كيف يمكن أن يؤدي زلزال تركيا إلى نهاية حكم أردوغان؟

رجب طيب أردوغان، الذي يرأس تركيا منذ عام 2003، يواجه أصعب اختبار في حياته السياسية.

كيف يمكن أن يؤدي زلزال تركيا إلى نهاية حكم أردوغان؟
رجب أردوغان

ترجمات - السياق

قالت صحيفة فورين أفيرز الأمريكية، إن الزلازل التي ضربت عشر مقاطعات جنوبي تركيا في 6 فبراير، أسوأ كارثة إنسانية للبلاد في التاريخ الحديث، مشيرة إلى أن المدن الصاخبة أصبحت والأرض سواء، بينما انهارت القلاع القديمة، وآلاف المباني السكنية والتجارية.

وأوضحت الصحيفة الأمريكية، أنه إضافة إلى عديد من الضحايا في سوريا المجاورة، لقي أكثر من 44 ألف شخص مصرعهم في تركيا، وأصيب أكثر من 100 ألف شخص، بينما أصبح ملايين بلا مأوى، مشيرة إلى أن سدس سكان تركيا -أكثر من 13 مليون شخص- تضرروا من الزلازل.

ورغم ذلك فإن كارثة الزلزال لا تشكل تحديًا لوجستيًا فحسب، بل سياسيًا كذلك، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن جهود الإغاثة الحكومية خضعت للتدقيق، إضافة إلى الإهمال والفساد اللذين سمحا ببناء عديد من المباني دون المستوى المطلوب في العقود الأخيرة.

وأكدت «فورين أفيرز»، أن رجب طيب أردوغان، الذي يرأس تركيا منذ عام 2003، يواجه أهم اختبار في حياته المهنية، رغم أنه أمر قد يجده مألوفًا بشكل ينذر بالسوء.

وأشارت إلى أن زلزال عام 1999، الذي قتل ما يقرب من 19 ألف شخص، كشف قيود العقد الاجتماعي، بين مواطني تركيا ودولتهم الأبوية، مؤكدة أن تلك الكارثة الطبيعية، إلى جانب الأزمة الاقتصادية التي تلت ذلك، أثارت استياءً عميقًا ودفعت إلى إطاحة الأنظمة العلمانية وغير الليبرالية، التي سادت الحكم منذ خروج البلاد من حطام الإمبراطورية العثمانية، عام 1922.

من تحت الأنقاض، فاز أردوغان وحزبه السياسي الإسلامي بالسلطة نهاية المطاف، وغيَّـر تركيا، إلا أن الطاولة انقلبت على الرئيس التركي، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن هذا الزلزال يمكن أن يكون له التأثير نفسه الذي حدث منذ ما يقرب من 25 عامًا، ما يؤدي إلى انهيار نظام سياسي متكلس.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إنه بينما ساعد زلزال 1999 في وصول أردوغان إلى السلطة، فإن زلزال 2023 قد ينهي حكمه.

 

مشكلات الأب

وبحسب «فورين أفيرز»، فإن تركيا لديها تقليد طويل من الحكم الأبوي، من أعلى إلى أسفل، متجذر في حملة التحديث التي تقودها الدولة، في ظل الإمبراطورية العثمانية بالقرن التاسع عشر.

وأشارت إلى أن الدولة في تركيا تلقب بـ«الدولة الأب» على عكس الدولة التي تُعرف باسم «الوطن الأم»، مؤكدة أنه في هذا التقليد السياسي، فإن الدولة في تركيا مثل الأب الذي يعتني بأبنائه وأحفاده، فهو صارم وقوي، لكنه يوجههم ويؤمن احتياجاتهم.

وقالت الصحيفة الأمريكية: طالما أصر القادة الأتراك على أنهم يعرفون ما هو جيد للشعب، بداية من السلاطين العثمانيين الراحلين، ثم مؤسس تركيا الحديثة في القرن العشرين مصطفى كمال أتاتورك وخلفائه المعروفين باسم الكماليين. والآن أردوغان. لقد أوضح هؤلاء القادة أن قيادتهم الحذرة للبلاد تتطلب طاعة الشعب.

وبعد «تحرير» تركيا من «الاحتلال» نهاية الحرب العالمية الأولى، روج أتاتورك لهذا العقد الاجتماعي الأبوي، تقول «فورين أفيرز»، مشيرة إلى أنه بذل قصارى جهده لتشكيل الدولة والمجتمع على صورته العلمانية والقومية.

