لم تتمكن المحكمة تحديد قيمتها... مجوهرات زوجة البشير مزيفة أم أحجار نفيسة؟
تقرير الفحص أثبت أن بعض الأحجار الكريمة لؤلؤ طبيعي، إضافة إلى قطعتين باللونين الأحمر والأخضر، مؤكداً عدم قدرته على تحديد قيمة الأحجار الكريمة المضبوطة، لأنها تفوق قدراته وخبراته العملية.

السياق
وداد بابكر، زوجة الرئيس المخلوع عمر البشير، يعود السودانيون إلى الحديث عنها، بعدما أدينت، بالثراء الحرام، وأمرت المحكمة بمصادرة أراضٍ زراعية وسكنية وعقارات ومشغولات ذهبية تملكتها بطرق غير شرعية، وغرمتها بـ 100 مليون جنيه سوداني " 175 ألف دولار"، كما أدانتها بمواصلة صرفها لمعاش زوجها الأسبق إبراهيم شمس الدين.
وحسب مواقع صحفية سودانية، فإن اسم المدانة ارتبط بالفساد المفرط وحياة البذخ والترف الشديد في بلد يقع أكثر من 70 بالمئة من سكانه تحت خط الفقر.
وكشفت تقارير صحفية أن المحققين فُوجئوا -أثناء مصادرة مقتنيات البشير- بلآلئ ونفائس وأحجار كريمة، بينها خرزة شبيهة بجوهرة "قلب المحيط الماسية" الشهيرة بفيلم تايتانيك، وتعد أحد أشهر القلائد في التاريخ.
في لندن وليس الخرطوم
هيئة الاتهام بالقضية دفعت بشاهد إثبات أمام المحكمة، ويعمل مهندساً جيولوجياً بالهيئة العامة للمواصفات والمقاييس في الخرطوم، الذي أكد أن تقرير الفحص أثبت أن بعض الأحجار الكريمة لؤلؤ طبيعي، إضافة إلى قطعتين باللونين الأحمر والأخضر، مؤكداً عدم قدرته على تحديد قيمة الأحجار الكريمة المضبوطة، لأنها تفوق قدراته وخبراته العملية.
والأغرب من ذلك نفيه وجود أي جهة بالبلاد تستطيع تقييم الأحجار الكريمة المضبوطة، قائلًا إن تقييمها يكون عن طريق البورصات وبيوت الخبرة العالمية بلندن ودبي وليس الخرطوم.
وتتميز القطعة بماسة زرقاء، منحوتة على شكل قلب، ويحيط بها الماس الأبيض، ويتدلى الحجر الكريم من سلسلة الماس الأبيض، بينما تتجاوز قيمتها 20 مليون دولار.
وأكد الشاهد أن بلاده يمكنها فقط تحديد نوع الحجر الكريم إن كان لؤلؤاً أو غير ذلك، لافتًا إلى أن السوق المحلي، قليل الاحتفاء بالأحجار الكريمة ولا تبدو ذات قيمة لدى التجار، رغم ارتفاع قيمتها بكثير عن الذهب.
وداد بابكر دافعت عن نفسها، قائلة إن هذه المجوهرات هدايا أخذتها من زوجيها الراحل إبراهيم شمس الدين، والحالي عمر البشير و من أزواج بناتها، مؤكدة على أن معظمها "فالصو" عديم القيمة.
ورأت المحكمة أن العقارات والمشغولات الذهبية والمقتنيات النفيسة، ثروة غير مشروعة استجدت على المدانة، وأشارت إلى أن الاتهام قدَّم 113 مستندًا، لم يكن فيها ما يوضح القيمة المالية للذهب والمجوهرات، فضلًا عن أن شاهد الإثبات عجز عن تحديد سعر الأحجار الكريمة، ورغم ذلك عجزت وداد بابكر عن إثبات مصدر شراء المقتنيات الثمينة، لتبرئة نفسها من تهمة الثراء الحرام.
وبدأ اسم وداد يتردد بقوة بين السودانيين، بعد دخولها القصر الرئاسي زوجة ثانية للبشير، على عكس زوجته الأولى فاطمة خالد، التي كانت بمعزل عن الأضواء، كما لم يرد اسمها في شبه الفساد واتهامات الثراء الحرام حتى وفاتها في يونيو 2022.
الجدير بالذكر أن الفساد الذي كثر الحديث عنه بشأن البشير ودوائره السياسية، كان من أسباب الثورة الشعبية، التي اندلعت ضد نظامه.