خلال زيارة أوغلو للقاهرة.. ما دلالات غياب صورة مرسي عن حائط الرؤساء؟
رسالة للإخوان أم لتركيا... ماذا يعني غياب صورة مرسي عن حائط رؤساء مصر خلال زيارة أوغلو؟

السياق
على طريق تطبيع العلاقات بين القاهرة وأنقرة، حطت طائرة وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، السبت في مصر، بأول زيارة لمسؤول تركي رفيع المستوى، بعد عقد من العلاقات المتوترة بين البلدين.
تلك الزيارة مهدت للكثير على طريق التطبيع، فحملت تعهدات ووعودًا بالعمل على إزالة سدود الخلافات، والسماح بنهر العلاقات بالجريان مجددًا وتبادل السفراء قريبًا، بعد سنوات من القطيعة التي أججت كثيرًا من خلافات البلدين، في ملفات إقليمية وحيوية.
إلا أن حدثًا جرى على هامش الزيارة أثار كثيرًا من ردود الفعل، على مواقع التواصل الاجتماعي، بينما عده مراقبون رسالة من مصر، لأطراف عدة.
فماذا حدث؟
وثق مقطع فيديو، للمتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية المصري السفير أحمد أبو زيد، لحظة وصول وزير الخارجية التركي إلى قصر التحرير في العاصمة القاهرة حيث مقر وزارة الخارجية، تمهيدًا لعقد لقاء ومباحثات مع نظيره المصري.
وبترحاب شديد، وثقت كاميرات المصورين لحظة لقاء الوزيرين على أبواب قصر التحرير في العاصمة المصرية، التي حملت رسائل عدة، مفادها أن قطار التطبيع ماضٍ في طريقه، ولن يتوقف.
وما إن استقبل شكري، نظيره التركي، حتى طاف به في جولة بأروقة قصر التحرير، ليتفقد محتويات القصر ومقتنياته الأثرية التي تعود إلى مئات السنين.
وكانت كلمات جانبية وابتسامات متبادلة، عنوان جولة وزير الخارجية التركي في قصر التحرير، إلا أن مشهدًا استوقف وزير الخارجية التركي خلال جولته، تمثل في حذف صورة الرئيس الراحل محمد مرسي، الذي رأس البلاد عام حكم الإخوان.
صورة مرسي غابت عن الحائط الذي يحمل صور رؤساء مصر منذ وداعها عصر الملكية وتحولها إلى الجمهورية، حتى الرئيس المصري الحالي عبدالفتاح السيسي.
ورغم أن موقع رئاسة الجمهورية في مصر يتضمن ملفاً تعريفياً عن مرسي، كأحد رؤساء مصر، فإن صورة الرئيس الراحل كانت غائبة عن الحائط التذكاري لرؤساء مصر.
وبحسب موقع الرئاسة المصرية، فإن لجنة الانتخابات الرئاسية المصرية أعلنت في 24 يونيو 2012 فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة مصر، التي استمر فيها حتى عزله في 3 يوليو 2013 بعد ثورة 30 يونيو التي طالبت بإسقاطه.
ما معنى ذلك؟
تلك الواقعة عدها مراقبون رسالة، بأن تنظيم الإخوان لن يكون له مكان في طاولة المفاوضات المصرية التركية، مشيرين إلى أن غياب الصورة كان مقصودًا، لإيصال رسالة إلى تركيا بأنه لا مكان لأية مفاوضات تشمل الإخوان ومن على شاكلتهم.
وأوضح المراقبون، أن غياب صورة مرسي يوجه رسائل لتنظيم الإخوان في الداخل، بأن السلطات المصرية لن تتسامح مع من تلوثت يداه بدماء مواطنيها، وتسبب في تخريب مؤسسات الدولة وتعطيلها عن العمل، إبان عزل مرسي.
