطقة.
وكشف المهندس العراقي، الذي عمل في مشاريع رئيسة مثل جسر الشيخ زايد، عن امتلاكه تصميمات أخرى، سيبدأ تنفيذها فور الحصول على التصاريح اللازمة لتجميل أبوظبي.
وأوضح أنه لتنفيذ مشروعه الحالي -تشجير الشوارع- اشترى حمولة شاحنة من التربة الجيدة لنثرها على جانبي الطريق، وعمد إلى توصيل أنابيب المياه إلى الأشجار والأزهار التي يزرعها.
وأضاف: "لقد دعمتني بلدية أبوظبي وأعطتني الإذن بتمديد زراعة الأشجار".
وبيّن أنه كل يوم جمعة -في عطلة نهاية الأسبوع- يستيقظ مبكرًا ويبدأ العمل ورعاية الأشجار من الساعة 6 صباحًا حتى الحادية عشرة والنصف قبل الظهر.
واستطرد: "لقد تطلب الأمر عملاً شاقًا، لكن شغفي بالحدائق والزراعة جعلني أستمر في العمل من دون كلل ولا ملل"، متابعًا: "كل يوم أنظر إلى الأشجار وأبتسم لما تمكنت من القيام به".
ووصف الأوسي مشروع الأشجار الذي أقامه في أبوظبي، بأنه "تراثه الباقي والمستمر في دولة الإمارات العربية المتحدة"، مضيفًا: "الناس الذين سيمرون بهذا المكان في المستقبل سيبتهلون من أجل الشخص الذي زرع هذه الأشجار".
وذكرت "ذا ناشيونال" أن أعمال الأوسي الخيرية رشحته لجوائز أبوظبي، التي تكرم أبطال المجتمع في جميع أنحاء الإمارة.