ذا ناشيونال إنترست: 7 أسباب تدفع إسرائيل إلى عدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة
رغم تزويد إسرائيل، لأوكرانيا بمعلومات استخباراتية وتصويتها معها في الأمم المتحدة، فإنها رفضت الطلبات الأوكرانية لتوفير الأسلحة.

«ذا ناشيونال إنترست»: 7 أسباب تدفع إسرائيل إلى عدم تزويد أوكرانيا بالأسلحة
ترجمات -السياق
بعد مرور أيام على الذكرى السنوية الأولى للحرب الأوكرانية، بدأت الدول المشتركة فيها -عسكريًا وسياسيًا وإنسانيًا- تقييم مواقفها منها، وما إذا كانت ستزيد دخولها في الأزمة، لأهداف تسعى إلى تحقيقها، أم أنها ستودع الأزمة، لحساباتها الفردية.
إحدى تلك الدول كانت إسرائيل، التي اتخذت من الذكرى السنوية الأولى للعملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، مناسبة لتقييم سياساتها تجاهها، وعلى رأسها رفضها بيع الأسلحة إلى أوكرانيا.
وتقول «ذا ناشيونال إنترست» الأمريكية، إن تعاطف إسرائيل صريح مع أوكرانيا، رغم ذلك، فإن استجابتها للأزمة اقتصرت -حتى الآن- على مساعدات إنسانية، بما في ذلك مستشفى ميداني، وسيارات إسعاف، وسترات واقية، وخوذات، وطعام، ومعدات تنقية المياه، وأكثر من ذلك.
وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أنه رغم تزويد إسرائيل، لأوكرانيا بمعلومات استخباراتية وتصويتها معها في الأمم المتحدة، فإنها رفضت الطلبات الأوكرانية لتوفير الأسلحة، بما في ذلك الأسلحة الدفاعية، مثل القبة الحديدية.
وبحسب «ذا ناشيونال إنترست»، فإن روسيا -ذلك الدب الجريح- بات خطيرًا، ويمكن لها أن تتسبب ضررًا جسيمًا لإسرائيل، مشيرة إلى أن رفض تل أبيب بيع أسلحة أوكرانيا لا يزال مناسبًا، لكن ذلك قد يتغير اعتمادًا على تصرفات روسيا.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن هناك عددًا من الإجراءات شبه العسكرية في الوقت الحالي، التي من شأنها أن تكون ذات فائدة كبيرة لأوكرانيا، وتضع إسرائيل بقوة داخل المعسكر الغربي، وتخفف في الوقت نفسه من رد روسيا، إلا أنها قالت إن هناك 7 أسباب تمنع إسرائيل من تزويد أوكرانيا بالأسلحة.
أولاً: زودت إيران روسيا بـ1700 طائرة من دون طيار، بينما يبدو أنها تبني مصنعًا في روسيا لإنتاج ما يصل إلى 6000 طائرة، وقد تزودها بالصواريخ البالستية.
في المقابل، وافقت روسيا على تزويد إيران بمقاتلات من طراز سوخوي 35 وطائرات هليكوبتر، وربما نظام الدفاع الجوي S-400 والسفن الحربية والغواصات والأقمار الاصطناعية.
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن روسيا وإيران تتعاونان في المجال السيبراني، كما وقَّعتا اتفاقيتين تهدفان إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية الثنائية والالتفاف على العقوبات الدولية، بـ «ممر نقل» من روسيا إلى إيران وإلى الشرق الأقصى، وآلية بديلة لنظام سويفت العالمي.
وبحسب الصحيفة الأمريكية، فإن على إسرائيل أن تتجنب الإجراءات التي قد تؤدي إلى تحالف استراتيجي روسي إيراني أوثق.
ثانيًا: روسيا وإيران هما اللاعبان الأساسيان في سوريا، ففي بعض الأحيان، سعت موسكو إلى موازنة جهود إيران لتوسيع نفوذها هناك، بما في ذلك تعزيز وجود عسكري كبير واستخدام سوريا لنقل الأسلحة إلى حزب الله.
وأجبرت الأزمة الأوكرانية، روسيا على سحب بعض قواتها من سوريا، لكن ليس صواريخ إس400، التي قالت عنها «ذا ناشيونال إنترست»، إنه إذا استخدمت تلك الصواريخ ضد الطائرات الإسرائيلية، فإن قدرة إسرائيل على مواجهة التعزيزات الإيرانية ستكون مقيدة بشكل كبير.
وحتى الآن، امتنعت روسيا عن ذلك، لكن هذا قد يتغير في أي وقت، بحسب الصحيفة الأمريكية التي قالت إن إسرائيل تقف في الخطوط الأمامية مع روسيا، ويمكن أن تجد نفسها في حالة حرب بأي لحظة مع إيران وحزب الله وحركة حماس والجهاد الفلسطيني المدعومين من إيران، وهو وضع لا يمكن لإسرائيل أن تسمح به.
