الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي: سلطان الجابر الشخص المثالي لرئاسة مؤتمر المناخ

تتعهد الإمارات، التي كانت أول دولة في المنطقة تصدق على اتفاق باريس للمناخ، بالوصول بصافي الانبعاثات للصفر بحلول عام 2050.

الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي: سلطان الجابر الشخص المثالي لرئاسة مؤتمر المناخ
سلطان بن احمد الجابر

ترجمات - السياق

امتدح فريدريك كيمبي، الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، بتعيين سلطان بن احمد الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة النفط الحكومية العملاقة (أدنوك)، رئيسًا لمؤتمر المناخ "كوب 28" الذي تستضيفه دولة الإمارات نهاية العام، ووصفه بأنه الشخص المثالي لقيادة المؤتمر.

وتتعهد الإمارات، التي كانت أول دولة في المنطقة تصدق على اتفاق باريس للمناخ، بالوصول بصافي الانبعاثات للصفر بحلول عام 2050.

ويُعقد مؤتمر "كوب 28" بين 30 نوفمبر و12 ديسمبر 2023، وسيشهد أول تقييم عالمي منذ اتفاقية باريس التاريخية لعام 2015.

وردًا على ما تردد بأن بعض نشطاء المناخ أصيبوا بالذهول عندما عينت الإمارات الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) رئيسًا لمؤتمر المناخ الثامن والعشرين لهذا العام، قال كيمبي في مقالة بشبكة سي إن بي سي الأمريكية، المعنية بالشأن الاقتصادي: ما يتجاهله البعض أن خلفية سلطان الجابر الثرية في مصادر الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري تجعله خيارًا مثاليًا.

الجابر الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية، التي يُقال إنها ثاني أكبر شركة نفط في العالم.

وعلى مدى العقد الماضي، أصبح وجهًا لقطاع الطاقة في الإمارات، لكنه سيكون أول مسؤول تنفيذي في قطاع النفط يتولى منصب رئيس مؤتمر المناخ.

وإضافة إلى أنه وزير الصناعة ومبعوث المناخ، فهو أيضًا رئيس مجلس إدارة "مصدر"، وهي شركة الطاقة المتجددة المملوكة للحكومة وساعد في تأسيسها.

 

حظوظ العالم

ورأى كيمبي الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي -المؤسسة البحثية الأمريكية ومقرها واشنطن- أنه إذا كان العالم محظوظًا، فقد يكون هذا هو العام الذي يدفن فيه منتجو الوقود الأحفوري ونشطاء المناخ أحقادهم ويتعاونون للحد من الانبعاثات وضمان مستقبل الكوكب.

وبيّن أن دولة الإمارات العربية المتحدة ستعتمد هذا العام على ثلاثة أفكار خلال المؤتمر: "الخصوصية والإلحاح والبراغماتية"، لافتًا إلى أن المؤتمرات السابقة المعنية بالمناخ افتقدت هذه الرؤية، ما جعل الخروج بنتائج واقعية أمرًا غير ملموس.

وأشار إلى أنه مع بداية عام 2023 تلاقت مجتمعات النفط والغاز وتكتلات حماية المناخ نهاية هذا الأسبوع في "منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي" لإطلاق "أسبوع أبوظبي للاستدامة" السنوي، وأيّد بقوة اختيار سلطان الجابر رئيسًا لـ"كوب28".

وأوضح أن الاجتماع يأتي بعد عقود من انعدام الثقة المتبادل بين الطرفين، بل أصبح هناك اعتراف متزايد بأن كل طرف لا يستغني عن الآخر، مشددًا "أمن الطاقة والطاقة النظيفة غير قابلين للتجزئة".

وأشار إلى أن المبدأ الرئيس للحفاظ على المناخ، وفي الوقت ذاته استمرار الصناعة "ثلاثية استدامة الطاقة"، التي تُعرّف بأنها الحاجة إلى الموازنة بين موثوقية الطاقة والقدرة على تحمل التكاليف والاستدامة.

وأضاف: "إذا كان التكاتف لتقليل الانبعاثات يبدو أمرًا ميؤوسًا منه حتى الآن، فإن الأمل معقود على قادة الإمارات، هذه الدولة في الشرق الأوسط الغنية بالموارد والمولِّدة للطاقة المتجددة"، مشيرًا إلى أن دولة الإمارات العربية المتحدة عازمة -خلال مؤتمر هذا العام- على تحقيق نتائج مرجوة، ما يخدم اتجاه العالم إلى الطاقة النظيفة.

