الغرب يمطر أوكرانيا بالأسلحة... وكييف تستيقظ على قتل وزير الداخلية
ببزوغ فجر الأربعاء، فُجع الأوكرانيون بسقوط طائرة هليكوبتر في ضاحية خارج كييف، كان فيها وزير الداخلية ومسؤولون كبار، ما أدى إلى قتل 18 شخصًا، بينهم أطفال.

السياق
تحطم مروحية وزير الداخلية الأوكراني، دعم عسكري غربي، هجوم روسي حاد، توترات عدة على طريق الحرب الأوكرانية، التي دخلت شهرها الحادي عشر، من دون أن تضع أوزارها.
تلك الأزمة التي غابت أفق السلام عنها مع قرع طبول الحرب، شهدت -الفترة الأخيرة- تطورات قد تقود إلى «نصر سريع»، أو استمرارها أشهرًا أو سنوات.
فما أبرز التطورات؟
ببزوغ فجر الأربعاء، فُجع الأوكرانيون بسقوط طائرة هليكوبتر في ضاحية خارج كييف، كان فيها وزير الداخلية ومسؤولون كبار، ما أدى إلى قتل 18 شخصًا، بينهم أطفال.
وقال قائد الشرطة الأوكرانية إن 18 شخصًا، بينهم وزير الداخلية ومسؤولون كبار، قُتلوا الأربعاء، بعد سقوط الطائرة بالقرب من روضة أطفال، في بلدة بروفاري، على مشارف شرقي العاصمة.
وقال قائد الشرطة الوطنية إيهور كليمينكو إن موناستريسكي قُتل هو ونائبه ومسؤولون كبار في الوزارة، بينما كتب أوليكسي كوليبا حاكم منطقة كييف عبر "تلغرام": «كان ثمة أطفال وموظفون في روضة الأطفال وقت المأساة، وأُجلي الجميع من المكان، وتوجد إصابات ووفيات».
وبقتل وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، المسؤول عن الشرطة والأمن في أوكرانيا، يكون المسؤول الأوكراني الأرفع مستوى الذي يلقى حتفه منذ بدء الحرب.
وأظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي مبنى يحترق وأشخاصًا يصرخون، بينما كتب كيريلو تيموشينكو نائب مدير مكتب الرئيس الأوكراني عبر "تلغرام": «نجمع معلومات عن الإصابات والوفيات والملابسات».
وقال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في كييف، إن ثلاثة من القتلى أطفال، في أعقاب الحادث بالقرب من روضة أطفال ومبنى سكني في ضاحية كييف، مضيفًا أن 29 شخصًا أصيبوا بينهم 15 طفلًا.
ونشر أنطون جيراشينكو، مستشار وزير الداخلية الذي قُتل في الحادث، مقطع فيديو لم يتحقق منه لموقع الحادث، يظهر ألسنة اللهب تغلف مبنى مع حطام على جانبه، كما نشر تحية للمسؤولين الحكوميين الذين قُتلوا في الحادث.
وقال مستشار وزير الداخلية: توفي أصدقائي، رجال الدولة الأوكرانيون، وزير الشؤون الداخلية دينيس موناستيرسكي، ويفهن ينين ويوري لوبكوفيتش في حادث تحطم طائرة هليكوبتر لدائرة الطوارئ الحكومية في بروفاري. كما مات جميع من كانوا في المروحية.
متداول.. حريق كبير بعد تحطم مروحية قرب حضانة للأطفال في بروفاري قرب #كييف.#السياق #أوكرانيا #Brovary pic.twitter.com/U5M5FL8ePD
— السياق (@alsyaaq) January 18, 2023
صباح أسود
ووصف الرئيس الأوكراني فولوديمر زيلينسكي تحطم مروحية هذا الصباح في بروفاري، بأنه «مأساة مروِّعة وصباح أسود»، مضيفًا: «يجرى حاليًا تحديد العدد الدقيق لضحايا المأساة. بينهم وزير الشؤون الداخلية لأوكرانيا دنيس موناستيرسكي، ونائبه الأول يفهين ينين، ووزير الدولة بوزارة الشؤون الداخلية يوري لوبكوفيتش، ومساعدوهم وطاقم المروحية».
وتابع الرئيس الأوكراني: «لقد أصدرت تعليمات إلى جهاز الأمن في أوكرانيا، بالتعاون مع الشرطة الوطنية الأوكرانية والهيئات الأخرى المخولة، لمعرفة ملابسات ما حدث، جميع الخدمات تعمل على مسرح المأساة».
نعي غربي
وأضاف: كل من كان في المروحية من الوطنيين المدافعين عن أوكرانيا. عززوا مكانة أوكرانيا. سنتذكركم دائمًا. ستكون عائلتكم تحت حماية الأصدقاء والدولة. ذاكرة خالدة لكم أيها الأصدقاء.
وقدمت كاجا كالاس، رئيسة وزراء إستونيا، تعازيها بحادث تحطم المروحية في منطقة كييف، الذي أدى إلى قتل وزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، قائلة إنه «تذكير مأساوي آخر بالثمن الباهظ الذي تدفعه أوكرانيا خلال حربها من أجل الحرية ضد روسيا».