وبينما جسد أتاتورك الجمهورية التركية الحديثة، منحه البرلمان التركي عام 1934، تكريمًا بقانون يمنع أي تركي من حمل الاسم الأخير للأب المؤسس للبلاد، وهو أتاتورك، الذي يعني «والد الأتراك»، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتقول «فورين أفيرز»، إن عقد أتاتورك الأبوي مع المواطنين ظل ساري المفعول بعد وفاته عام 1938، وبعد أن أصبحت تركيا ديمقراطية متعددة الأحزاب، مشيرة إلى أنه عام 1950 كرست الأحزاب الكمالية في اليسار واليمين هذا الشكل من الحكم، فلعقود أثناء الحرب الباردة وبعدها، كان يُنظر إلى «البابا العلماني» في تركيا على أنه كلي القدرة، وقوي، وقادر على كل شيء، بينما لم يكن أمام المواطنين خيار سوى الخوف من ذلك.

 

زعزعة الدولة الكمالية

إلا أن ذلك الأمر تطلب كارثة طبيعية، لزعزعة الدولة الكمالية من صميمها، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن زلزال 1999 دمر مناطق صناعية على طول ضواحي اسطنبول.

وأكدت أن ما تبع ذلك كان تغييرًا لقواعد اللعبة للأتراك، لأن «الدولة الأب» لم تكن وقت الحاجة موجودة في أي مكان، حيث كان آلاف الجرحى تحت الأنقاض، في انتظار المساعدة من وكالات الإغاثة التي لم تصل.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن وصول الإغاثة الحكومية إلى بعض المجتمعات استغرق أيامًا، وفي بعض الحالات أسابيع، مشيرة إلى أن هذا الفشل ترك البلاد في حالة من الفوضى، أضيفت إلى الأزمة الاقتصادية الهائلة في العام التالي، التي ضربت المسمار الأخير في نعش الدولة الكمالية.

وأشارت إلى أن الأتراك لم يشعروا بأن الدولة تخلت عنهم فحسب، بل لم يعودوا يخشون ذلك أيضًا، ما ترك الباب مفتوحًا لأردوغان.

 

قبضة أيديولوجية

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن زلزال 1999 والأزمة الاقتصادية اللاحقة مزقا العقد الاجتماعي بين الدولة ومواطنيها، ما أدى إلى تحرر القبضة الأيديولوجية على المجتمع.

وعام 2001، أسس أردوغان حزب العدالة والتنمية (AKP) بمساعدة شعبيته، بعد فترة ناجحة رئيسًا لبلدية اسطنبول منتصف التسعينيات.

وفي نوفمبر 2002، فاز حزبه بالانتخابات الوطنية، وأصبح أردوغان رئيس وزراء تركيا في مارس 2003.

ومن خلال تحقيق نمو جزئي وانتشال المواطنين من الفقر، وعبر قمع المعارضين، عزز أردوغان -منذ ذلك الحين- سمعته كقائد استبدادي وقوي، على المواطنين أن يخشوه ويحترموه في الوقت نفسه.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن أردوغان يجسد مجددًا مفهوم «الدولة الأب»، فهو يصور نفسه كشخصية أبوية مهيمنة تعمل بجد وتريد -مثل أتاتورك- أن يتبع المواطنون خيارات أسلوب حياته، مشيرة إلى أن الرئيس التركي على عكس أسلافه الكماليين، محافظ بشدة ولا يدرك أي جدار حماية بين التقوى الإسلامية الصارمة والسياسة.

وبحسب «فورين أفيرز»، فإن القاعدة الشعبية أحبته وخافه خصومه، مشيرة إلى أنه لكسب هذا الحب والخوف، انتشل أردوغان عديد الأتراك من براثن الفقر، بينما سحق المعارضة عبر إرسال خصومه إلى السجن.

ويلقب أردوغان بـ«القبطان»، وهو مصطلح يشير إلى الأصول البحرية لعائلته على ساحل البحر الأسود، كما يؤكد موقعه بلا منازع كرجل على رأس تركيا، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أنه على الركاب الاستماع إلى القبطان، لأن رفاهيتهم تعتمد عليه.

إلا أنه مع ذلك، قد لا تكون شخصية أردوغان السياسية قادرة على مواجهة العاصفة، الممثلة في الزلزال الذي وقع هذا الشهر، الذي عُد كارثة ذات أبعاد تاريخية، قتل أكثر مما قتلت حرب الاستقلال التركية قبل قرن من الزمان، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وربما كانت أي حكومة ستكافح لمواجهة مثل هذه الكارثة بسرعة وبشكل شامل، لكن بكل المقاييس، كانت الاستجابة الأولية لحكومة أردوغان بطيئة وعشوائية، تقول «فورين أفيرز»، مشيرة إلى أن الرئيس سيخضع للتدقيق بسبب التلاعب بالمؤسسات الرئيسة، بما في ذلك وكالات الإغاثة التابعة لها.