ولتوضيح ثقته بأن الإمارات قادرة على تحقيق نتائج مرجوة خلال مؤتمر المناخ لهذا العام، أشار الرئيس التنفيذي للمجلس الأطلسي، إلى نجاح أبوظبي في استضافة أعمال الدورة السنوية السابعة لمنتدى الطاقة العالمي، الذي ينظمه المجلس الأطلسي ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بمشاركة قيادات الطاقة الأكثر تأثيرًا على مستوى العالم، لصياغة أجندة الطاقة العالمية للعام المقبل ومشهد تحول الطاقة العالمي.

وقال: "بدا أن هناك إصرارًا على تحقيق نتائج على الأرض في ما يخص المناخ، خصوصًا أن المنتدى شهد حضور عدد كبير من القيادات والنشطاء المهتمين بالمناخ"، موضحًا أنه بعد عقود من انعدام الثقة المتبادلة، هناك اعتراف متزايد بأنهم -قيادات الطاقة والمناخ- لا يستطيعون العيش من دون بعضهم.

وأضاف: "شكرًا لحرب الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الإجرامية في أوكرانيا، وتسليحه المستمر للطاقة، لضخ جرعة جديدة من الواقع الصعب في محادثات المناخ"، مبينًا أنه نادرًا ما كان واضحًا أن أمن الطاقة والطاقة النظيفة غير قابلين للتجزئة.

 

البراغماتية

ورأى كيمبي أن ما يسهم في ترسيخ هذه البراغماتية، اعتراف كثيرين في مجتمعات حماية المناخ، بأن التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة لا يمكن تحقيقه من دون الوقود الأحفوري، لذلك يجب أن تكون أكثر نظافة.

وأشار إلى أنهم توصلوا إلى قبول فكرة أن الغاز الطبيعي، لا سيما الغاز الطبيعي المسال، يشكل وقودًا تجسيريا قويًا لحين الوصول للطاقة النظيفة، وبنصف الانبعاثات الصادرة من الفحم.

وذكر أن الإمارات عازمة على تضمين هذه البراغماتية، بجانب الخصوصية والحاجة الملحة، في الاجتماع الثامن والعشرين لمؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (كوب 28) الذي تستضيفه الدولة من 30 نوفمبر إلى 12 ديسمبر، وقال إن الاجتماعات كانت -في الغالب- تفتقر إلى هذه العناصر الثلاثة.

ويرى كيمبي أن الوصول للبيئة المطلوبة، أو المدينة الفاضلة كما وصفها، وإن كان أمرًا يأس منه كثيرون، إلا أنه عندما يأتي تحت قيادة من دولة الإمارات، يصبح هناك أمل، حيث تمثل الدولة مصدرًا متنوعاً للطاقة.

وأوضح أن سلطان الجابر يمثل دولة، بجانب مواردها الغنية، أصبحت منتجًا رئيسًا للطاقة النووية، التي تكتسب مزيدًا من المشجعين من ناشطي المناخ، كما أن الإمارات كانت أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى اتفاقية باريس للمناخ، وكانت أول دولة في الشرق الأوسط تضع خارطة طريق لصافي الانبعاثات الصفرية، أو الحياد الكربوني، بحلول عام 2050.

في المقابل، فإن منتجي النفط والغاز الرئيسين تقريبًا، الذين كانوا ينظرون إلى نشطاء المناخ بازدراء، يعتنقون الآن حقيقة علم المناخ ويستثمرون مليارات الدولارات في مصادر الطاقة المتجددة والجهود المبذولة لجعل الوقود الأحفوري أنظف.

واستشهد الكاتب، بما قاله الاستشاري في مجال الطاقة ديفيد غولدوين، المبعوث الخاص السابق للطاقة بوزارة الخارجية الأمريكية: "كل مُنتج جاد للهيدروكربون يعرف أن المستقبل -في عالم يتراجع فيه استخدام الوقود الأحفوري- سيكون منخفض التكلفة ومنخفض المخاطر ومنخفض الكربون" مؤكدًا: "الطريقة الوحيدة لضمان ذلك أن تكون الصناعة على الطاولة".

واستطرد: "لا مكان يتجلى فيه هذا التحول بين نشطاء المناخ أكثر من ألمانيا، حيث يعمل نائب المستشار روبرت هابيك، زعيم حزب الخضر، كزعيم براغماتي".

كان هابيك، الوزير الاتحادي للشؤون الاقتصادية والعمل المناخي، القوة الدافعة لإطالة عمر المحطات النووية الثلاث في البلاد حتى أبريل، وإطلاق أول محطة استيراد للغاز الطبيعي المسال بألمانيا في ديسمبر، مع اتباع ما يصل إلى خمس أخرى.

وقال هابيك لصحيفة فايننشال تايمز: "أنا مسؤول في النهاية عن أمن نظام الطاقة الألماني، لذا فإن المسؤولية تقع على عاتقي"، مضيفًا: "أصبحت وزيرًا لأتخذ قرارات صعبة، لا لأكون السياسي الأكثر شعبية في ألمانيا".

