حال خسارة ترامب.. هل تشهد أمريكا حربًا أهلية عام 2024؟
عام 2020، اشترى 17 مليون أميركي 40 مليون قطعة سلاح، وعام 2021 كانوا في طريقهم لإضافة 20 مليونًا أخرى

حال خسارة ترامب... هل تشهد أمريكا حربًا أهلية عام 2024؟
ترجمات – السياق
ذكرت مجلة نيوزويك الأمريكية، أن ملايين الأمريكيين المسلحين والغاضبين من إدارة بايدن، أعلنوا استعدادهم للاستيلاء على السلطة بالقوة، بعد الانتخابات الرئاسية عام 2024، في حال عدم فوز الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي ألمح إلى إمكانية ترشحه.
وحذرت المجلة، في تقرير، من أنه إذا اندلعت مثل هذه الاحتجاجات، سيكون قمعها على عاتق الجيش الأمريكي، مضيفة: "قد يتحدد مصير الأمة من خلال حقيقة بسيطة، هي أن مجموعة كبيرة من أحد الحزبين -الديمقراطي أو الجمهوري- تسلح منذ سنوات نفسها بشكل منهجي، لهذا السبب بالذات ولهذه اللحظة".
يذكر أن أنصار ترامب اقتحموا مبنى الكابيتول 6 يناير الماضي، في اليوم الذي كان من المقرر أن يجتمع فيه الكونغرس، لإقرار نتائج الانتخابات التي خسرها ترامب أمام الرئيس الحالي جو بايدن.
قنبلة موقوتة
وذكرت "نيوزويك" أن الاستعداد لهذا الاقتحام بدأ من الآن، ونقلت عن عدد من أنصار ترامب تحذيرهم، بأنهم لن يصمتوا أمام ما سموها محاولة لإبعاد ترامب عن البيت الأبيض.
ونقلت المجلة عن مايك نيزناني، وهو من قدامى المحاربين، الذي أصيب بإعاقة أثناء مشاركته في حرب فيتنام ويقيم في جورجيا، قوله: "إن تلك الإعاقة لن تمنعه عندما يحين وقت زيارة واشنطن حاملًا سلاحه للقيام بدوره في إطاحة الحكومة الأمريكية".
وأضاف أن الملايين من زملائه سيكونون هناك أيضاً، محذرًا من أن هناك "قنبلة موقوتة" تستهدف مبنى الكابيتول، وهناك الكثير من المسلحين يتساءلون عما يحدث لهذه البلاد... هل سنسمح لبايدن بمواصلة تدميرها؟ أم أننا بحاجة للتخلص منه؟ سنأخذ الكثير من الوقت قبل أن نقاوم"، ملمحاً إلى أن انتخابات عام 2024 قد تكون شرارة الانطلاق.
وقالت "نيوزويك": نيزناني، واحد من الجمهوريين العاديين الذين يمتلكون أسلحة، وفي الأشهر الأخيرة تحدثوا بصراحة عن الحاجة إلى "إسقاط حكومة فيدرالية يرون أنها غير مشروعة، بالقوة، إذا لزم الأمر".
نمو الميليشيات
وضمن تحذيرها من خطورة مثل هذه الدعوات، ذكرت "نيوزويك" أن ظاهرة نيزناني وزملائه تختلف عن اتجاه الجماعات المسلحة، التي كانت من سمات الحياة الأمريكية، مثل جماعة "كو كلوكس كلان" التي صعدت إلى السلطة بعد الحرب الأهلية، وهي أقدم منظمة إرهابية في الولايات المتحدة، أسستها مجموعة من المحاربين القدامى من الولايات الجنوبية عام 1865، وكذلك جماعات مثل "براود بويز" و"أوث كيبرز"، التي شاركت في أعمال الشغب 6 يناير في مبنى الكابيتول، وربما لعبت أدوارًا تنظيمية.
وأمام هذا الكم من المخاطر التي يمثلها هؤلاء، أوضحت المجلة أن ما يمثله نيزناني "شيء آخر، هي حركة أكبر وأكثر انتشاراً، تنبثق من الناس العاديين، تغذيها المعلومات المضللة التي يتشاركونها عبر وسائل التواصل الاجتماعي".
الاستعداد بالسلاح
وتواصل "نيوزويك" تحذيرها من أن المناصرين لهذه الفكرة، يستعدون من الآن لهذه الفوضى، بشراء الأسلحة، وأوضحت أنه "عام 2020، اشترى 17 مليون أميركي 40 مليون قطعة سلاح، وعام 2021 كانوا في طريقهم لإضافة 20 مليونًا أخرى".
وذكرت المجلة، أن حركة حقوق السلاح الضخمة في الولايات المتحدة، ومعظمها من الجمهوريين، تتماشى مع الاعتقاد المتزايد بين العديد من الجمهوريين بأن الحكومة الفيدرالية "غير مشروعة ويجب إطاحتها بأي وسيلة".
