مصر تطوي صفحة الإخوان... حكم بحبس محمد علي مدى الحياة
بلائحة اتهامات تضمنت -استعمال العنف والقوة ضد الشرطة، وتعريض السلم العام للخطر، والاعتداء على رجال السلطة-، حكم على الإخواني المصري الهارب محمد علي، بالسجن مدى الحياة.

السياق
ضربة جديدة إلى «الإخوان»، أدمت أوصال التنظيم الإرهابي، وكشفت إصرار الدولة المصرية على المضي قدمًا في طريقها، بطي صفحة الماضي، التي لوَّثها التنظيم بأعمال عنف وإرهاب.
تلك الصفحة التي طويت عام 2013، بخروج الملايين من المحتجين إلى الشوارع لاقتلاع «الإخوان» من جذوره، وأكدت الدولة المصرية -مرارًا بتصريحات وأفعال- أنه لا عودة إلى الخلف، مهما كان الثمن.
وتحقيقًا لتلك الرؤية، كان تنظيم الإخوان على موعد مع ضربة استهدفت أحد أهم كوادره في الخارج ويدعى محمد علي، الذي حرَّض مرارًا على التظاهر ضد الدولة المصرية، إلا أن دعوته مُنيت بالفشل الذريع.
فماذا حدث؟
بلائحة اتهامات تضمنت «استعمال العنف والقوة ضد الشرطة، وتعريض السلم العام للخطر، والاعتداء على رجال السلطة»، حكم على الإخواني المصري الهارب محمد علي، بالسجن مدى الحياة.
وقضت الدائرة الخامسة إرهاب بمجمع محاكم بدر، بمعاقبة الإخواني المصري محمد علي، الذي كان يعمل بمجال البناء والتشييد، بالسجن المؤبد، في اتهامه بتعريض السلم العام للخطر، مع إدراجه على قوائم الإرهاب، في القضية المعروفة إعلاميًا بـ«خلية الجوكر الإرهابية».
لائحة الاتهامات
كانت النيابة العامة في مصر، أحالت المتهم محمد علي و102 في قضية «الجوكر» إلى المحاكمة الجنائية، لتدبيرهم في سبتمبر 2019 تجمهرًا في محافظة السويس، من شأنه جعل السلم العام في خطر، والغرض منه ارتكاب جرائم الاعتداء على الأشخاص، والتأثير على رجال السلطة العامة في أداء أعمالهم باستعمال القوة والعنف.
وبحسب لائحة الاتهام، فإن محمد علي حرض ومتهمًا آخر في مقاطع مصورة عبر "يوتيوب" على المشاركة في تجمهر بالسويس، للأغراض ذاتها، بينما تداول تلك المقاطع متهمون عبر "فيسبوك" و"واتساب"، محددين موعد التجمهر ومكانه.
فمن هو الإخواني الهارب محمد علي؟
وُلد في 18 يناير 1978، لأسرة متوسطة تسكن حي العجوزة بمحافظة الجيزة، ووالده يعمل في بيع الذهب.
وبحسب ما ذكره الإخواني الهارب في أحد مقاطع الفيديو، فإنه حصل على دبلوم فني صناعي، ثم حاول استكمال دراسته في كلية التجارة بقسم التعليم المفتوح في جامعة القاهرة، لكنه توقف عن الدراسة بعد عامين فقط.
والد محمد علي كان بطلًا في بناء الأجسام، ومثل مصر في بطولات عربية وإقليمية، ثم تولى بعد ذلك مناصب عدة في الاتحاد المصري للعبة.
أنتج محمد علي عددًا من الأعمال السينمائية، وشارك في التمثيل والبطولة في بعضها، بعد أن بدأ مشواره الفني بدوره في فيلم «القشاش» الذي أنتج في مصر عام 2013.
شارك محمد علي في مجموعة من المسلسلات الدرامية والأفلام، لكن الدور الأبرز الذي سلَّط الضوء عليه كان في فيلم «البر التاني» الذي أنتجه ولعب فيه دور البطولة، ويتناول قضية إقدام عدد من الشباب في مصر على الهجرة غير القانونية إلى أوروبا عبر مياه البحر المتوسط، رغم معرفتهم بالمخاطر التي تنتظرهم.
وشارك الفيلم في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، عام 2016، كما شارك محمد علي بالتمثيل في أفلام أخرى، مثل «المعدية» الذي شارك في إنتاجه أيضا، إضافة إلى عدد من المسلسلات الدرامية المصرية، مثل «طايع، وشارع عبد العزيز2، والسيدة الأولى، وصفحات شبابية».
محمد علي قال إن عمله في قطاع المقاولات، هو الذي ساعده في دخول عالم الإنتاج السينمائي، مشيرًا إلى أن فيلم البر الثاني بلغت تكلفته نحو 27 مليون جنيه مصري.
ورغم أن عالم الفن كان المدخل الذي عرف الناس من خلاله محمد علي، فإن الإخواني الهارب أكد -في أحد مقاطعه- أنه كان يعمل منذ نحو 15 سنة في قطاع المقاولات، وأنه دخل في تعاون مشترك في كثير من المشروعات التي تنفذها الهيئة الهندسية التابعة للقوات المسلحة المصرية، من خلال شركة أملاك التي كان يديرها.
من خلال عمله -ذلك- ادعى محمد علي أن مصر تبني كثيرًا من القصور الرئاسية من دون حاجة البلاد إليها، ما دفع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي إلى الرد على ما جاء في فيديوهات علي، مؤكدًا أن الدولة تبني وستبني قصورًا رئاسية.
ومن إسبانيا دأب الإخواني الهارب على نشر مقاطع فيديو، ادعى فيها أنه لم يحصل على «مستحقات مالية» عن أعمال يقول إن شركته نفذتها لصالح الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، مطالبًا بالحصول عليها.
إلا أن تنظيم الإخوان استخدم محمد علي كأداة لتحقيق مآربه الخبيثة في مصر، فبات الممثل الهارب بوقًا لتنظيم الإخوان، دعا من خلاله إلى احتجاجات عام 2019، وأخرى في نوفمبر2022، إلا أنها فشلت.
ورغم ذلك الفشل، فإن الإخواني الهارب، دأب على الحديث عن قضايا أخرى، مثل جدوى مشروع قناة السويس الذي افتتحه السيسي، وأثبت نجاعة كبيرة، وحقق إيرادات وصلت إلى الضعف.
وتقدَّم محامٍ مصري بدعوى قضائية يتهم فيها محمد علي بالخيانة العظمى، كما وجَّهت وسائل إعلام محلية لعلي تهمًا تتعلق بـ«سرقة أموال خاصة بالقوات المسلحة والهروب بها إلى الخارج».