مع تقدم أوكرانيا في باخموت.. هل كشفت 'فاغنر' مواقع الجيش الروسي لكييف؟

كشفت وثائق مخابرات أميركية مسربة، أن يفجيني بريغوجين، عرض الكشف عن مواقع القوات الروسية للحكومة الأوكرانية.

مع تقدم أوكرانيا في باخموت.. هل كشفت 'فاغنر' مواقع الجيش الروسي لكييف؟

السياق

بعد أشهر من الخلاف، بين رئيس مجموعة فاغنر العسكرية الخاصة يفغيني بريغوجين ورئاسة الأركان وكبار قادة الجيش الروسي، واتهامه لهم بالخيانة، أظهرت وثيقة أمريكية، أن رئيس مجموعة فاغنر، عرض إعطاء مواقع للقوات الروسية إلى الجيش الأوكراني لمهاجمتها، مقابل سحب قواتهم من المناطق المحيطة بمدينة باخموت المحاصرة.

وسُربت آلاف الوثائق الاستخباراتية الأمريكية قبل أسابيع، ومازالت تتكشف بقاياها، وحملت مواضيع عدة، لكن أغلبيتها تركز على الحرب الروسية في أوكرانيا.

أحدث تلك الأوراق المسربة، ما نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، عن أنه أواخر يناير الماضي، مع قتل آلاف من قواته، قدم بريغوجين عرضًا لكييف، عن طريق أشخاص يعملون في مديرية المخابرات العسكرية الأوكرانية.

لكن الوثائق المسربة لم توضح مواقع القوات الروسية، التي عرض بريغوجين الكشف عنها.

 

تأكيد أوكراني

ووفق "واشنطن بوست" فإن مسؤولين أوكرانيين أكدا أن بريغوجين تحدث مرات عدة، مع مديرية المخابرات الأوكرانية، وقدم العرض بشأن باخموت أكثر من مرة، لكن كييف رفضته لعدم ثقتها به، بخلاف مخاوفها من أن يكون مقترحه خدعة.

ونقلت الصحيفة عن مسؤول أمريكي، أن واشنطن هي الأخرى كانت لديها شكوك مماثلة في نية بريغوجين.

وأكدت "واشنطن بوست" أنه بعدما علم  بريغوجين أن الوثائق الأمريكية كشفت اتصالاته بالمخابرات الأوكرانية، كتب في قناته على "تلغرام": "نعم بالطبع يمكنني تأكيد هذه المعلومات، ليس لدينا ما نخفيه بشأن الخدمات الأجنبية الخاصة".

ولم يصدر أي تعليق من الكرملين.

تتمركز قوات فاغنر في محيط باخموت، التي تشهد جبهاتها قتالًا مستعرًا، وقبل ساعات من نشر "واشنطن بوست" تقريرها، اتهم بريغوجين القوات النظامية الروسية بـ"الفرار" من مواقعها قرب باخموت الأوكرانية، حيث أعلنت كييف تحقيق اختراق، مضيفًا أن الدفاعات "تنهار".

وقال يفغيني بريغوجين، في شريط مصور عبر "تلغرام": "حصل بكل بساطة فرار لوحدات وزارة الدفاع على أطراف باخموت، التي تشرف عليها وحدات من الجيش الروسي النظامي منذ فترة قصيرة".

وأكد أن القوات الأوكرانية استعادت السيطرة على خزان يقع شمالي المدينة، التي تشكل مركز المعارك شرقي أوكرانيا، وتمركزت على مرتفعات تكتيكية تطل عليها.

 

تقدم أوكرانيا

وقال أيضا إن الجيش الأوكراني يسيطر مجددًا على الطريق المؤدي إلى تشاسيف يار غربًا، الذي كان قطعه جنود روس منذ أسابيع.

وأكدت أوكرانيا أنها استعادت كيلومترين من الروس في محيط باخموت.

وقالت وزارة الدفاع الروسية -من جهتها- إنها أعادت نشر وحداتها شمالي باخموت في منطقة خزان برخيفسكه "لتعزيز استمرار الدفاع" في تصريح فسَّره مراقبون بأنه إقرار بالتراجع.

