وول ستريت جورنال: مواجهات بين مقاتلات صينية وأمريكية فوق بحر الصين الجنوبي
المواجهات مع بكين فوق بحر الصين، رغم أنها تحدث بشكل يومي، فإنها أصبحت أكثر خطورة.

ترجمات -السياق
كشفت صحيفة وول ستريت، أن مقاتلة للقوات الجوية الصينية مسلحة بصواريخ جو - جو حلَّقت على بُعد 500 قدم من طائرة للبحرية الأمريكية فوق بحر الصين الجنوبي، محذرة الطيار من "الحفاظ على مسافة آمنة" من المجال الجوي الصيني وإلا "سيُعترَض".
وأوضحت أن مقاتلة نفاثة صينية من طراز جي - 11 ، مسلحة بـ4 صواريخ جو – جو، ظهرت بجوار طائرة أمريكية من طراز بي – 8، ومرت فوقها واستقرت على بُعد بضع مئات الأقدام من جناح طائرة البحرية الأمريكية.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين قولهم: المواجهات مع بكين فوق بحر الصين، رغم أنها تحدث بشكل يومي، فإنها أصبحت أكثر خطورة.
وبثّت محطة أرضية عسكرية صينية رسالة تحذير إلى المقاتلة الأمريكية بي - 8: "هذه هي القوة الجوية لجيش التحرير الشعبي، أنت تقترب من المجال الجوي الصيني، احتفظ بمسافة آمنة وإلا ستُعترَض".
ليست الأولى
وبينّت "وول ستريت جورنال" أن هذه الواقعة ليست الأولى، ففي ديسمبر اتهمت الولايات المتحدة مقاتلة صينية، بالتحليق على مسافة 20 قدمًا من طائرة استطلاع أمريكية، فوق بحر الصين الجنوبي.
وقالت بكين إن الطائرة الأمريكية انحرفت فجأة نحو الطائرة.
وأشارت الصحيفة إلى أن الصين لم تستجب لدعوات الولايات المتحدة لإجراء محادثات عن المواجهات العسكرية غير الآمنة.
وقال النقيب ويل توراسون، قائد طائرات الاستطلاع التابعة للبحرية الأمريكية غربي المحيط الهادئ والمحيط الهندي: "الاتجاه طويل الأمد هو مزيد ومزيد من العدوان من قِبل الطيارين المقاتلين الصينيين".
تأتي المناوشات، بعدما أسقطت الولايات المتحدة بالون تجسس صيني، إثر مروره فوق الولايات المتحدة، ما زاد التوترات بين الجانبين، بينما قالت الصين إن المنطاد تابع للأرصاد الجوية وانحرف عن مساره.
واتهمت بكين بدورها الولايات المتحدة بالتجسس على الصين، بما في ذلك استخدام طائرات دورية فوق بحر الصين الجنوبي.
وحسب الصحيفة، تطالب الصين بالمنطقة البحرية الغنية بالموارد، التي تعد أيضًا طريقًا تجاريًا مهمًا، وأقامت قواعد عسكرية على جزر اصطناعية، ما وضعها في مواجهة مع دول أخرى في المنطقة لديها أيضًا مطالب إقليمية، وأضاف إلى مخاوف الولايات المتحدة بشأن طرق التجارة والأمن الإقليمي.
كانت الفلبين قد قالت إن خفر السواحل الصيني استخدم الليزر العسكري ضد سفينة حرس السواحل الفلبينية في بحر الصين الجنوبي.
تحليق متواصل
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن طائرات الدورية الأمريكية تحلق فوق بحر الصين الجنوبي معظم الأيام، للرد على مزاعم الصين بالسيطرة على المنطقة، وكذلك لتسجيل صور لعسكرة الجزر الاصطناعية.
أمام ذلك، حلَّق فريق من "وول ستريت جورنال" بطائرة دورية من طراز بي - 8 الجمعة، واستخدم الكاميرات والرادار وأجهزة الاستشعار الأخرى، لفحص السفن والطائرات والمنشآت في الجزر.
وأفاد فريق الصحيفة بأن المواجهة بين المقاتلة بي - 8 والأخرى الصينية، وقعت على بُعد بضع عشرات من الأميال شمال جزر باراسيل، التي تطالب بها الصين وفيتنام.
وبيّن أن المقاتلة بي - 8 استجابت للتحذير الصيني، بتأكيد أنها كانت تحلق في المجال الجوي الدولي، بينما ردت المحطة الأرضية الصينية بالقول: "لا تقترب أكثر وإلا ستتحمل المسؤولية".
ومع استمرار المقاتلة الصينية في مكان قريب، حلقّت طائرات البحرية الأمريكية جنوبًا حول الجزر، وعادت عبر بحر الصين الجنوبي، مرورًا بجزر سبراتلي، وهي منطقة أخرى متنازع عليها.
أمام ذلك، انسحبت المقاتلة الصينية بعد نحو ساعة، بينما غادرت بي - 8 منطقة جزر باراسيل، ولم تتم رؤية أي مقاتلات نفاثة.
من جانبها، لم ترد وزارة الخارجية الصينية على أسئلة عن المنطقة التي تدعي أنها في بحر الصين الجنوبي، أو ما تعتقده بشأن رحلات الدوريات الأمريكية.
ولكن، بعد حادثة ديسمبر الماضي، قال متحدث باسم الخارجية الصينية: "لقد نشرت الولايات المتحدة بشكل متكرر طائرات وسفنًا للاستطلاع عن قُرب في الصين، ما يشكل خطرًا جسيمًا على الأمن القومي للصين"، موضحًا أن ما سماها "تحركات الولايات المتحدة الاستفزازية والخطيرة" سبب قضايا الأمن البحري.
وقال المتحدث:"الصين ستواصل اتخاذ الإجراءات اللازمة للدفاع بحزم عن سيادتها وأمنها".
من جانبها، عادت الطائرة بي - 8 إلى قاعدتها في أوكيناوا باليابان، وحلقت بالقرب من مدمرتين بحريتين صينيتين، واحدة شمال الفلبين، والأخرى على بُعد 38 ميلا بحريًا قبالة الساحل الشرقي لتايوان.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن الطائرة واحدة من سبع طائرات من طراز بي - 8 تنتمي إلى سرب باترول 10، ومقرها جاكسونفيل، فلوريدا، وتدور ستة أشهر في اليابان.
وقال مارك هاينز، قائد سرب الدوريات رقم 10، إن المهمات أسهمت في التمسك بالمعايير الدولية، ودعم شركاء الولايات المتحدة، وضمان التجارة الحرة في المياه الدولية، مضيفًا: "يجب مواجهة تحديات الصين للنظام الحالي".