كيف تزيد الاتهامات الموجهة ضد ترامب جماهيريته؟
لا الجريمة المزعومة -العبث بنفقات العمل- ولا السبب الأصلي وجود علاقة بممثلة بالغة من شأنها أن تؤذي ترامب في عيون مؤيديه، لقد تجاهلوا ما هو أسوأ بكثير، لأن معظم أنصار الرئيس السابق معجبون به لوقاحته.
ترجمات – السياق
يعيش الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وربما القادم أيضًا، أزمة قانونية ليست سهلة، فقائمة القضايا كبيرة ولوائح الاتهام تتربص به، فضمن المزاعم ضده، بين يدي هيئة محلفين كبرى في ولاية جورجيا، محاولة ترامب إبطال نتائج الانتخابات الرئاسية، بخلاف مزاعم تحريضه المتظاهرين على العنف وحتى الفتنة، في 6 يناير 2021 لاقتحام مبنى الكابيتول هيل.
ليس هذا فحسب، بل هناك تهم مالية أخرى، تتعلق باحتيال أعماله التجارية على الضرائب، وهناك شيء آخر يتعلق بالكذب على مكتب التحقيقات الفيدرالي بشأن تخزين وثائق سرية للغاية في منزله، هذه الادعاءات في الوقت نفسه خطيرة للغاية، وأهم من الأموال المدفوعة لستورمي دانيالز.
رواية ترامب
وتحذر "فايننشال تايمز" من مخاطر تأثير طريقة تعامل الادعاء العام مع ترامب قائلة: يجب ألا يتجاهل أي مدع عام يوازن المخاطر تأثير هذه المسألة في الرأي العام. هناك كثير من الناخبين غير المنتمين لفريق "اجعلوا أمريكا أفضل مرة أخرى" الذين قد يرون أن هذه الخطوة مبالغة في سبيل النيل من ترامب.
وترى "فايننشال تايمز" أن شعبية ترامب مازالت قوية كما كانت، حتى أن الجمهوريين الذين يفضلون السير على الجمر، بدلاً من رؤية ترامب مرة أخرى مرشحهم، حسب قول الصحيفة، يشعرون بأنهم ملزمون بتأييد روايته.
وتصف الصحيفة المدعي العام في مانهاتن، ألفين براغ، بالفاسد الذي يلصق بالنظام القانوني اتهامات مزيفة.
وتقول "فايننشال تايمز" إن السؤال الأهم هو ما إذا كان كل ذلك سيعزز هدف ترامب النهائي، أي العودة إلى البيت الأبيض.
إغلاق الملف
وتقول الصحيفة إنه إضافة إلى القرار القانوني الصارم، تشمل العوامل الأخرى التي يجب أخذها بالحسبان رد الفعل المحتمل للجمهور ومكانة التحقيقات الأخرى مع ترامب، وتضيف: هناك سؤال عما يريد ترامب أن يفعله مع المدعي العام، قد يكون من الأفضل تطبيق القانون بإغلاق هذا الملف.
وتؤكد الصحيفة أن احتمال تكبيل المدعي العام في مانهاتن يدي ترامب فترة وجيزة -ربما في اليوم أو اليومين المقبلين- أثار حماسة منتقديه، ويبدو أن ذلك تسبب في فقدان جماعي للحكم الصحيح.
وأضافت: إليكم طريقة أخرى للنظر في علاقة ترامب بالقانون، إذا كان لدى ترامب قرار اتهام، سيكون ذلك بسبب شيء تافه، مثل الإبلاغ الخاطئ عن الأموال، مقابل صمت نجمة إباحية كان على علاقة بها، لا الجريمة المزعومة -العبث بنفقات العمل- ولا السبب الأصلي (وجود علاقة بممثلة بالغة) من شأنها أن تؤذي ترامب في عيون مؤيديه، لقد تجاهلوا ما هو أسوأ بكثير، لأن معظم أنصار الرئيس السابق معجبون به لوقاحته.
عرقلة حملته
وأكدت الصحيفة أنه كلما كانت لائحة الاتهام تافهة، خدم ذلك بطريقة أفضل أهداف ترمب، وسيعزز ذلك نظرية المؤامرة عند فريق "اجعلوا أمريكا أفضل مرة أخرى" القائلة إن المدعين الأيديولوجيين العاملين في الدولة العميقة، مصممون على عرقلة حملة ترامب لعام 2024.
وفي الأخير قالت "فايننشال تايمز": لا تحتاج إلى تصديق تفاخر ترامب بأن اعتقاله سيؤدي إلى احتجاجات جماهيرية، وهو ما يبدو غير مرجح، لرؤية أن ما يحدث نوع من المواجهة التي يستمتع بها ترامب.
