انتقام جماعي... من يقف خلف تسميم مئات التلميذات في إيران؟

منذ أسابيع تتكرر الظاهرة في نحو 54 مدرسة، باستنشاق تلميذات في مدارس الفتيات روائح كريهة أو غير معروفة ثمّ تظهر عليهن أعراض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة.

انتقام جماعي... من يقف خلف تسميم مئات التلميذات في إيران؟

السياق

موجة من التسمم ضربت -حتى الآن- أكثر من 1000 تلميذ إيراني، معظمهم من الفتيات، الأسابيع الماضية، من دون كشف الجهة التي تقف وراءه، بينما وصف علي خامنئي -الاثنين- تسميم التلميذات بأنه جريمة "لا تغتفر... يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بقسوة".

ومنذ أسابيع تتكرر الظاهرة في نحو 54 مدرسة، باستنشاق تلميذات في مدارس الفتيات روائح كريهة أو غير معروفة ثمّ تظهر عليهن أعراض مثل الغثيان وضيق التنفّس والدوخة.

ورغم نقل بعضهن إلى المستشفى، فإن أيًا منهن لم تتأثّر بشكل خطير إلى الآن.

وشملت أغلبية الحالات فتيات في المدارس الابتدائية والثانوية، وحسب "بي بي سي" أظهرت الصور بعض التلاميذ الصغار يعانون أعراضًا داخل المدرسة.

ونشر موقع إيران إنترناشيونال مقطع فيديو من مدينة "قدس" في طهران يظهر منع الباسيج لطالبات إحدى المدارس، التي تعرضت لهجوم بالغاز السام، رغم مناشدات الأهالي ومطالبتهم السماح لبناتهم بالخروج من المدرسة.

 

غاز تسمم

ويرجح أن سبب ذلك غاز تسمم، يصيب الطالبات من خلال الاستنشاق، وقالت إحدى الطالبات  في مدرسة شهريار إلى "بي بي سي فارسي"، إنها وزملاء في فصلها شموا "شيئًا غريبًا جدًا"، مشيرة إلى أن الرائحة  كانت كريهة للغاية، وصفتها بأنها أشد قوة من رائحة الفاكهة المتعفنة.

وأضافت الطالبة: في اليوم التالي مرض عديد من الطلاب ولم يأتوا إلى المدرسة، كما مرض مدرس الأدب الإنجليزي.

وكشفت أنها عندما عادت إلى المنزل "شعرت بالدوار والمرض، وضيق التنفس". وأكدت أن المسؤولين في مدرستها كانوا خائفين، بعد إعلان تقارير عن حالات في مدارس أخرى، وأخبرونا بألا نتحدث.

 

إغلاق المدارس

وحسب "بي بي سي" فإن كثيرين يعتقدون أن هدف هذه الهجمات على الطالبات، إغلاق المدارس التي كانت من مراكز الاحتجاجات التي جابت أنحاء البلاد منذ سبتمبر الماضي، إثر قتل الطالبة مهسا أميني.

من جانبه أمر الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بتحقيق لمعرفة سبب حالات التسمم الغامضة الجماعية.

 

تورط المعلمين

هذه الظاهرة المخيفة دفعت أعلى رأس في طهران، المرشد الإيراني علي خامنئي، إلى وصفها بالجريمة التي لا تغتفر.

وقال خامنئي: على السلطات تتبع قضية تسميم التلميذات بجدية. هذه جريمة لا تغتفر... يجب معاقبة مرتكبي هذه الجريمة بقسوة.

من جانبها تعهدت الحكومة الإيرانية بالتحقيق في الهجمات السامة على مدارس الفتيات، ووفق ما أعلن وزير التعليم العالي فإن السلطات تدرس إغلاق المدارس.

وفي تصريح صادم، قال نائب في البرلمان إن الحكومة ترجح احتمالات "تورط المعلمين" في "مؤامرة الأعداء"، ويأتي ذلك ضمن التصريحات المتضاربة التي أطلقها المسؤولون الإيرانيون عن هذه "الحوادث الممنهجة"، إذ لم تقدِّم السلطات -حتى الآن- تفسيراً شفافًا وواضحًا لدوافع الهجمات، والجهات المسؤولة عنها، والمواد المستخدمة فيها.

 

أعداء الخارج

وكالعادة بأي أزمة في إيران، وجَّه الرئيس إبراهيم رئيسي اللوم إلى "أعداء إيران" في الوقوف وراء الهجمات التي أصابت الطالبات.

ورأى رئيس إيران، خلال اجتماع حكومي، أن تسميم الطالبات حلقة أخرى ممن وصفه بالعدو، لإثارة التوتر والتهويل في المجتمع ونشر الخوف.

من ناحيته  انتقد وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان ردود المسؤولين الغربيين، واتهم قوى غربية بشن "حرب هجينة" على إيران.

هذه الهجمات دفعت مجموعة من الناشطات الإيرانيات إلى التظاهر في الشوارع، في يوم المرأة العالمي "الثامن من مارس"، للدفاع عن الأطفال وحقوق الفتيات والنساء".