وأشاد وزير خارجية بريطانيا، جيمس كليفرلي، بوزير الداخلية الأوكراني دينيس موناستيرسكي، الذي قُتل في تحطم المروحية، واصفًا إياه بأنه «صديق حقيقي للمملكة المتحدة»، مضيفًا: «نحن مستعدون لدعم أوكرانيا بأي طريقة نستطيع».
آلاف القتلى
في السياق نفسه، قال أندري يرماك، رئيس موظفي الرئاسة الأوكرانية، أمام منتدى دافوس، الثلاثاء، إن أكثر من 9000 مدني، بينهم 453 طفلاً، قُتلوا في أوكرانيا منذ بدء العملية العسكرية في فبراير الماضي.
وبحسب كبير مساعدي الرئاسة، فإن أوكرانيا سجلت أيضًا 80 ألف جريمة ارتكبتها القوات الروسية خلال العملية العسكرية، مضيفًا: «لن نسامح في أي تعذيب للأرواح، ولا منزل مدمر، ولا دمعة واحدة لطفل أوكراني».
وحث يرماك المجتمع الدولي على إنشاء محكمة دولية خاصة لمحاسبة القيادة الروسية على «جريمة العدوان»، مشيرًا إلى أن المحكمة الجنائية الدولية ليس لديها الاختصاص القضائي المناسب. ودعا إلى تطوير آليات تسمح بمصادرة الأصول الروسية لدفع تعويضات الحرب.
من جهة أخرى، رجح البيت الأبيض إمكانية الإعلان عن مساعدات إضافية لأوكرانيا بنهاية هذا الأسبوع، متعهدًا بالعمل على تحميل الرئيس فلاديمير بوتين المسؤولية عن أي جريمة حرب ارتكبت خلال العملية العسكرية الروسية.
مساعدات عسكرية
وقال منسق مجلس الأمن القومي للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، في تصريحات لشبكة سي إن إن الأمريكية: «أظن أنك ستستمر في سماع حزم إضافية من المساعدة الأمنية، وأسلحة وقدرات إضافية لأوكرانيا من الولايات المتحدة، ربما بمجرد نهاية هذا الأسبوع».
ولم يرد كيربي عندما سُئل عما إذا كانت الحزمة ستشمل دبابات للأوكرانيين، قائلاً إنه لا «يريد المضي قدمًا في الأمور التي لم نعلنها»، لكنه قال إن الولايات المتحدة تركز «على محاولة التأكد أننا نقدم لأوكرانيا ما تحتاجه في المعركة التي هم فيها».
وقال: «سنواصل تعديل هذه الحزم بحيث تكون أكثر ملاءمة لما تحتاجه أوكرانيا، وإذا لم نتمكن من توفير ذلك، فإننا نعمل مع حلفاء وشركاء آخرين لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم ذلك».
وسُئل أيضًا عما إذا كانت الضربة الصاروخية الروسية على مبنى سكني في دنيبرو بأوكرانيا، التي أسفرت عن قتل العشرات، بينهم ستة أطفال، تعد جريمة حرب، قائلًا إن الولايات المتحدة كانت «واضحة للغاية وصادقة بحقيقة أن القوات المسلحة الروسية تواصل ارتكاب الفظائع وجرائم الحرب».
وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية أن «ما يزيد على 90 إلى 100 أوكراني» وصلوا إلى فورت سيل، بأوكلاهوما، وبدأوا تدريبهم على نظام صواريخ باتريوت.
وقالت القاعدة في بيان: « المدربون الذين يعلمون الولايات المتحدة والدول الحليفة والشريكة سيجرون التدريب الأوكراني، ولن تنتقص هذه الفصول من مهام التدريب الجارية في فورت سيل»، مشيرة إلى أن التدريب سيستغرق أشهرًا عدة على نظام دفاع جوي طويل المدى متقدم لكنه معقد، وفقًا لمسؤولي البنتاغون.
وقال كبير جنرالات أوكرانيا إنه عقد أول لقاء شخصي له مع نظيره الأمريكي الجنرال مارك ميلي في بولندا الثلاثاء.
وأضاف الجنرال فاليري زالوجني، القائد العام للقوات المسلحة الأوكرانية: «لقد أعربت عن امتناني للجنرال مارك ميلي للدعم الثابت والمساعدة التي قدمتها الولايات المتحدة وحلفاؤها لأوكرانيا»، متابعًا: «لقد أوجزت الاحتياجات الملحة لاجتماع القوات المسلحة الأوكرانية، التي ستسرع انتصارنا».
مخزون إسرائيل
وقالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة أرسلت مخزونًا من الذخيرة التي كانت مخزنة في إسرائيل، لتستخدمه أوكرانيا في حربها ضد روسيا، قائلة إن القرار اتُخذ العام الماضي.
وأكد مسؤول إسرائيلي أن رئيس الوزراء حينئذ يائير لابيد وافق على ذلك، رغم أن الولايات المتحدة ليست بحاجة إلى تلك الموافقة بشكل رسمي.
