السر بالخلايا الجذعية... اكتشاف علاج جديد للإيدز
أوضح علماء أمريكيون، أن مريضة نيويورك التي أُعلن احتمال شفائها من الإيدز، أمضت نحو 30 شهرًا من دون رصد فيروس نقص المناعة المكتسب.

ترجمات - السياق
في بارقة أمل لمرضى الإيدز، اكتشف علماء أمريكيون، طريقة جديدة لعلاج فيروس نقص المناعة البشرية، بزرع الخلايا الجذعية المقاومة للفيروس، المستخرجة من دم الحبل السري، وفق دراسة نشرتها صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية.
ووفقًا للدراسة، استُخدمت هذه العملية بنجاح لعلاج امرأة مختلطة العِرق في منتصف العمر، مصابة بسرطان الدم وفيروس نقص المناعة البشرية.
وأوضح العلماء الأمريكيون، أن مريضة نيويورك التي أُعلن احتمال شفائها من الإيدز، أمضت نحو 30 شهرًا من دون رصد فيروس نقص المناعة المكتسب.
وأفادت الدراسة، بأن استخدام الخلايا الجذعية من دم الحبل السري بدلاً من المتبرعين، زاد إمكانية علاج المرض، من خلال زرع الخلايا الجذعية لدى الأشخاص، من جميع الخلفيات العرقية.
وعُرضت حالة المرأة في مؤتمر عن الفيروسات والعدوى في دنفر بولاية كولورادو في فبراير 2022، وكانت فيها الاستعانة لأول مرة بدم الحبل السري، وهو أسلوب علاجي جديد، قد يجعل العلاج متاحًا لعدد أكبر من المرضى.
ورغم إعلان شفاء الحالة، العام الماضي، فإن هذا النهج العلاجي لم ينشر حينها في ورقة بحثية توثق المنهجية الجديدة، وهو ما أقدم عليه أطباء بالولايات المتحدة، إذ نُشرت دراسة بهذا الشأن الخميس في دورية "سيل" الطبية.
بارقة أمل
ونقلت "جيروزاليم بوست" عن إيفون بريسون من جامعة كاليفورنيا، التي شاركت في قيادة الدراسة مع الدكتورة ديبورا بيرسود من جامعة جونز هوبكنز في بالتيمور، قولها: إن الخلايا الجذعية من دم الحبل السري متاحة بسهولة، ولا تحتاج إلى أن تكون مطابقة بشكل وثيق كما تفعل الخلايا البالغة، ما "يوسع الفرص" للأشخاص من جميع الخلفيات العرقية، المتعايشين مع فيروس نقص المناعة البشرية.
وأفادت الدراسة بأن أول امرأة من عرق مختلط حققت علاجًا محتملًا من مرض الإيدز.
وأضافت بريسون: "من خلال متابعتنا المستمرة نستطيع القول إن الحالة خالية من فيروس نقص المناعة البشرية لمدة 30 شهرًا، كما شُفيت من سرطان الدم لخمس سنوات متصلة".
وأوضحت أن استخدام مزيج من خلايا دم الحبل السري مع الخلايا الجذعية المتطابقة، يوسع نطاق التطبيق ليشمل مجموعات سكانية أكثر تنوعًا.
وأشارت إلى أن خلايا دم الحبل السري، أكثر تحملًا ولا تتطلب تطابقًا صارمًا (كما هو الحال في الخلايا الجذعية)، لذلك من السهل العثور على تطابق مناسب للأجناس المتنوعة.
وحسب الصحيفة، فإن ثمة ما يقرب من 38 مليون شخص في العالم يتعايشون مع فيروس نقص المناعة المكتسبة، بشرط الالتزام الصارم بالعلاجات المضادة للفيروسات مدى الحياة.
ونوهت إلى شفاء عديد من الأشخاص من فيروس نقص المناعة البشرية منذ عام 2009، إلا أنهم تلقوا جميعًا عمليات زرع الخلايا الجذعية لعلاج السرطان، وجاءت الخلايا المانحة من بالغين متوافقين مع نسختين من طفرة (سي سي آر فايف - دلتا 32)، التي توفر مقاومة لفيروس نقص المناعة البشرية، عن طريق منع الفيروس من دخول وإصابة الخلايا.
وعام 2009 كان "مريض برلين" أول شخص شُفي من فيروس نقص المناعة البشرية، ومنذ ذلك الحين، شُفي رجلان أيضًا من الفيروس: "مريض لندن" و"مريض دوسلدورف".
وخضع المرضى الثلاثة لعمليات زرع الخلايا الجذعية، كجزء من علاج السرطان الذي أصابهم، وفي جميع الحالات، جاءت الخلايا المانحة من بالغين متوافقين أو "متطابقين" يحملون نسختين من طفرة (سي سي آر فايف - دلتا 3) وهي طفرة طبيعية تمنح مقاومة لفيروس نقص المناعة، عن طريق منع فيروس الإيدز من إصابة الخلايا.