وحذرت من أن هذا التوجه -القابل للاشتعال- يثير خطر شن هجمات مسلحة واسعة النطاق، في فترة قريبة من الانتخابات الرئاسية المقررة عام 2024.
ونقلت عن آدم وينكلر، أستاذ القانون في جامعة كاليفورنيا، قوله: تثير هذه الصيغة القابلة للاشتعال، خطر شن هجمات مسلحة واسعة النطاق في فترة قريبة من الانتخابات الرئاسية لعام 2024، وهي هجمات يمكن أن تجعل تمرد 6 يناير يبدو وكأنه حيلة بلا أسنان، مقارنة بهذه الظاهرة المتزايدة.
وتشير المجلة، إلى هذه التحذيرات تأتي بينما يفقد الديمقراطيون والجمهوريون الثقة في نزاهة الانتخابات الأمريكية، إذ يشعر الديموقراطيون بالقلق من أن قمع الناخبين والتدخل في الانتخابات من مسؤولي الدولة الجمهوريين، سيحرم ملايين الأمريكيين من آرائهم في مراكز الاقتراع.
ونقلت المجلة عن إيريكا دي بروين، الأستاذة المساعدة في الشؤون الحكومية في كلية هاميلتون قولها: "آمل ألا يحدث هنا لأنه جنون، لكنه قد يحدث".
ورأت أن "هناك مسارًا واحدًا ضيقًا لتجنُّب مثل هذا التمرد المسلح واسع النطاق، وهو فوز كاسح لا جدال فيه لترامب، بافتراض أنه المرشح الجمهوري عام 2024"، معربة عن اعتقادها أن الديمقراطيين قد ييأسون من الخسارة، لكن ليس من المحتمل أن يخوضوا احتجاجات جماهيرية عنيفة، ضد ما يمكن اعتباره فوزًا مشروعًا في الانتخابات.
العدو على الأبواب
وذكرت "نيوزيوك" أن العديد من الجمهوريين أصبحوا يرون أنفسهم بشكل متزايد كمواطنين أقل تمثيلًا من قِبل الحكومة الفيدرالية، وأكثر من كونهم ضحايا مستبدين لتلك الحكومة.
وأضافت: "إذا خسر ترامب، بأي هامش، ولم يكن قادرًا على قلب النتائج من خلال الوسائل القانونية أو السياسية، من المحتمل أن يعلن الجمهوريون أن الانتخابات مزورة، وهذا ما حدث عام 2020 عندما أعلن ترامب أن الرئاسة سُرقت منه وتسبب ذلك بهجوم على مبنى الكابيتول".
ولفتت المجلة في تقريرها، إلى أنه "بعد فترة وجيزة من ذلك الهجوم في 6 يناير، حذر مكتب التحقيقات الفيدرالي، من أن مباني الكابيتول الخمسين في الولايات الأمريكية معرضة للخطر".
ورأت المجلة أنه "إذا فاز ترامب، ولكن بهامش ضئيل يمكن للديمقراطيين أن ينسبوه إلى القوانين والتكتيكات الجمهورية الهادفة إلى قمع أصوات الديمقراطيين، فإن الاحتجاجات الحاشدة في جميع أنحاء البلاد أمر لا مفر منه".
وقالت: "إذا خسر ترامب الأصوات، ولكن تم نقض الخسارة من خلال تصرفات مسؤولي الانتخابات الحزبيين، في الولايات أو المجالس التشريعية، أو الحكام في الولايات الرئيسة في ساحة المعركة، وكان هذا التراجع محميًا من الكونغرس الجمهوري أو المحكمة العليا، فإن الاحتجاجات مرة أخرى لا مفر منها".
وأوضحت أن الأدلة على أن جزءًا كبيرًا من الجمهوريين، يميلون بشكل متزايد إلى اللجوء إلى العنف ضد الحكومة والمعارضين السياسيين، مشيرة إلى أنه تم توجيه أكثر من 100 تهديد عنيف، العديد منها تهديدات بالقتل، إلى العاملين في مراكز الاقتراع ومسؤولي الانتخابات في ولايات عدة عام 2020، وهو ما قد يتكرر عام 2024.
وختمت "نيوزويك" تحقيقها بالقول: "دعونا نأمل ألا يصل الأمر إلى هذا الحد، وأن يكون هناك حل سلمي، لما يحتمل أن تكون انتخابات مثيرة للجدل ومتنازع عليها، لكن هذه النتيجة غير مؤكدة".
وأضافت: قد يتحدث نيزني نيابة عن الملايين، عندما يصر على أن الأوان قد فات، ويقول: "هناك الكثير منا على استعداد للتضحية بأرواحنا لاستعادة البلاد... نحن بحاجة إلى حرب أهلية".
يذكر أن تحقيق "نيوزويك" يأتي بعد أيام من مقال مشترك لثلاثة جنرالات متقاعدين في الجيش الأمريكي، في صحيفة واشنطن بوست، حذروا فيه من إمكانية اندلاع حرب أهلية في الولايات المتحدة، إذا رُفضت نتائج الانتخابات الرئاسية لعام 2024 من بعض أفراد الجيش.