وأشار المراقبون إلى أن رسالة ثالثة حملها غياب صورة مرسي، تتمثل في أن المصالحة التي يأمل تنظيم الإخوان إتمامها مقابل تخليه عن العمل السياسي والانشغال بالعمل الدعوي، في غياهب النسيان، خاصة أن الغضب الشعبي من الإخوان ما زال المزاج العام في البلد الإفريقي.
رسالة رابعة كانت حاضرة في غياب صورة مرسي، تتمثل في تأكيد أن العلاقات بين الدول، يجب ألا تحركها مصالح ضيقة، تتمثل في جماعة تحتال على القانون، وأن القاهرة وأنقرة أكبر من تنظيم الإخوان الذي اقتات على قطيعة البلدين.
كيف رأى المغردون المقطع؟
قال أستاذ الإعلام الدولي السابق في جامعة الملك عبدالعزيز بجدة فيصل إدريس عبر «تويتر»: خلال جولة مقر وزارة الخارجية المصرية، أطلع سامح شكري وزير خارجية مصر نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو على لوحة تحمل صور وأسماء رؤساء مصر منذ عام 1952، مشيرًا إلى أن اللقطة الأبرز كانت خلوها من اسم وصورة الرئيس الإخواني المعزول محمد مرسي.
وقال الصحفي المصري حامد عز الدين، عبر «تويتر»: كل شيء محسوب بدقة... الصورة لوزير الخارجية التركي داود أوغلو برفقة الوزير سامح شكري في جولة بأروقة وزارة الخارجية.
وأضاف: اللوحة لرؤساء مصر بعد ثورة يوليو 1952، تضم الرؤساء محمد نجيب وعبد الناصر والسادات ومبارك وعدلي منصور والسيسي، إلا أن أحدهم أدين بتهمة الخيانة فغير مسموح بوضعه إلى جوار هؤلاء.
ويقول رجل الأعمال المصري أشرف السعد: وزير خارجية تركيا يقف أمام صور رؤساء مصر معلقة على حائط شرف وزارة الخارجية المصرية، بدءًا من الرئيس محمد نجيب ثم عبد الناصر ثم السادات ثم مبارك ثم عدلي منصور ثم الرئيس السيسي.
وأضاف أشرف السعد، عبر «تويتر»: الصورة خالية من محمد مرسي، في رسالة بمنتهى القوة إلى الرئيس أردوغان والإخوان في العالم كله.
«المصالح تتصالح»
وقال حساب يدعى «أصلي من الأصليين»، إنه لا توجد ما تعرف بـ «المصالحة المصرية التركية»، بل إن الأمر يتلخص في التالي: غاز المتوسط الذي لا يحل إلا بالتشاور مع مصر، المعارضة التركية التي تضغط على أردوغان... غير كدة مفيش حاجة خالص».
وأضاف: «أمام وزير خارجية تركيا حُذفت صورة محمد مرسي من رؤساء مصر في مبنى وزارة الخارجية المصرية القديم».
وقال مغرد يدعى عبدالرازق الفلالي، تعليقًا على المقطع: صورة تؤرخ لجولة وزير الخارجية التركي، مولود تشاووش أوغلو مع نظيره المصري، سامح شكري بمقر وزارة الخارجية المصرية في القاهرة، وبالتحديد أمام حائط يعرض صور رؤساء مصر، وبالطبع لا صورة للرئيس المصري الأسبق، محمد مرسي، ولا تعليق للصدر الأعظم العثماني.
بينما قال الصحفي السعودي عبدالعزيز الخميس، معلقًا على الصورة المتداولة: وزير خارجية تركيا مولوود تشاووش أوغلو يقف متأملًا أمام صور رؤساء مصر من دون الرئيس الراحل محمد مرسي أثناء جولة له مع نظيره المصري سامح شكري في مبنى وزارة الخارجية المصرية.
وأضاف: في لفتة ذات دلالة، ذكر شكري لأوغلو أسماء هؤلاء الرؤساء: محمد نجيب وجمال عبد الناصر وأنور السادات وحسني مبارك.