وعيد إيراني وتصعيد إسرائيلي في سوريا... حرب الظل تشتعل بين البلدين
ذكرت وسائل إعلام إيرانية، إن مستشارًا إيرانيًا أصيب في غارة إسرائيلية الجمعة، توفي متأثراً بجراحه.

ترجمات -السياق
تصعيد جديد يضرب بجذوره في المنطقة، قادته إيران وإسرائيل بالوكالة على الأراضي السورية، كشف تصاعد حرب الظل بين العدوين اللدودين، وأثار مخاوف من المستقبل القريب، خاصة بعد إصرار حكومة بنيامين نتنياهو على التصعيد كخيار لتحييد أذرع طهران.
وفي تأكيد لانتهاج الحكومة الإسرائيلية على خيار التصعيد للتعامل مع الملف النووي الإيراني، أعلنت وزارة الدفاع السورية أن إسرائيل استهدفت مواقع في محافظة حمص بغارة في ساعة مبكرة من صباح الأحد، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي نفذ قرابة الساعة 00:35 من فجر الأحد هجومًا جويا من اتجاه شمال شرقي بيروت، مستهدفًا بعض النقاط في مدينة حمص وريفها».
بينما نقلت وكالة رويترز، في تقرير ترجمته «السياق»، عن مصادر مخابراتية قولها، إن الضربات استهدفت مجموعة من القواعد الجوية، في المنطقة الواقعة وسط البلاد، حيث يتمركز جنود إيرانيون.
أهداف سورية
وبحسب الوكالة، التي نقلت عن مصادر لم تسمها، فإن الضربات الإسرائيلية استهدفت القاعدة الجوية تي 4 غربي مدينة تدمر الأثرية ومطار الضبعة، القريب من مدينة القصير بالقرب من حدود لبنان، التي يتمركز فيها أعضاء من حزب الله المدعوم من إيران.
وقالت المصادر إن جنودًا إيرانيين، إلى جانب مقاتلين من حزب الله اللبناني، يتمركزون في المطارين، مشيرة إلى أن هناك وجودًا قويًا لمسلحين موالين لإيران في تلك المنطقة بمحافظة حمص.
وبينما رفض الجيش الإسرائيلي التعقيب على أنباء الضربة الأخيرة في سوريا، التي تعد الثالثة منذ الخميس، والتاسعة العام الجاري، نفت سوريا المزاعم الغربية بأن إيران لها وجود عسكري مكثف في البلاد.
وبحسب وكالة سانا، فإن الضربات خلفت بعض الأضرار المادية، إضافة إلى إصابة خمسة عسكريين.
يأتي ذلك، بينما قالت وسائل إعلام إيرانية، إن مستشارًا إيرانيًا أصيب في غارة إسرائيلية الجمعة، توفي متأثراً بجراحه.
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن ضربة الأحد كانت التاسعة، التي تضرب فيها إسرائيل أهدافًا في سوريا منذ بداية العام، مشيرًا إلى أن الصواريخ استهدفت مواقع عسكرية سورية ومواقع لميليشيات مرتبطة بإيران، بما في ذلك مركز أبحاث.
مئات الضربات
ونفذت إسرائيل مئات الضربات، على أهداف داخل المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بسوريا في السنوات الأخيرة، بما في ذلك هجمات على مطاري دمشق وحلب، لكنها نادرًا ما تقر بعمليات محددة.
وتقول إسرائيل إنها تستهدف قواعد الجماعات المسلحة المتحالفة مع إيران، مثل حزب الله اللبناني، الذي أرسل آلاف المقاتلين إلى سوريا.
يأتي ذلك بعد يوم من استهداف ضربات جوية إسرائيلية، الجمعة، ضواحي العاصمة السورية دمشق، ما أسفر عن قتل مستشار إيراني، بحسب التلفزيون الإيراني، الذي قال إن ميلاد حيدري، المستشار العسكري الإيراني، قُتل خلال ما وصفها بـ«الضربة الإجرامية» من إسرائيل.
والأحد، قالت وكالة أنباء مهر الإيرانية، إن مستشارًا آخر للحرس الثوري أصيب في قصف الجمعة توفي متأثراً بجراحه، بينما قال التلفزيون الإيراني إن المستشار هو ميغراد مهغاني، وستقام جنازته الأحد في دمشق.
وأدت غارة جوية إسرائيلية -الشهر الماضي- على مطار حلب إلى توقفه عن العمل يومين.
وكان المطار قناة رئيسة لشحنات المساعدات منذ الزلزال المميت الذي بلغت قوته 7.8 درجة على مقياس ريختر والذي ضرب سوريا وتركيا في السادس من فبراير، الذي تقول إسرائيل إنه وسيلة إيران لتهريب شحنات الأسلحة.
شحنات أسلحة
بينما تقول إيران إن ضباطها الذين قُتل عشرات منهم، خلال الأحداث التي دامت قرابة 12 عامًا، يقومون بدور استشاري في سوريا بدعوة من دمشق.
كما قصفت إسرائيل الموانئ البحرية، في المناطق التي تسيطر عليها الحكومة بسوريا، في محاولة لمنع شحنات الأسلحة الإيرانية من الوصول إلى الجماعات المسلحة المدعومة من طهران، بما في ذلك حزب الله.
الرواية نفسها أكدتها مصادر مخابراتية غربية، مشيرة إلى أن إيران تستخدم -بشكل متزايد- مطارات مدنية لتسليم مزيد من الأسلحة، مستغلة الحركة الجوية الكثيفة مع توصيل طائرات شحن مساعدات الإغاثة، في أعقاب الزلزال المدمر الذي وقع في فبراير.
وهدد الحرس الثوري الإيراني بالانتقام لقتل الضابط في إعلانه، بحسب التقرير، الذي قال إن «إسرائيل ستتلقى بلا شك رداً على هذه الجريمة».
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان ومقره بريطانيا، إن الضربات استهدفت مستودع أسلحة للقوات الحكومية والجماعات المدعومة من إيران جنوبي دمشق.
ونقلت وسائل إعلام عن مصادر قولها، إن الضربة استهدفت رقاقات صغيرة لتوجيه الصواريخ، ولم تكن موجهة إلى الحرس الثوري الإيراني.
وأشارت إلى مخاوف إسرائيلية بشأن شحنات رقائق إلى سوريا، يمكن أن تستخدمها جماعة حزب الله المدعومة من إيران لتطوير صواريخ دقيقة التوجيه.
ليست الأولى
وتقول «تايمز أوف إسرائيل»، إن الجيش الإسرائيلي لا يعلق على ضربات محددة في سوريا، لكنه أقر بشن مئات الغارات ضد الجماعات المدعومة من إيران، التي تحاول الحصول على موطئ قدم في البلاد، العقد الماضي.
واستهدفت إحدى الضربات -الأسبوع الماضي- مستودع ذخيرة تحت الأرض في مطار النيرب العسكري المجاور، وفقًا لمصادر استخباراتية إقليمية، تحدثت إلى وكالة رويترز للأنباء، قائلة إن الموقع كان يستخدم لتخزين أنظمة موجهة بالصواريخ سلمتها رحلات شحن إيرانية.
كما نفذت إسرائيل غارة نهارية نادرة شمالي غرب سوريا، ما أدى إلى إصابة ثلاثة جنود وإلحاق أضرار، حسبما ذكرت وكالة سانا.
وفي يناير الماضي، قال الجيش السوري إن الجيش الإسرائيلي أطلق صواريخ باتجاه مطار دمشق الدولي، ما أدى إلى إخراجه من الخدمة مؤقتًا وقتل جنديين.