هجوم إلكتروني وخيارات إسرائيلية... تحول خطير في حرب الظل بين تل أبيب وطهران
إسرائيل: قائد استخبارات الحرس الثوري الإيراني تحت أنظارنا

السياق
هجوم إلكتروني وخيارات هجومية وتهديدات، محاور عدة للتطورات المتلاحقة والمتسارعة بين إسرائيل وإيران، التي ازدادت وتيرتها خلال الأيام الماضية.
تلك التطورات التي جاءت في أعقاب التهديدات التي شملت إسرائيليين في تركيا والاغتيالات التي استهدفت ضباطًا وعلماء رفيعي المستوى في إيران، كشفت تل أبيب أنها تستعد لها بخيارات هجومية ضد طهران، في حال الحاجة إليها.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس -في مقابلة مع القناة 12 الإسرائيلية- إن بلاده تعد لخيارات هجومية ضد إيران في حال الحاجة إليها، خاصة بعد التهديدات الوشيكة والملموسة التي تواجه إسرائيليين في مدينة اسطنبول.
وبينما قال غانتس: «لسنا قادرين على حماية كل إسرائيلي في أي مكان في العالم»، صعَّد الوزير الإسرائيلي لهجته، قائلًا: «نحن على اتصال بالسلطات التركية ذات الصلة، ونعد بشكل أساسي قدرات هجومية، عندما تكون هناك حاجة إليها (...) أقترح ألا يختبر الإيرانيون هذه القدرات».
وفي محاولة من إسرائيل للتنسيق مع تركيا، لحماية مواطنيها من هجمات قد يشنها عملاء إيرانيون، أعلن مكتب وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، أنه يعتزم التوجه إلى تركيا هذا الأسبوع.
وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، في بيان إن «لابيد سيلتقي الخميس نظيره التركي مولود شاويش أوغلو».
تحذيرات ورد تركي
يأتي ذلك، بعد تحذيرات أطلقتها إسرائيل لمواطنيها، طالبتهم فيها بعدم السفر إلى تركيا، مشيرة إلى تخوفها من تدبير إيران لعمليات اغتيال أو خطف، بعد أن تعهدت الأخيرة بالثأر لاغتيال عقيد في الحرس الثوري بطهران في 22 مايو الماضي، الذي حملت عملاء إسرائيليين المسؤولية عنه.
وبينما لم تعلق إيران على تحذير السفر الإسرائيلي، قالت وزارة الخارجية التركية إن تركيا بلد آمن يتخذ الإجراءات الأمنية اللازمة، في إطار آليات التعاون، في ما يتعلق بمكافحة الإرهاب.
ذلك التحذير الإسرائيلي من السفر، الذي كان موجهًا إلى تركيا، وسعته إسرائيل –الاثنين- ليشمل بلدانًا عربية عدة بينها البحرين والأردن ومصر، بحسب تقارير إعلامية عبرية.
وقالت «القناة 13» وراديو الجيش الإسرائيلي، إنه في حين أن التهديد في الوِجهات الأخرى ليس ملموسًا، فقد يظهر الخطر قريبًا، إذا أصبحت طهران «يائسة» لارتكاب هجوم.
وقال مصدر دبلوماسي إسرائيلي: «أوصي الإسرائيليين بعدم الذهاب إلى هناك، وإذا ذهبوا فعليهم توخي مزيد من الحذر».
هوية المسؤول عن الاغتيالات
وبحسب تقارير محلية، فإن معلومات وصلت إلى جهاز الموساد الإسرائيلي، تفيد بأن المسؤول الإيراني الذي كلف بتنفيذ العمليات ضد الإسرائيليين على الأراضي التركية وغيرها، هو حسين طائب رئيس جهاز استخبارات الحرس الثوري.
وبينما أكدت التقارير، أن المسؤول الإيراني قيد المتابعة، أشارت إلى أن الأخير تعرض -في الفترة الأخيرة- إلى انتقادات واتهامات بالإهمال، جراء كثرة عمليات الاغتيال لمسؤولين إيرانيين، ما جعل الأمر بالنسبة إليه «انتقامًا شخصيًا».
وفي اعتراف نادر، قال قائد الحرس الإيراني، إن تعرض موقع بارشين العسكري لعمل تخريبي في مايو الماضي، أدى إلى قتل مهندس من وزارة الدفاع.
هجوم إلكتروني
يأتي ذلك، بينما أطلقت صافرات الإنذار في القدس وإيلات مساء الأحد، نتيجة هجوم إلكتروني، يشتبه مسؤولون إسرائيليون بأنه يحمل بصمات إيرانية.
وقالت المديرية الإلكترونية الوطنية الإسرائيلية -في بيان- إن المتسللين ربما يكونون وراء الحادث، لأن صافرات الإنذار التي جرى تفعيلها كانت مدنية وليست جزءًا من شبكة قيادة الجبهة الداخلية.
وقال بيان الجيش الإسرائيلي، إن السلطات المحلية أصدرت تعليمات باتخاذ إجراءات وقائية ضد التهديد، بينما تدرس مديرية الإنترنت ما إذا كان المتسللون الإيرانيون وراء الهجوم المزعوم.
وأفاد سكان القدس بأنهم سمعوا صافرات الإنذار في أحياء قطمونيم وبيت هكيرم ونيفي يعقوب بالمدينة، مشيرين إلى أن التنبيهات استمرت قرابة الساعة.
وفي بيان أولي، قال الجيش الإسرائيلي إن صافرات الإنذار كانت نتيجة لخلل فني، لكنه أشار -في وقت لاحق- إلى أنها دقت عبر مكبرات الصوت المدنية بدلاً من الشبكة العسكرية الخاصة.
ويشتبه مسؤولون أمنيون بأن صافرات الإنذار التي سمعت في القدس وإيلات –الأحد- كانت نتيجة لهجوم إلكتروني.
وذكرت شركة الأمن السيبراني الإسرائيلية -الأسبوع الماضي- أن قراصنة إيرانيين قادوا مؤخرًا عملية تصيد احتيالي ضد أهداف إسرائيلية رفيعة المستوى، بما في ذلك وزيرة الخارجية السابقة تسيبي ليفني والسفيرة الأمريكية السابقة لدى الدولة اليهودية.
تصاعد التوترات
وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة، بعد اغتيال ضابط إيراني كبير في طهران الشهر الماضي، حملت إيران إسرائيل المسؤولية عنه، إضافة إلى عدد آخر من القتلى من رجال الأمن داخل إيران، وضربات جوية ضد أهداف مرتبطة بإيران في سوريا.
ودخلت إيران وإسرائيل في حرب ظل منذ سنوات، لكن التوترات تصاعدت بعد سلسلة من الحوادث البارزة التي ألقت طهران باللوم فيها على إسرائيل.
ونادرًا ما تعلق إسرائيل على الضربات الفردية، إلا أنها أقرت بتنفيذ المئات في سوريا، التي يقول جيش الدولة اليهودية إنها ضرورية، لمنع إيران من الحصول على موطئ قدم على أعتابها.