أول عملية اغتيال سياسي منذ سيطرة طالبان... من هي مرسال نبي زاده؟
تعد نبي زاده، التي قضت عن عمر ناهز 32 عامًا، إحدى السياسيات القلائل اللائي لم يهربن عقب سيطرة طابان على العاصمة كابل في منتصف أغسطس من العام الماضي.

السياق
في أول عملية اغتيال تستهدف سياسيًا بارزًا، منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة، قُتلت برلمانية سابقة برصاص مجهولين، بعد مزاعم بتلقيها تهديدات.
تلك العملية أضفت مزيدًا من الضبابية على المشهد السياسي الأفغاني، وسلَّطت الضوء على حقوق المرأة في البلد الآسيوي، التي تشهد ردة عنيفة، منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس 2021.
وفي بيان، قالت الشرطة الأفغانية، إن مسلحين مجهولين قتلوا نائبة سابقة في البرلمان الأفغاني، في هجوم على منزلها بالعاصمة كابل، مضيفة أن مرسال نبي زاده وحارسها قُتلا بالرصاص، وأصيب شقيقها في الهجوم الذي وقع الأحد.
وقالت الشرطة في بيان: «بدأت القوات الأمنية تحقيقًا في القضية للعثور على المجرمين».
نعي واتهامات
وقالت عضو البرلمان النمساوي بيترا باير: "إذا قُتلت إحدى القويات من نظام كره النساء مثل حركة طالبان، فهذا أكثر إيلامًا"، مضيفة: "إذا أتيحت لك الفرصة لمعرفة هذه المرأة، فإن ذلك يعزز دافعي لاتخاذ أي إجراء سياسي للقضاء على هذا النظام اللاإنساني".
بدورها، قالت النائبة الألمانية في البرلمان الأوروبي، هانا نيومان، عبر "تويتر"، إن مرسال نبي زاده قُتلت بوحشية إلى جانب حارسها الشخصي، مضيفة: أنا حزينة وغاضبة وأريد أن يعرف العالم!
وأضافت البرلمانية الأوروبية: «لقد قتلت في الظلام، لكن طالبان تبنى نظام الفصل العنصري بين الجنسين في وضح النهار».
بينما أشادت زميلتها السابقة في البرلمان مريم سليمانخيل، عبر «تويتر»، بـ«رائدة حقيقية وامرأة قوية وصريحة وقفت إلى جانب ما تؤمن به حتى في مواجهة الخطر».
وأضافت البرلمانية الأفغانية السابقة: «رغم أنها عُرضت عليها إمكانية مغادرة أفغانستان، فإنها اختارت البقاء والقتال من أجل شعبها».
وقال عبدالله، وهو مسؤول سابق في حكومة أفغانستان المدعومة من الغرب، إنه حزين لوفاة السيدة نبي زاده، ويأمل أن يعاقب الجناة.
مرسال نبي زاده
انتخبت مرسال نبي زاده نائبة بالبرلمان عام 2018 لتمثيل العاصمة كابل، قبل سيطرة حركة طالبان على زمام الأمور في البلاد مع انسحاب القوات الأجنبية عام 2021، عندما فر عديد السياسيين من البلاد.
ولمواقفها المؤيدة لحقوق المرأة، تلقت البرلمانية الأفغانية السابقة، تهديدات بالقتل، رفضت إثرها ترك البلاد، رغم أنها كانت تعلم نهايتها المحتومة، في ظل الحكم القمعي لحركة طالبان، بحسب مقربين منها.
تلك التصريحات أكدتها مرسال نبي زاده، في رسالة صوتية جرى تداولها مؤخرًا على وسائل التواصل الاجتماعي، قالت فيها: «بلدي ليس مطعمًا نتركه حين تسوء الخدمة فيه، إنه وطني وسأبقى بجانب شعبي».
وعملت مرسال نبي زاده في معهد تنمية الموارد البشرية والبحوث، وهو منظمة غير حكومية خاصة، بينما ظهرت قبل أربعة أشهر، على شاشة التلفزيون المحلي، منتقدة قيود طالبان على حريات المرأة، مثل حظر التعليم الثانوي والعالي والعمل في القطاع العام، وعدم الذهاب إلى الحدائق العامة والحمامات الشعبية.
كانت طالبان قد وعدت باحترام حقوق النساء في العمل والتعليم وغيرها من الأمور عقب سيطرتها على الحكم، لكنها سرعان ما نقضت تعهداتها وأصدرت عديد المراسيم والتشريعات التي تبعد المرأة عن الحياة العامة، قبل أن تأمر بعدم السماح للنساء في العمل بالمنظمات الأهلية والمدنية.
انتقادات وتراجع
في 20 ديسمبر الماضي، قررت وزارة التعليم العالي الأفغانية، التي تديرها حركة طالبان، تعليق دراسة الطالبات في جامعات أفغانستان حتى إشعار آخر، وأمرت رسالة، أكدها متحدث باسم وزارة التعليم العالي، الجامعات الأفغانية العامة والخاصة، بتعليق دراسة الطالبات على الفور، تنفيذًا لقرار مجلس الوزراء.
وتقول حكومات أجنبية، بينها الولايات المتحدة، إن هناك حاجة إلى تغيير السياسات المتعلقة بتعليم المرأة، قبل أن تبحث الاعتراف رسميًا بالإدارة التي تديرها طالبان، وتخضع أيضًا لعقوبات صارمة.
وتعرضت طالبان، في مارس الماضي، لانتقادات من عديد الحكومات الأجنبية وبعض الأفغان، لتراجعها عن إشارات سابقة بفتح جميع مدارس الفتيات الثانوية، إلا أن حركة طالبان تقول إنها تركز على تأمين البلاد وتشجيع الأفغان على العودة.
وفي محاولة من الدول الغربية للضغط على حركة طالبان، وافق مجلس الأمن بالإجماع -الشهر الماضي- على بيان غير رسمي، دعا إلى المشاركة المتساوية والهادفة للنساء والفتيات في أفغانستان، واستنكر الحظر المفروض على التحاقهن بالجامعات أو العمل في جماعات الإغاثة.