شارل إيبدو تسخر من المرشد... رسوم كاريكاتورية تستنفر النظام الإيراني  

نشرت المجلة في عدد خاص، الرسوم الكاريكاتورية، في سياق مسابقة، دعمًا للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر عقب وفاة الشابة مهسا أميني

شارل إيبدو تسخر من المرشد... رسوم كاريكاتورية تستنفر النظام الإيراني  

السياق

رسوم كاريكاتورية ساخرة هزت كيان النظام الإيراني، بعدما وضعت المرشد خامنئي في مشهد مهين ورسمته في صورة استهزائيه،  بدورها شجبت السلطات الإيرانية الحادث، وقالت إنه لن يمر من دون رد، ونددت بعدم تحرك السلطات الفرنسية.

وردًا على الواقعة، أعلنت وزارة الخارجية الإيرانية -الخميس- إغلاق المعهد الفرنسي للبحوث في إيران (إفري) بعد نشر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة رسومًا كاريكاتورية، عدتها طهران مهينة للمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي.

وقالت :"الشعب الإيراني يطالب الحكومة الفرنسية بمحاسبة المسؤولين عن نشر الأعمال العدائية الأخيرة والترويج لها ومنع تكرارها"، وسيتابع "بجدية" الإجراءات التي تتخذها فرنسا.

كما أعلنت الوزارة "وضع حد لأنشطة المعهد الفرنسي للبحوث في إيران كمرحلة أولى" من الردّ الإيراني.

وبحسب موقعه الإلكتروني، فإن المعهد الفرنسي للبحوث في إيران ملحق بوزارة الخارجية الفرنسية، أبصر النور عام 1983 بعد اندماج البعثة الأثرية الفرنسية في إيران (دافي) التي أنشئت عام 1897، والمعهد الفرنسي لعلوم إيران في طهران (إفيت) الذي أسسه هنري كوربان عام 1947.

وحذّرت إيران فرنسا –الأربعاء- من أن ردّها سيكون "حاسمًا" بعد نشر رسوم كاريكاتورية "مهينة" لعلي خامنئي، أعلى شخصية سياسية ودينية في إيران، بمجلة شارلي إيبدو الفرنسية.

ونشرت المجلة في عدد خاص -الأربعاء- الرسوم الكاريكاتورية، في سياق مسابقة، دعمًا للاحتجاجات التي تشهدها إيران منذ 16 سبتمبر عقب وفاة الشابة مهسا أميني، إثر توقيفها من شرطة الأخلاق، لعدم التزامها بقواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وقُتل المئات، بينهم عشرات من قوات الأمن، خلال الاحتجاجات التي تخللها رفع شعارات مناهضة للسلطات. كذلك أوقف الآلاف على هامش التحركات التي يعد مسؤولون إيرانيون جزءًا كبيرًا منها "أعمال شغب" يقف خلفها "أعداء" الجمهورية الإسلامية.

كما جاءت الرسوم في ذكرى تعرّض شارلي "إيبدو" لاعتداء بباريس في يناير 2015 قُتل خلاله عدد من الأشخاص، بينهم رسامون وصحفيون بارزون في المجلة. 

وأعلن متطرفون نفذوا الاعتداء، أنه ردّ على نشر المجلة رسومًا كاريكاتورية عن النبي محمد. 

كانت هذه الرسوم تسبّبت بموجة تظاهرات واحتجاجات عارمة في عدد كبير من الدول الإسلامية، تخللتها أعمال عنف.

 

عمل مهين

 وكتب وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان عبر "تويتر": "إن العمل المهين وغير اللائق الذي بادرت إليه مجلة فرنسية ضد المرجعية السياسية والدينية لن يمر من دون رد حاسم وفعال".

وفي وقت لاحق، أعلنت الخارجية الإيرانية استدعاء السفير الفرنسي في طهران نيكولا روش على خلفية "السلوك المسيء لإحدى الصحف الفرنسية إزاء المرجعية والمقدسات والقيم الدينية والوطنية"، وفق وكالة أنباء إرنا.

وأضافت "إرنا" أن الناطق باسم الوزارة ناصر كنعاني أبلغ السفير في لقاء عُقد الأربعاء "احتجاج إيران الشديد على الحكومة الفرنسية"، مؤكدًا أن "الجمهورية الإسلامية لن تقبل إطلاقًا بالإساءة إلى المقدسات ومبادئها الإسلامية والمذهبية والوطنية".

وتابع: "لا يحقّ لفرنسا تبرير الإساءة إلى مقدسات الدول الأخرى والشعوب المسلمة، بذريعة الدفاع عن حرية التعبير"، وفق الوكالة.

وقال كنعاني: "الجمهورية الإسلامية الإيرانية تحمّل الحكومة الفرنسية مسؤولية التداعيات المترتبة على هذا السلوك البغيض"، بحسب "إرنا".

وقالت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا -الخميس- خلال مقابلة مع محطة إل سي إي التلفزيونية، ردّا على التحذيرات الإيرانية: "السياسة الخاطئة هي تلك التي تتبعها إيران التي تمارس أيضًا سياسة رهائن مثيرة للصدمة".

وتابعت: "في فرنسا، حرية الصحافة موجودة بخلاف ما يحدث في إيران"، وهي تمارَس "تحت إشراف قاضٍ في إطار عدالة مستقلة، وهذا أمر لا شك في أن إيران أيضًا لا تعلمه بشكل جيد".

وبقي المعهد الفرنسي للبحوث في إيران، وسط طهران، مغلقًا لسنوات، وقد أعيد فتحه خلال عهد الرئيس السابق حسن روحاني (2013-2021) كعلامة على عودة الدفء إلى العلاقات بين فرنسا وإيران. 

ويضم المعهد مكتبة غنية، يستخدمها طلاب اللغة الفرنسية وأكاديميون إيرانيون.