بعد قرب تصنيفه جماعة إرهابية في أوروبا... كيف يستنزف الحرس الثوري الاقتصاد الإيراني؟

صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني، فتوعدت الدول الأوروبية، كما هددت بإغلاق مضيق هرمز أمامها، قائلة إن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية إعلان حرب على إيران

بعد قرب تصنيفه جماعة إرهابية في أوروبا... كيف يستنزف الحرس الثوري الاقتصاد الإيراني؟

السياق

فشل اقتصادي لا يفارق إيران، ويوما تلو الآخر تنهار العملة، أزمات يسببها النظام ويعانيها الشعب، وآخر حلقاتها كانت وصول سعر الدولار الأمريكي في "السوق السوداء" إلى مستوى قياسي، بسبب الحرس الثوري الإيراني.

يتزامن ذلك، مع تصاعد احتمال إدراج الاتحاد الأوروبي، الحرس الثوري الإيراني، في قائمته للجماعات الإرهابية، إذ بلغ سعر الدولار الواحد نحو 42 ألف تومان، بينما بلغ سعر الذهب 22 مليونًا و250 ألف تومان، بارتفاع مليون في يوم واحد فقط.

وقال وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين -في مؤتمر صحفي- إن انتهاك إيران لحقوق الإنسان لن يمر بلا عواقب، مضيفًا أنه بالتعاون مع عديد الدول، نتخذ إجراءات متعددة الأطراف وأحادية الجانب، ونستخدم آليات الأمم المتحدة لمحاسبة إيران.

ونقلًا عن موقع إيران إنترناشيونال، فإن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية لدى الاتحاد الأوروبي، احتل صدارة الصحف الإيرانية، التي رأت أن الإجراء سيدخل العلاقات بين طهران وأوروبا مرحلة غير مسبوقة من التصعيد والتوتر، كما سيكون له أثر بالغ السوء في استقرار الاقتصاد والاستثمار.

تكسير العظم

صحيفة روزكار وصفت الموضوع بأن الغرب دخل بمرحلة جديدة في التعامل مع إيران، إذ نقلت عن الدبلوماسي الإيراني السابق، جلال ساداتيان، أن العلاقة بين إيران والدول الغربية في مرحلة "تكسير العظم".

وحسبما نقلت "إيران إنترناشيونال" فإن البرلماني السابق والناشط السياسي، علي مطهري، قال -في مقابلة مع صحيفة شرق- إن العلاقات بين إيران والغرب لم تصل إلى مرحلة التأزم، وحال تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية في الاجتماع المقبل للدول الأوروبية، يمكن القول إن سياسة إيران الخارجية وعلاقاتها بأوروبا دخلت "مرحلة التأزم".

أما صحيفة جوان التابعة للحرس الثوري الإيراني، فتوعدت الدول الأوروبية، كما هددت بإغلاق مضيق هرمز أمامها، قائلة إن تصنيف الحرس الثوري منظمة إرهابية "إعلان حرب" على إيران.

يأتي تراجع العملة الإيرانية، رغم المحاولات المستمرة للنظام لترميم شروخ اقتصاده وقراره تعيين محمد رضا فرزين محافظًا جديدًا للبنك المركزي.

وعلى وقع الأزمة الأخيرة، أعلن المدعي العام في مدينة الأهواز، عن اعتقال 6 أشخاص من بائعي العملة الصعبة بتهمة الإخلال بالسوق، وهي التهمة ذاتها التي وجهها رئيس شرطة الأمن الاقتصادي بطهران، إلى 153  شخصًا بعد اعتقالهم الشهر الماضي

وتعاني طهران أزمات سياسية واقتصادية، على الصعيدين المحلي والدولي، وتعانى العملة الإيرانية انخفاضًا قياسيًا بسبب العقوبات المفروضة على البلاد منذ 2018، وفق ما أوردت وسائل إعلام رسمية.

عقوبات غربية

وتتعرض إيران لعقوبات أمريكية منذ عام 2018، عندما انسحب الرئيس دونالد ترامب من الاتفاق النووي لعام 2015 بين طهران والقوى الدولية الكبرى.

كما استهدف الغرب عديد الشركات الإيرانية وكبار العسكريين، بعد اتهام الجمهورية الإسلامية بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة لاستخدامها في الحرب بأوكرانيا، عقب الغزو الروسي لتلك الدولة قبل عشرة أشهر، لكن طهران تنفي هذه الاتهامات.

بخلاف ذلك، تعرّضت طهران لرزم عقوبات من أوروبا والولايات المتحدة وكندا ودول أخرى، على خلفية تعاملها مع الاحتجاجات.

وعلى مدى الأشهر الماضية، عانت إيران تظاهرات حاشدة، طالبت بإسقاط النظام، ونادى المحتجون في هتافاتهم بـ"موت الديكتاتور" في إشارة إلى المرشد الأعلى الإيراني خامنئي، بعد وفاة الشابة الكردية مهسا أميني (22 عامًا) على يد ما تسمى شرطة الأخلاق، بدعوى ارتدائها حجابًا غير ملائم.

وانهار الاتفاق، بعد أن قرر الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب انسحاب الولايات المتحدة منه من جانب واحد عام 2018.
وكانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تحاول استعادة الاتفاق حتى اندلعت الاحتجاجات، لكن تلك المحادثات وصلت إلى طريق مسدود قبل أشهر.