وعلى مدى العقد الماضي، واستبدال الموالين بمديريها التنفيذيين، ما أدى إلى تعطيل عمل الوكالات، ضرب أردوغان جمعية الهلال الأحمر التركي، المعروفة أيضًا بـ «كيزيلاي»، وهي منظمة إغاثة مرتبطة بالصليب الأحمر الدولية، في مقتل، لأنها لم تخضع لسلطته.

وبدلاً من ذلك، أنشأ رئاسة إدارة الكوارث والطوارئ، ما يعادل وكالة إدارة الكوارث الطبيعية في الولايات المتحدة، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن «كيزيلاي»، تعد وكالة الإغاثة التقليدية في تركيا، إلا أنها الآن شبح ما كانت عليه، فلم يكن بالمقدور رؤيتها في أي مكان بعد الزلازل، ولم تقدم المساعدة الجيدة لضحايا الزلزال، في سيناريو مشابه لما حدث عام 1999.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن الأتراك لا يزالون يعانون الدمار الذي أحدثه الزلزال، لكنهم غاضبون من الكيفية التي أسهم بها إهمال الدولة بالتأكيد في ارتفاع حصيلة القتلى.

وتعد الصور القادمة من البلدات والمدن المتضررة، دليلًا على انتهاكات القوانين والبناء والفساد، ما أدى إلى محاصرة وقتل عشرات، إن لم يكن مئات، بحسب الصحيفة الأمريكية.

وتقول «فورين أفيرز»، إن حقبة أردوغان في تركيا تميزت بفترات البناء، فقد حلت الكتل السكنية الشاسعة محل منازل الأسرة الواحدة في معظم البلدات، وتغيرت أفق المدن التاريخية الكبرى، مثل اسطنبول وإزمير.

 

سيناريو 99

يواجه أردوغان انتقادات علنية قاسية، بسبب استجابة الحكومة للزلزال وتواطؤها في السماح بالبناء الرديء في السنوات الأخيرة، بخلاف اتهامات بأن الفساد ساعد في إفلات المقاولين من بناء عديد المباني سيئة التشييد التي انهارت.

إلا أن الأهم من ذلك، أن العقد الاجتماعي الذي ربط أردوغان بالمواطنين سيتعرض للضغط، مثلما هز زلزال 1999 الدولة الكمالية، فإن زلزال فبراير يقوِّض أردوغان وكذلك سمعة القوة والكفاءة التي طالما صقلها.

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن صورة أردوغان قد تتشوه بشكل لا يمكن إصلاحه، فبمجرد ظهور حساب أكثر دقة لعدد القتلى -ربما لا يزال هناك آلاف تحت الأنقاض- ويتحول حزن الجمهور إلى غضب، سيستنتج كثيرون أن أردوغان فشل في أداء واجباته، وبذلك لم يعد يستحق الخوف.

وأشارت إلى أن الأتراك سيبدأون رؤيته مثل نمر من ورق، مستدلة على رؤيتها بما حدث قبل أيام في إحدى مباريات كرة القدم، حيث أطلق آلاف صيحات الاستهجان على إدارة أردوغان وطالبوا باستقالته.

 

المعركة المقبلة

ورغم ذلك، فإن الصحيفة الأمريكية، قالت إن أردوغان سياسي موهوب، وسيبذل قصارى جهده لتفادي الغضب، مشيرة إلى أنه لتبرئة نفسه وحماية سمعته، سيدعي أن الزلزال كان عملاً من أعمال الله خارجا عن إرادته، مستخدماً نفوذه على ما يقدر بـ90% من وسائل الإعلام التركية، لإقناع المواطنين بأن عدد القتلى المرتفع كان لا مفر منه بالنظر إلى حجم الزلزال.

وأشارت إلى أنه قد يحاول أيضًا إلقاء اللوم على شركات البناء الصغيرة، وتأكيد الإهمال الفردي وسوء السلوك، لإعفاء الحكومة من المسؤولية، مستدلة على رؤيتها، بإلقاء الشرطة في 12 فبراير الماضي، القبض على عديد من المشتبه بهم، بزعم ارتباطهم بانهيار آلاف المباني.

إلا أنه مع ذلك، قد لا يكفي أي من هذه الإجراءات لعزله عن غضب الجماهير، فبمجرد أن يصبح عدد القتلى الفعلي للزلزال واضحًا، ستجتاح المناقشات تركيا، في ما يتعلق بتسليم وتنسيق المساعدات، وما إذا كانت إخفاقات الحكومة قد حالت دون إنقاذ المحاصرين.

