استقالة وزيرة الدفاع الألمانية... هل الحرب الروسية السبب؟
تأتي الاستقالة في وقت حرج تتغير فيه مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك تجري فيه ألمانيا مشاورات مع حلفائها الغربيين، لتسليم دبابات قتالية ألمانية الصنع ليوبارد -معروفة بقوتها- إلى الجيش الأوكراني.

السياق
بعد مواقف جدلية كثيرة أعلنت وزيرة الدفاع الألمانية كريستينه لامبرشت استقالتها، في خطوة كان ينتظرها كثيرون، لا سيما أن الاستقالة تأتي بعد سلسلة هفوات ألقت بظلال الشك على قدرتها في أداء مهامها، المتمثلة بتعزيز القوات المسلحة على وقع الحرب الروسية الأوكرانية.
وقالت لا مبرشت، في بيان نقلته وكالة الأنباء الألمانية من وزارة الدفاع، إنها طلبت من المستشار أولاف شولتس الإعفاء من مهام منصبها.
وكتبت لامبرشت في البيان: "تركيز وسائل الإعلام على شخصي لأشهر لا يكاد يسمح بإصدار تقارير موضوعية أو إجراء نقاش عن الجيش أو تحديد مسارات سياسية أمنية لصالح مواطني ألمانيا، يجب أن يكون العمل القيم الذي يقوم به جنودنا وعديد المتحمسين في هذا المجال بالمقدمة"، مضيفة: "لهذا السبب قررت ترك منصبي، معربة عن شكري لجميع من يعتنون بأمننا يوميًا، وأتمنى لهم التوفيق".
دبابات ألمانية
جاءت هذه الاستقالة في وقت حرج تتغير فيه مجريات الحرب الروسية الأوكرانية، وكذلك تجري فيه ألمانيا مشاورات مع حلفائها الغربيين، لتسليم دبابات قتالية ألمانية الصنع "ليوبارد"-معروفة بقوتها- إلى الجيش الأوكراني.
بينما تنتظر برلين وصول وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن –الجمعة- لعقد اجتماع مع نظرائه في مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي، لبحث تقديم مزيد من المساعدات العسكرية لكييف.
وطالما طالبت المعارضة الألمانية باستقالة لامبرشت، وكانت مصدر إحراج كبير للحكومة، ما زاد الضغوط على رئيس الوزراء، وخلال جولة له على ساحل بحر البلطيق قبل أيام، توالت أسئلة الصحفيين عن مستقبل وزيرته للدفاع، لكن شولتس تجنب الرد على الصحفيين. فيما
بينما عقَّب زعيم المعارضة الديمقراطية المسيحية فردريش ميرتس على هذه، ووصف الأمر بالتردد المضر.
وقال ميرتس زعيم حزب المستشارة السابقة أنجيلا ميركل:" كم وقتاً سيظل المستشار الألماني يتفرج؟ كل ساعة تمر والسيدة لامبرشت في المنصب، تضعف سلطة المستشار".
افتقار إلى الخبرة
جاء ذلك تعليقًا على مقطع فيديو للوزيرة على "إنستجرام" بداية العام قالت فيه: "السنة الماضية وضعت الجميع أمام تحديات لا يمكن تصديقها"، مضيفة: "هناك حرب تستعر وسط أوروبا، وارتبط ذلك بالنسبة لي بانطباعات كثيرة جداً استطعت أن أكتسبها، وعمل لقاءات كثيرة مع مثيرين للاهتمام ورائعين".
وعقَّب ميرتس عل الفيديو قائلًا بسخرية:" ليست ألمانيا وحدها التي تهز رأسها منذ فيديو رأس السنة الماضي، بل جنودنا أيضاً، كما أن خبراء الدفاع في كل أنحاء العالم أصابهم الوجوم، بعد ظهور وزيرة في بلادنا بمثل هذا الإحراج والافتقار إلى الخبرة".
ليست جديرة بجنودنا
وقال رئيس حكومة ولاية بافاريا: "على الوزيرة أن تستقيل نهاية المطاف أو أن تقال، مضيفًا أن المستشار الألماني عين السيدة لامبرشت وعليه حل مشكلة هذا التعيين" مؤكدًا أن "هذه الوزيرة ليست جديرة بجنودنا".
وفي مثل هذا الوقت من العام الماضي، في وقت كانت تقرع طبول الحرب على الحدود الأوكرانية، تعرضت الوزيرة لانتقادات من حلفاء ألمانيا الغربيين، لإعلانها إرسال 5000 خوذة إلى كييف، التي كانت تطالب وقتها بأسلحة ثقيلة خوفًا من صراع محتمل مع روسيا.
الجدل بشأن كريستينا لامبريشت، المنتمية للحزب الاشتراكي الديمقراطي الحاكم، تصاعد في ألمانيا العام الماضي، بعد أن ذكرت وسائل إعلام أنها اشترت سجادًا فاخرًا لمكاتب الطبقة القيادية في الوزارة، إلى جانب مطابخ جديدة وعمليات تجديد لعدد من المكاتب والأجنحة، ما كلف ميزانية الحكومة نحو 109 ألف يورو، في الوقت الذي تعاني فيه ألمانيا -كبقية الدول الغربية- ارتفاع نسب التضخم.