احتجاجات إيران... خامنئي يلجأ لنظرية المؤامرة وتعليق الدراسة
قال خامنئي في تصريحات خلال حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران: أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة وإسرائيل.

السياق
مع استمرار التظاهرات في إيران وفشل النظام الإيراني في إخماده، اتهم المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي الولايات المتحدة وإسرائيل، بالوقوف خلف الاحتجاجات على خلفية مقتل الشابة مهسا أميني بعد توقيفها على يد شرطة الأخلاق.
وبعد أن امتدت التظاهرات الاحتجاجية إلى الجامعات خلال الأيام الأخيرة، قمعت القوات الأمنية تظاهرة طلابية ليلًا في جامعة عريقة في طهران.
وبدأت التظاهرات إثر إعلان وفاة مهسا أميني، الفتاة الكردية البالغة 22 عامًا، بعد ثلاثة أيام من توقيفها لعدم ارتدائها الحجاب.
وتنفي السلطات أيَّ ضلوع للشرطة في وفاة الشابة، وتصف المتظاهرين بأنهم "مثيرون للشغب" و"إرهابيون". وأعلنت توقيف مئات منهم.
وقال خامنئي في تصريحات خلال حضوره مراسم تخرج طلاب الأكاديميات العسكرية في طهران نقلها موقعه الرسمي، "أقول بوضوح إن أعمال الشغب هذه والاضطرابات تم التخطيط لها من الولايات المتحدة وإسرائيل، ومأجوريهم وبعض الإيرانيين الخائنين في الخارج ساعدوهم".
واعتبر الرئيس الإيراني ابراهيم رئيسي أن أعداء إيران فشلوا في "المؤامرة" التي يعدونها ضدها.
تعليق الدراسة
وأثارت وفاة أميني أكبر موجة تظاهرات في إيران منذ ثلاث سنوات تقريبًا وكذلك حملات تضامن دولية أدت الى نزول متظاهرين الى الشوارع في أكثر من 150 مدينة خلال نهاية الأسبوع، وقامت نساء كثيرات خلالها بقص شعرهن تضامنًا مع الإيرانيات.
وأوردت وسائل إعلام محلية أنَّ شرطة مكافحة الشغب تواجهت مع مئات الطلبة في جامعة شريف للتكنولوجيا بطهران التي تعد أهم جامعة علمية في إيران، واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع.
وقد عُلّقت الدروس الحضورية اعتبارًا من الإثنين في الجامعة.
وأفادت وكالة مهر للأنباء أن "جامعة شريف للتكنولوجيا أعلنت أن كل الدروس ستتم افتراضيًا اعتبارًا من الاثنين (..) نظرًا إلى أحداث سجلت مؤخرًا وضرورة حماية الطلاب".
وقالت الوكالة إنَّ مئتي طالب تجمعوا بعد ظهر الأحد في جامعة شريف للتكنولوجيا في طهران ورددوا شعارات مناهضة للنظام الديني القائم في إيران فضلًا عن شعار "امرأة حياة حرية" و"الطلاب يفضلون الموت على الذل".
وذكرت وكالة مهر أنهم كانوا يحتجون على وفاة مهسا أميني وتوقيف طلاب خلال التظاهرات. وحمل عناصر الشرطة بنادق خردق لمكافحة الشغب فضلا عن إطلاق الغاز المسيل للدموع. وانتشر عناصر من قوات الأمن بلباس مدني وعناصر من الشرطة مساء الأحد أمام المدخل الشمالي للجامعة، على ما أوضحت الوكالة.
قوى خارجية
وفي محاولة لتهدئة الوضع، زار وزير العلوم الجامعة للحديث إلى الطلاب وتكلم إلى القوى الأمنية المنتشرة حول الجامعة، بحسب المصدر نفسه.
وسبق أن اتهمت إيران قوى خارجية بتأجيج التظاهرات. وتمّ الأسبوع الماضي توقيف تسعة مواطنين أجانب بينهم أشخاص من فرنسا وألمانيا وإيطاليا وهولندا وبولندا.
وكتبت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربروك في تغريدة الإثنين "من الصعب تحمل ما يحصل في جامعة شريف في إيران"، مضيفة "شجاعة الإيرانيين لا تصدق، وقوة النظام الغاشمة هي تعبير عن مخاوف السلطة من التعليم والحرية".
ونشرت "منظمة حقوق الإنسان في إيران" (IHR) شريط فيديو يظهر عناصر من الشرطة الإيرانية على دراجات نارية يلاحقون الطلبة وهم يركضون في موقف سيارات تحت الأرض، وشريطًا آخر وهم ينقلون موقوفين غُطّيت رؤوسهم بأكياس قماش سوداء.
عدد القتلى
قتل 92 شخصًا حتى الآن خلال تظاهرات الاحتجاج على وفاة أميني، بحسب "منظمة حقوق الإنسان في إيران" التي تعمل على وضع حصيلة للضحايا رغم انقطاع الإنترنت وتوقف تطبيقات مثل واتساب وإنستغرام.
وقالت منظمة العفو الدولية في وقت سابق إنها أكدت مقتل 53 شخصًا بعدما أشارت وكالة فارس الإيرانية شبه الرسمية الأسبوع الماضي الى حصيلة "نحو 60" قتيلًا.
وتوفي قائد شرطة مكافحة الشغب في ماريوان في محافظة كردستان متأثرًا بإصابته ليل الأحد خلال "أعمال شغب"، كما أورد التلفزيون الرسمي الإثنين، وبذلك يكون قضى 12 من قوات الأمن خلال الاحتجاجات التي بدأت في 16 أيلول/سبتمبر.