 

بث الخوف

وردًا على ذلك، سيغير أردوغان الموقف ويسعى مرة أخرى إلى بث الخوف في نفوس المواطنين، محاولًا الظهور بشكل قوي ومسيطر، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أنه بدأ اتخاذ هذا الموقف، بما في ذلك خطابه الأول بعد الزلزال.

وأشارت إلى أنه مع تسليط الكاميرا الضوء على «الخياشيم المتوهجة»، وهي زاوية تهدف إلى إظهار غضبه، وبخ أردوغان المواطنين لنشرهم «أخبارًا كاذبة»، بنبرة ساخط بدت غير لائقة في لحظة مثل هذا الحزن والخسارة غير العاديين.

ويشكل الزلزال وتداعياته تحديًا أمام أردوغان، قبل اقتراب الانتخابات، فوفقًا للدستور التركي، يجب إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في موعد لا يتجاوز خمس سنوات بعد الانتخابات السابقة.

وفي الأسابيع السابقة، أظهرت استطلاعات الرأي أن كتلة المعارضة التركية الستة، كانت تسير بخطى ثابتة مع تحالف أردوغان.

 

تعهدات المعارضة

وتعهد كمال كيليجدار أوغلو، زعيم حزب الشعب الجمهوري المعارض الرئيس، بإنهاء الفساد الذي أدى إلى تشييد عديد من المباني الرديئة، وأسفر عن عدد كبير من الضحايا، بينما تشير تصريحاته إلى أن المعارضة ستستخدم الزلزال لمهاجمة أردوغان خلال الحملة الانتخابية.

وقالت «فورين أفيرز»، إنه مع قرار أردوغان عدم تأجيل الانتخابات، قد يلجأ إلى إجراءات استبدادية أخرى، فالحكومة فرضت حالة الطوارئ في 7 فبراير الماضي، وعلقت الحقوق والحريات في المقاطعات العشر المتضررة من الزلزال.

وأشارت إلى أنه من المرجح أن يمدد حالة الطوارئ بمجرد انتهاء صلاحيتها في مايو المقبل، ما يعني أنه في المقاطعات العشر التي ضربها الزلزال -التي تشكل أكثر من سدس سكان تركيا وعديد مواطنيها الأكثر غضبًا وتضررًا- لن تكون الانتخابات نزيهة ولا حرة، ما يمنح أردوغان ميزة تنافسية في صناديق الاقتراع.

وما لم يتمكن أردوغان من استعادة صورة «القبطان» المهتم، فقد انتهى عهده كزعيم مرعب ومحترم في تركيا، تقول الصحيفة الأمريكية، مشيرة إلى أن الغضب والألم يتصاعدان، فأولئك الذين يحبونه باتوا أقل، كما أصبح من يخافونه أقلية.

 

نقطة تحول تاريخية

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه تلوح في الأفق مواجهة ساخنة محتملة، مؤكدة أن تركيا قد تمر بنقطة تحول تاريخية في ما يتعلق بنموذجها الأبوي التقليدي للحكم من أعلى إلى أسفل.

وبحسب «فورين أفيرز»، فإن أداء المجتمع المدني في تركيا كان جيدًا بشكل استثنائي في الاستجابة للزلزال، حيث قدم إغاثة هائلة وسريعة للضحايا، بينما تفوق على جهود الإنقاذ التي تقودها الحكومة، فعلى سبيل المثال، كان نجم الروك التركي، هالوك ليفنت، أكثر استجابة للزلزال من بعض الوكالات الحكومية، بمجموعته غير الربحية.

وجمعت صناديق العمل الخيري التركية، وهي منظمة غير حكومية، أكثر من 8.5 مليون دولار لجهود الإنعاش في غضون أيام قليلة بعد الكارثة، بينما تولت الطبقة الوسطى القوية، التي نتجت في الغالب عن النمو الاقتصادي في عهد أردوغان، مسؤولية جهود الإغاثة من الزلزال، بينما تقوم الدولة وقادتها باللحاق بالركب.

وتقول الصحيفة الأمريكية، إن مرونة الطبقة الوسطى والمجتمع المدني في تركيا، تتيح بصيص أمل وسط كل الكآبة، فلقد سلط مواطنو تركيا الضوء على مستقبل أكثر إشراقًا، حيث فشلت جهود تحويلهم إلى أطفال، بينما لا يصنف القادة السياسيون أنفسهم بأنهم آباء صارمون يحتجون على الأبناء الجامحين.

وختمت الصحيفة الأمريكية، تقريرها بقولها، إنه بدلاً من إنتاج حكومة «أبوية» أخرى، قد يساعد هذا الزلزال في إعادة التوازن إلى العلاقة غير المتكافئة في تركيا، بين الدولة والمجتمع.