ولعقود، خزن البنتاجون ذخائر في إسرائيل، لتُستخدم في إعادة الإمداد الطارئة حال الحرب، أو لتسليمها إلى حلفاء آخرين للولايات المتحدة.
وبحسب «نيويورك تايمز»، فالذخيرة الأمريكية المنقولة من إسرائيل إلى أوكرانيا نحو 300 ألف قذيفة مدفعية من عيار 155 مليمترًا، وهو نوع تستخدمه كييف بوتيرة كبيرة.
وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي عند سؤاله عن التقرير: «نُقلت المعدات الأمريكية التي كانت مخزنة في إسرائيل إلى القوات المسلحة الأمريكية منذ أسابيع بناءً على طلبها».
دعم أوروبي
في السياق نفسه، قال رئيس الوزراء الهولندي ماروك روتي خلال اجتماع مع الرئيس الأمريكي جو بايدن في البيت الأبيض، الثلاثاء، إن هولندا تخطط للانضمام إلى الولايات المتحدة وألمانيا في إرسال نظام دفاع صاروخي باتريوت إلى أوكرانيا.
وأضاف المسؤول الحكومي: «لدينا النية للانضمام إلى ما تفعله مع ألمانيا في مشروع باتريوت، وكذلك نظام الدفاع الجوي»، متابعًا: «أعتقد أنه من المهم أن ننضم إلى ذلك».
وقال روتي: «لا يمكننا قبول أن يفلت بوتين وروسيا من هذا الأمر، لذا فإن مسؤوليتنا محاكمتهم، للتأكد من أن كل ذلك يحدث»، بينما رفض متحدث باسم وزارة الدفاع الهولندية التعليق، بخلاف بيان روته.
ويجمع نظام رادار باتريوت بين «وظائف المراقبة والتتبع والاشتباك في وحدة واحدة»، بحسب مركز الدراسات الدولية الاستراتيجية (CSIS) الذي قال إن ذلك يجعله متميزًا بين أنظمة الدفاع الجوي الأخرى، مشيرًا إلى أنه أحد أكثر أنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى قدرة في السوق.
قالت رئيسة الوزراء الفنلندية سانا مارين -الثلاثاء- أثناء حديثها في المنتدى الاقتصادي العالمي السنوي بدافوس، إن فنلندا مستعدة لدعم أوكرانيا في حربها مع روسيا، طالما كان ذلك ضروريًا.
وأضافت: أعتقد أن الرسالة الوحيدة التي نحتاج إلى إرسالها أننا سندعم أوكرانيا طالما دعت الحاجة، مضيفة: «سنة، سنتان، خمس سنوات، 10 سنوات، 15 سنة».
عام 2022، أنفقت الحكومة الفنلندية 300 مليون يورو على دعم أوكرانيا، قرابة 190 مليون يورو منها لشراء معدات دفاعية.
ووصلت طائرتان من ثلاث طائرات مراقبة لحلف شمال الأطلسي تم نشرها مؤقتًا في رومانيا، إلى قاعدة جوية بالقرب من بوخارست، حيث تنطلقان في مهام لمراقبة النشاط العسكري الروسي بالقرب من حدود التحالف العسكري المكون من 30 دولة.
وهبطت طائرات نظام الإنذار والتحكم المحمولة جواً في قاعدة أوتوبيني الجوية بعد ظهر الثلاثاء، وقد تحلق طائرة أخرى في وقت لاحق، ومن المقرر أن تتمركز هناك لأسابيع.
ماذا قالت روسيا؟
في خطاب مطول لوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، شبّه تصرفات الغرب بهتلر ونابليون، واتهم الغرب بمحاولة إرهاق روسيا بإرسال المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا.
واستبعد أي احتمال لإجراء محادثات مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، قائلًا إن روسيا ستكون مستعدة للرد على مقترحات الغرب بشأن أوكرانيا، لكنها لا ترى أي مقترحات جادة.
وأكد الوزير الروسي -الأربعاء- أن موسكو تعكف على تحسين علاقاتها بالوطن العربي، في أعقاب فرض عقوبات غربية كاسحة عليها بسبب أوكرانيا.
وقالت وزارة الخارجية الروسية، في بيان، إن روسيا وسعت قائمة مسؤولي الاتحاد الأوروبي المدرجين على القائمة السوداء استجابة للجولة التاسعة من العقوبات التي فرضها الاتحاد الأوروبي في ديسمبر.
وذكر البيان أن الممنوعين الآن من دخول روسيا يشملون مسؤولين كبارًا من الوكالات العسكرية لدول الاتحاد الأوروبي المشاركين في تدريب القوات الأوكرانية، مضيفًا أنه يشمل أيضًا الكيانات الأوروبية التي تديرها الدولة والتجارية التي تصنع وتورد الأسلحة والمعدات العسكرية إلى كييف، ومواطني دول الاتحاد الأوروبي «الذين يشتركون في خطاب علني مناهض لروسيا».