وفي حالة مريضة نيويورك، اعتمد الأطباء على منهجية زرع مزيج من الخلايا المقاومة لفيروس "إتش آي في" المأخوذة من دم الحبل السري مع خلايا جذعية، لأن دم الحبل السري قد لا يحتوي على عدد كبير من الخلايا، وقد يستغرق الأمر وقتًا أطول قليلًا ليكون فعالًا.
لذا يقول الأطباء "إن استخدام مزيج من الخلايا الجذعية من قريب متطابق للمريض وخلايا من دم الحبل السري، يعطي خلايا دم الحبل السري دفعة قوية ويجعلها أكثر فعالية".
وتؤكد الدراسة الأهمية البالغة لطفرة (سي سي آر فايف - دلتا 3) كجزء من عمليات زرع الخلايا الجذعية لمرضى فيروس نقص المناعة، لأن العلاجات الناجحة -حتى الآن- اعتمدت على هذه الطفرة.
وبينّت الدراسة، أن نحو 1% فقط من البيض لديهم نسختان متطابقتان من طفرة (سي سي آر فايف - دلتا 32) ، كما أن الآخرين أقل عُرضة للإصابة بها، ما يجعل من الصعب زرع الخلايا ذات الطفرة المفيدة في مرضى ملونين، لأن عمليات زرع الخلايا الجذعية تتطلب تطابقًا قويًا بين المتبرع والمتلقي.
لهذا السبب، زرع العلماء خلايا جذعية تحمل (سي سي آر فايف - دلتا 32) من دم الحبل السري المخزن، في محاولة لعلاج سرطان المريضة وفيروس نقص المناعة البشرية.
وقد تمت عملية الزرع عام 2017 في كلية طب وايل كورنيل لجامعة كورنيل في نيويورك، من قِبل فريق من المتخصصين بقيادة د. جينغمي هسو وكوين فان بيسيان.
كانت العملية جزءًا من شبكة التجارب السريرية الدولية للأمهات والمراهقات حول الإيدز المعروفة بـ ( إيمباكت)، التي ترعاها المعاهد الوطنية للصحة، وشاركت في دعمها شبكة التجارب السريرية للإيدز للبالغين (إيه سي تي جي).
تفاصيل العملية
وعن تفاصيل العملية، بينت الدراسة التي نشرتها "جيروزاليم بوست" نقلًا عن مجلة "خلية" الطبية، حقن خلايا الدم المأخوذة من دم الحبل السري بخلايا جذعية من أحد أقارب المريض لزيادة احتمال نجاح الإجراء.
وكتب الباحثون: "تم تحدي المشاركين المحصنين لخلايا سي بي يو الجذعية من 107 أسابيع، بعد الزرع مع نسختين من المستودعات الكامنة المستزرعة من خلايا سي دي فور + تي المستريحة مباشرة قبل زرع الحبل الفرداني، جنبًا إلى جنب مع سلالات المختبر سي سي آر فايف- تروبيك، وإتش آي في - 1 بي إيه إل، وسي إكس سي آي فور - تروبيك، وإتش آي في - 1 إن إل 43 في مقايسة العدوى بالفيروس".
وتعليقًا على ذلك، تقول برايسون: "مع دم الحبل السري، قد لا يكون لدى الشخص عدد كبير من الخلايا، ويستغرق الأمر وقتًا أطول قليلاً حتى يملأ الجسم بعد ضخه"، مشيرة إلى أن استخدام مزيج من الخلايا الجذعية من قريب متطابق للمريض وخلايا من دم الحبل السري يعطي خلايا دم الحبل السري بداية قوية.
ومع ذلك -وفق برايسون- جمع العلماء أيضًا عينات الدم الخاصة بخزان إتش آي في - 1 المؤهل للتكرار الكامن قبل الزرع، في الأسبوع 55 بعد الزرع، ومرة أخرى في الأسبوع 2 و26 و52 بعد إيه تي آي.
وبعد الإجراء، دخل كل من فيروس نقص المناعة البشرية وسرطان الدم للمريض في حالة انهزام استمرت أكثر من أربع سنوات.
وبعد سبعة وثلاثين شهرًا من الزرع، لم تعد المريضة بحاجة إلى الاستمرار في تناول الأدوية المضادة للفيروسات، وتوقفت عن تناول الدواء المخصص للإيدز.
وتشير هذه الدراسة -وفق برايسون- إلى الدور المهم لوجود خلايا (سي سي آر فايف - دلتا 32/ 32، كجزء من عمليات زرع الخلايا الجذعية لمرضى فيروس نقص المناعة البشرية.
ويقول العلماء إن مزيدًا من الجهود يجب أن تُبذل لفحص المتبرعين بالخلايا الجذعية والتبرعات لطفرة (سي سي آر فايف - دلتا 32).
وأضافت برايسون: "من خلال بروتوكولنا، حددنا 300 وحدة من دم الحبل السري مع هذه الطفرة، بحيث إذا احتاج مصاب بفيروس نقص المناعة البشرية إلى عملية زرع غدًا، سيكون متاحًا، لكن لا يمكن الاستمرار في البحث عن هذه الطفرات، إلا بالدعم اللازم من الحكومات والمؤسسات الكبرى".