ثالثًا: تقول الصحيفة الأمريكية، إن روسيا طرف في الاتفاق النووي مع إيران، مشيرة إلى أنه في بعض الأحيان، لعبت روسيا دورًا بناءً في هذا الصدد، لكنها كانت داعمة لإيران في الوكالة الدولية للطاقة الذرية، ويمكن أن تكون مدمرة للغاية.
وأشارت إلى أن روسيا اليائسة قد تزود إيران بمساعدة ملموسة لبرنامجها النووي، وهو وضع لا تستطيع إسرائيل تحمله.
رابعًا: إسرائيل ليست قوة عالمية تمتلك مخزونات أسلحة كبيرة، وليست لديها القدرة الاحتياطية، ولا يمكنها نقل الأنظمة الحيوية إلى أوكرانيا من دون تعريض أمنها للخطر.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن إسرائيل لديها الحد الأدنى من بطاريات القبة الحديدية اللازمة، ونقص في الصواريخ الاعتراضية، علاوة على ذلك فإن الأنظمة الأخرى هي الأنسب لاحتياجاتها، بما في ذلك الأنظمة الأمريكية، التي تخلت الولايات المتحدة عن توريدها حتى الآن.
وأشارت «ذا ناشيونال إنترست»، إلى أن ما تريده أوكرانيا هو جر إسرائيل إلى الصراع من جانبها، مؤكدة أن على إسرائيل أن تزن مصالحها العامة، وليست فقط المشاعر.
خامساً: تقول الصحيفة الأمريكية، إن قرابة 15% من سكان إسرائيل لهم جذور في الاتحاد السوفييتي السابق، بينما لا زال 600 ألف يهودي يعيشون في روسيا، مشيرة إلى أن روسيا اتخذت إجراءات مصممة لإثبات قدرتها على وقف الهجرة.
سادساً: ما لم تغير الولايات المتحدة سياسة فك الارتباط الجزئي عن الشرق الأوسط، التي اتبعها أربعة رؤساء متتاليين، ستظل روسيا لاعباً حاسماً في المنطقة، فإضافة إلى دعم إيران، تزود روسيا تركيا بأسلحة متطورة ومفاعلات طاقة نووية، يمكن أن تتحول إلى برامج نووية عسكرية، إضافة إلى أنها لاعب مهم في "أوبك بلس".
سابعاً: قدَّمت فرنسا وألمانيا واليابان ودول رائدة، مساعدات محدودة ومتأخرة فقط لأوكرانيا، بينما رفضت كوريا الجنوبية تقديم أي أسلحة.
وتقول الصحيفة الأمريكية، إن الولايات المتحدة فرضت قيودًا صارمة على أنواع الأسلحة التي تقدمها، فعلى سبيل المثال، الطائرات والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي، وحتى الآن الدبابات.
وأشارت إلى أنه يجب ألا تكون إسرائيل في مقدمة هذه القضية، مؤكدة أن البعض يشككون في التزام إسرائيل بالمعسكر الغربي، لأن لديهم توقعات عالية منها.
وأكدت الصحيفة الأمريكية، أن هناك دولًا تتفهم أن ظروف إسرائيل الاستراتيجية تتطلب تنازلات مؤلمة، بين الاعتبارات الأخلاقية والاستراتيجية.
ما الذي قد يغير وجهة نظر إسرائيل؟
ورغم ذلك، فإنه قد يكون هناك ما يبرر إجراء تغييرات على رفض إسرائيل لتزويد أوكرانيا بالأسلحة إذا قررت روسيا، تقييد حريتها في المناورة الجوية بسوريا، وزودت إيران بأنظمة أسلحة معينة، بينها إس400، واتخذت موقفًا معرقلًا واضحًا في المحادثات النووية، أو قدَّمت مساعدة مباشرة لبرنامج إيران النووي.
وتقول «ذا ناشيونال إنترست»، إن الحالات السابقة ستحدد طبيعة رد إسرائيل، مشيرة إلى أنه يجب إفهام روسيا أن لدى إسرائيل القدرة على إلحاق ضرر كبير بمصالحها، إذا دُفعت بعيداً.
وما كان على إسرائيل أن تفعله، لولا غرقها في الاضطرابات الداخلية، هو تزويد أوكرانيا بمساعدات إنسانية ضخمة، وإعادة المستشفى الميداني إلى أوكرانيا، إذا لزم الأمر، بتحويله إلى عملية لجيش الدفاع الإسرائيلي، وإرسال فرق بحث وإنقاذ تابعة للجيش الإسرائيلي، وتوسيع برامج إعادة التأهيل للجرحى الأوكرانيين، واستكمال نقل تكنولوجيا الإنذار الصاروخي الموعودة لأوكرانيا.
وأشارت إلى أن المساعدة الموسعة هذه، ستكون ذات فائدة كبيرة لأوكرانيا، ولن تؤدي إلى رد روسي مفرط، لأن جميع الأطراف تدرك أن هناك قواعد معينة للعبة.