بايدن على وشك اختبار أول فيتو في ولايته... ماذا عن الرؤساء السابقين؟

لوَّح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، بإمكانية استخدام الفيتو الرئاسي، حال رفض الكونغرس إقرار قانون التقاعد،

بايدن على وشك اختبار أول فيتو في ولايته... ماذا عن الرؤساء السابقين؟

ترجمات -السياق 

لأول مرة منذ توليه الرئاسة، لوَّح الرئيس الأمريكي، جو بايدن، الأسبوع الماضي، بإمكانية استخدام «الفيتو الرئاسي»، حال رفض الكونغرس إقرار قانون التقاعد، الذي يتيح فرض شروط تخص الاهتمام بالمناخ، قبل الموافقة على الاستثمارات.

ورغم أن بايدن لم يستخدم «الفيتو الرئاسي» قبل ذلك، فإنه لوَّح به في نوفمبر الماضي، خلال توجيهه رسالة للتعاون إلى الجمهوريين، مطالبًا إياهم بـ«العمل والتعاون معه»، وإلا فإنه لن يتوانى عن استخدام «الفيتو» إذا حاولوا المساس بسياسات الرعاية الصحية.

وقالت «سي إن إن» الأمريكية، في تقرير ترجمته «السياق»، إن الدستور ينص على تعليمات محددة، لاستخدام حق النقض كوسيلة لفصل السلطات، مشيرة إلى أن التعطيل عادة لم يرد ذكره في الدستور، لكن له سيطرة على واشنطن الحديثة ويترك فراغًا يملأه الرؤساء.

ومع ذلك، فإن إصدار حق النقض طقس لكل رئيس، وجو بايدن على وشك تجربة أول فيتو له.

وبينما قالت الشبكة الأمريكية، إن استخدام حق النقض (الفيتو) بعد أكثر من عام في الرئاسة، أكثر شيوعًا بين الرؤساء الأمريكيين، إلا أن الرئيس السابق جورج دبليو بوش أصدر أول فيتو له، بعد أكثر من 2000 يوم في المنصب، في عامه السادس.

وإلى بايدن، حيث توجد قضيتان يختبر فيهما المشرِّعون من المجلسين الرئيس الأمريكي.

استثمارات التقاعد لبايدن

وفقًا لتقرير «سي إن إن»، فإن الفيتو الأول الذي قد يستخدمه الرئيس الأمريكي، يتعلق بقاعدة استثمار التقاعد لإدارة بايدن، التي «تسمح لمديري صناديق التقاعد بالنظر في تأثير تغير المناخ والعوامل البيئية والاجتماعية والحوكمة الأخرى عند اختيار الاستثمارات».

في العادة، استخدم الديمقراطيون قواعد المماطلة، لمنع أي عمل ضد القاعدة في مجلس الشيوخ، لكن لأن المشرِّعين يتطلعون إلى إلغاء قاعدة تنفيذية وليس قانونًا، فقد تمكن الجمهوريون من التصويت لإلغائها –الأربعاء- بمساعدة اثنين من الديمقراطيين، السيناتور جو مانشين من ولاية فرجينيا الغربية وجون تيستر من مونتانا. 

وبينما من المتوقع أن يستخدم بايدن حق النقض، ضد الإجراء الذي أقره مجلس النواب الثلاثاء، سيستغرق الأمر ثلثي الأغلبية العظمى في المجلسين (عادة 67 من 100 عضو في مجلس الشيوخ و290 من أصل 435 نائبًا) لتجاوز حق النقض المتوقع.

أخذ السلطة من مجلس مدينة العاصمة

أما القضية الثانية التي تختبر بايدن، فقد كان هناك حديث عن أن الرئيس يمكن أن يستخدم حق النقض، ضد مشروع قانون دفعه الجمهوريون في الكونغرس، لإبطال جهود مجلس مدينة العاصمة لإعادة كتابة قانونها الجنائي. 

وبينما يجادل النقاد بأن القانون الجديد أكثر مرونة مع المجرمين العنيفين، فإن بايدن أخبر أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين –الخميس- بأنه لن يستخدم حق النقض في هذه القضية، وسيوقع الإجراء لإلغاء قانون الجريمة الجديد في العاصمة. 

وفي تغريدة لاحقة، قال الرئيس الأمريكي: «أنا أؤيد إقامة دولة في العاصمة والحكم الذاتي، لكنني لا أؤيد بعض التغييرات التي طرحها مجلس العاصمة بسبب اعتراضات العمدة، مثل خفض العقوبات على سرقة السيارات».