وأضاف بريغوجين أن "محاولات وزارة الدفاع الإعلامية، التقليل من خطورة الوضع تؤدي وستؤدي إلى مأساة بالنسبة إلى روسيا، يجب وقف الكذب فورًا".

وتابع أنه حال تحقيق الجيش الأوكراني تقدمًا آخر في هذا الاتجاه، سيتمكن من تطويق "فاغنر" في باخموت التي يسيطر عليها الروس بنسبة 90%.

وأعلن الجيش الأوكراني –الاثنين- "أول نجاح" لهجومه في محيط مدينة باخموت (شرق) التي تشهد أطول وأعنف معركة في إطار الغزو الروسي.

وصرح قائد القوات البرية الأوكرانية أولكسندر سيرسكي بأن "تقدم قواتنا في منطقة باخموت أول نجاح في الهجوم" الرامي منذ الصيف الماضي إلى استعادة المدينة التي تسيطر القوات الروسية على القسم الأكبر منها، بحسب ما نقلت عنه وزارة الدفاع.

 

دعم غربي جديد

يحدث هذا التصعيد الأوكراني، بالتزامن مع إعلان دول أوروبية حليفة لأوكرانيا، مدها بأسلحة متطورة.

وقالت المملكة المتحدة –الاثنين- إنها ستسلم قريباً "مئات" الصواريخ المضادة للطائرات والمسيرات الهجومية إلى كييف، قبل اجتماع في لندن، بين رئيس الوزراء ريشي سوناك والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وأفادت رئاسة الحكومة في بيان بأن هذا الدعم العسكري الجديد سيسلم خلال الأشهر المقبلة، بينما تستعد أوكرانيا لتعزيز مقاومتها للغزو الروسي.

ومن قصر الإليزيه أعلنت باريس -الاثنين- تقديم عشرات المركبات المدرعة والدبابات الخفيفة للجيش الأوكراني، إلى جانب تدريب الجنود على استخدامها، في أعقاب مأدبة عشاء جمعت الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بنظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

وفي بيان مشترك للرئيسين، دعا ماكرون وزيلينسكي أيضًا إلى فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب غزوها أوكرانيا.

وقال البيان: "في الأسابيع المقبلة، ستدرب فرنسا عديد الكتائب الأوكرانية، وتجهزها بعشرات المركبات المدرّعة والدبابات الخفيفة من طراز AMX-10RC"، مضيفًا أن باريس "تركز أيضًا جهودها على دعم قدرات الدفاع الجوي الأوكرانية".

وأكد أن "أوكرانيا وفرنسا تتفقان على ضرورة زيادة الضغط الجماعي على روسيا، من خلال فرض مزيد من العقوبات عليها، لإضعاف قدرتها على مواصلة حربها العدوانية وغير القانونية".

وقال زيلينسكي في تغريدة، خلال توجهه إلى قاعدة فيلاكوبلاي الجوية جنوبي غرب باريس: "مع كل زيارة إلى باريس، تتوسع القدرات الدفاعية والهجومية لأوكرانيا".

وأضاف: "العلاقات بأوروبا تزداد قوة، والضغط على روسيا آخذ في الازدياد".

 

الوساطة الصينية

أفاد مسؤول أوكراني رفيع المستوى، بأن الموفد الصيني لي هوي، الممثل الخاص للشؤون الأوراسية، المكلف بمناقشة تسوية للنزاع في أوكرانيا، سيزور كييف الثلاثاء والأربعاء.

وقال المسؤول الذي طلب عدم كشف اسمه: "سأكون في كييف 16 و17 مايو".

وتفيد بكين أن لي هوي، سفير الصين السابق في روسيا، سيبحث في أوكرانيا وبولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا "تسوية سياسية للأزمة الأوكرانية".

كان "اتصال تاريخي" قد جرى بين الزعيم الصيني شي جين بينغ والرئيس الأوكراني زيلنيسكي، بحثا فيه إمكانية السلام مع روسيا.