 

خيار مثالي

وأشار كيمبي، إلى أن بعض نشطاء المناخ شعروا بالذعر عندما عينت الإمارات سلطان الجابر، الرئيس التنفيذي لشركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك)، رئيسًا لمؤتمر الأطراف الثامن والعشرين لهذا العام.

وقالت تيريزا أندرسون من منظمة أكشن إيد الخيرية التنموية: "نشهد بشكل متزايد سيطرة مصالح الوقود الأحفوري على العملية وتشكيلها لتلبية احتياجاتهم الخاصة".

وأشار كيمب إلى أن ما يغفله بعض ناشطي البيئة، أن دولة الإمارات الغنية بكلٍ من مصادر الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري، تجعل سلطان الجابر خيارًا مثاليًا، في وقت تظل فيه الجهود الدولية لمعالجة تغير المناخ بطيئة للغاية، وتفتقر إلى الشمولية للخروج بمزيد من النتائج التحويلية.

وأيد كيمبي بقوة اختيار الجابر كونه الرئيس التنفيذي لرابع أكبر منتج للنفط في العالم، مشيرًا إلى أنه الرئيس التنفيذي المؤسس لشركة مصدر، التي تُعد أحد أكبر مستثمري مصادر الطاقة المتجددة في العالم، ولا يزال رئيس مجلس إدارتها.

وواصل -في مقاله- ذكر مزايا اختيار الجابر، مشيرًا إلى أنه يمثل دولة، بجانب مواردها الغنية، هي أول دولة في الشرق الأوسط تنضم إلى اتفاقية باريس للمناخ.

كما لم يغفل كيمبي الجهود الملموسة للإمارات في مجال البيئة، سواء إسهامات أو استثمارات أو استراتيجيات، منها:

- على مدى السنوات الخمس عشرة الماضية استثمرت 40 مليار دولار في الطاقة المتجددة والتكنولوجيا النظيفة على مستوى العالم.

- وفي نوفمبر وقَّعت شراكة مع الولايات المتحدة لاستثمار 100 مليار دولار إضافية في الطاقة النظيفة.

 وتنوع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط، لتوليد قرابة 70% من العائد الاقتصادي للدولة من خارج قطاع النفط والغاز، ما يجعلها استثناءً وسط الدول المنتجة للبترول.

بدوره، شرح الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، نهج بلاده على هذا النحو: «كلنا دفعنا ضريبة التأخر في التعليم، صحيح تأخرنا، لكن ذلك أفضل بكثير من بقائنا دون علم ومعرفة، ورهاننا الحقيقي في هذا الزمن هو استثمار كل إمكاناتنا في التعليم، لأننا بعد 50 سنة سنقوم بتحميل آخر برميل نفط من موانئنا، عندها سيكون السؤال المهم (هل سنحزن؟)، وأنا أقول لكم إذا استثمرنا في التعليم بطريقة صحيحة، فإنني أراهن على أننا سنحتفل بمغادرة السفينة التي تحمل آخر برميل نفط من الإمارات».

وأورد كيمبي، حديث الجابر في منتدى الطاقة العالمي، عندما عبّر عن طموحه في تحقيق نتائج تحويلية أسرع وأكثر في الدورة الثامنة والعشرين، وقوله: "نحن بعيدون عن المسار الصحيح".

وأضاف الجابر: "العالم يلعب دور اللحاق بالركب، عندما يتعلق الأمر بهدف باريس المتمثل في خفض الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة، والحقيقة الصعبة أنه لتحقيق هذا الهدف، يجب أن تنخفض الانبعاثات العالمية بنسبة 43% بحلول عام 2030، وإضافة إلى هذا التحدي، يجب علينا تقليل الانبعاثات في وقت يتسم باستمرار عدم اليقين الاقتصادي، وتصاعد التوترات الجيوسياسية وزيادة الضغط على الطاقة".

ودعا إلى "تقدم تحويلي… من خلال شراكات وحلول ونتائج تغير قواعد اللعبة"، وقال إن العالم يجب أن يضاعف توليد الطاقة المتجددة ثلاث مرات، من ثماني تيراواط ساعة إلى 23 ساعة، وأكثر من ضعف إنتاج الهيدروجين منخفض الكربون إلى 180 مليون طن للقطاعات الصناعية.

واستطرد الجابر: "سنعمل مع صناعة الطاقة على تسريع إزالة الكربون، وخفض غاز الميثان، وتوسيع الهيدروجين"، متابعًا: "دعونا نحافظ على تركيزنا بكبح الانبعاثات، وليس التقدم فيها، فالأمر وإن بدا خياليًا، يمكن تحقيقه".