وبصرف النظر عن ذلك، فقد استغرق الأمر أكثر من عامين للوصول إلى هذه النقطة، التي يختبر فيها مجلس يسيطر عليه الجمهوريون بايدن، وتعجز أغلبية ديمقراطية ضئيلة في مجلس الشيوخ، عن حمايته من سحب قلم الفيتو الخاص به، بحسب الشبكة الأمريكية.

واستغرق الأمر أكثر من عامين، حتى يواجه بايدن حق النقض الأول، بعد سيطرة الجمهوريين على مجلس النواب في يناير الماضي، وهو ما يتماشى مع الوقت الذي أصدر فيه الرئيس السابق دونالد ترامب حق النقض الأول، بعد أكثر من عامين من رئاسته.

وانعكست أدوات الحكومة تمامًا في ذلك الوقت، فعادة ما كان الرئيس الجمهوري محميًا بأغلبية جمهورية ضئيلة في مجلس الشيوخ، من التشريعات التي تُمرر من مجلس يسيطر عليه الديمقراطيون.

حالات النقض 

تقول «سي إن إن»، إن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، هدد باستخدام حق النقض (الفيتو) على الكثير من الأشياء، لكنه انتهى بإصدار 10. 

وأصدر باراك أوباما 12 حق نقض كرئيس، كما تجاوز حقًا واحدًا. 

كان جورج دبليو بوش قد أمضى أكثر من خمس سنوات في رئاسته قبل أن يستخدم حق النقض (الفيتو) الأول، لكن كانت هناك موجة من النشاط في العامين الأخيرين له، عندما استخدم مثل أوباما، في النهاية حق النقض (الفيتو).

وعلى عكس أوباما، كان لدى بوش أربعة أنواع من النقض، رغم أن أحدها كان بسبب قضية دينية، تطلبت منه استخدام حق النقض (وتجاوزه) مرتين. كما تم تجاوزه من المشرعين لتجنب خفض المدفوعات لمقدمي الرعاية الطبية.

صدر النقض الأول من قبل أول رئيس بعد التعداد الأول، فجورج بوش، عارض خطة الكونغرس لإعادة تخصيص مقاعد الكونغرس لكل ولاية من قبل سكان الولاية، الأمر الذي كان سيعطي مزيدًا من المقاعد للولايات الشمالية.

وأصدر حق النقض، لأن الدستور نص على عدم وجود أكثر من مشرع واحد لكل 30 ألف نسمة، والخطة التي وافق عليها الكونجرس، شملت ثماني ولايات تتجاوز هذه النسبة. 

كان غروفر كليفلاند أول من استخدم حق النقض (الفيتو)، الذي اتخذ إجراءات صارمة ضد ممارسات الكونغرس، المتمثلة في التصرف لمنح المعاشات التقاعدية بشكل فردي للذين رُفضوا من وزارة شؤون المحاربين القدامى.

كان معظم الرؤساء -حتى تلك اللحظة- قد أصدروا إما صفرًا وإما حفنة من حق النقض، إلا أن كليفلاند، أصدر 414 حق نقض خلال ولايته الأولى. 

وكان أبرز حق نقضه، رفض دعم المحاصيل الذي طلبته تكساس. ثم تجاوز اثنين فقط من المئات من حقوق النقض التي استخدمها خلال ولايته الأولى. 

وأندرو جونسون، الذي صعد إلى الرئاسة بعد وفاة أبراهام لنكولن، عانى معظم تجاوزات حق النقض، فمن المنطقي أن جونسون، وهو ديمقراطي من الجنوب، اشتبك مع الجمهوريين الشماليين، الذين كانوا يسيطرون على الكابيتول هيل في ذلك الوقت.

ما الفرق بين الفيتو العادي وحق النقض الجيب؟

يحدث حق النقض الجيب، عندما يرفض رئيس ببساطة توقيع مشروع قانون، ويذهب الكونغرس في عطلة، لكن لم يكن هناك واحد من هؤلاء منذ أكثر من 22 عامًا.

ويفرق الكونغرس بين «الفيتو المنتظم» و«فيتو الجيب»، فالأول يحدث عندما يرفض الرئيس توقيع مشروع القانون، ويعيده للكونغرس خلال 10 أيام، ويتاح لهم إمكانية تجاوز الفيتو الرئاسي.

أما الثاني فيحدث «إذا لم يعد الرئيس أي مشروع قانون في غضون عشرة أيام (تستثنى منها أيام الأحد) من تقديمه له، أصبح مشروع القانون ذاك قانونًا كما لو أنه وقَّعه، ما لم يحل الكونغرس، بسبب رفعه لجلساته، من دون إعادة المشروع إليه».