الصواريخ الروسية تمطر كييف.. والصين تبحث عن حل غير سحري لإنهاء الحرب
الانفجارات تهز كييف... والصين تستبعد الحل السحري لإنهاء القتال

السياق
ككل يوم، في الحرب التي تجاوزت العام بأشهر، دوّت انفجارات عدّة -فجر الخميس- في كييف ومناطق أوكرانية أخرى، حيث ناشدت السلطات السكّان الاحتماء في ملاجئ آمنة، بحسب ما أعلن الجيش الأوكراني.
يأتي ذلك، بعد تضرر نظام الدفاع الجوي الأمريكي باتريوت، خلال هجوم صاروخي روسي على كييف، وفق ما قال مسؤول دفاع أمريكي، مؤكدًا أنها لاتزال تعمل.
صواريخ كروز
من جانبها أعلنت وزارة الدفاع الروسية، تدمير خمس منصات إطلاق صواريخ باتريوت في كييف.
وذكرت في بيان:" وفقًا لبياناتٍ مؤكدة وموثوقة، ونتيجة للضربة الجوية بصاروخ كينجال الفرط صوتي، أصيبت ودُمرت محطة رادار متعددة الوظائف للمنظومة، إضافة إلى خمس منصات إطلاق صواريخ باتريوت أمريكية الصنع".
من ناحيته تحدث سيرغي بوبكو، رئيس الإدارة المدنية والعسكرية في كييف، عبر "تلغرام" عن "تسجيل سقوط حطام في منطقة دارنيتسكي بالعاصمة، ويجرى التحقّق من البيانات المتعلّقة بالضحايا والأضرار".
وأضاف أنّ الدفاعات المضادّة للطائرات تتصدّى لهذا الهجوم الجوي.
بدوره أعلن الجيش الأوكراني أنّ منطقة فينييتسيا -وسط البلاد- تتعرّض لهجمات بصواريخ كروز، مشيراً إلى أنّه أطلق تحذيرات للسكّان من خطر تعرّضهم لضربات جوية.
من ناحيته، قال رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو إنّ حريقاً اندلع في محل تجاري بمنطقة دارنيتسكي بالعاصمة نتيجة سقوط الحطام، مشيراً أيضاً إلى تسجيل انفجار في منطقة ديسنيانسكي،
بينما تحدثت وسائل إعلام محليّة عن انفجارات في خميلنيتسكي، على بُعد نحو 100 كيلومتر إلى الغرب.
وأشار الجيش الأوكراني إلى تفعيل أنظمة الإنذار الجوي، في جميع أنحاء أوكرانيا.
يتزامن ذلك مع زيارة المبعوث الصيني الخاص لكييف "لي هو" إلى أوكرانيا، وهو أعلى مسؤول من بكين يزور البلاد منذ بدء الحرب.
لا حل سحريًا
بحسب بيان وزارة الخارجية الصينية، أكد لي هو أنه "لا حل سحريًا للأزمة" بينما كرر دعواته إلى روسيا وأوكرانيا لبدء محادثات لوقف الحرب.
وزار لي أوكرانيا -الثلاثاء والأربعاء- حيث أجرى محادثات مع وزير الخارجية دميترو كوليبا ومسؤولين آخرين.
وقال لي :"على كل الأطراف أن تبادر من تلقاء نفسها، وبناء الثقة المتبادلة وتهيئة الظروف لوقف الحرب والتحاور".
كانت زيارة لي هو إلى كييف ضمن جولة أوروبية لعرض اقتراحات بكين لإنهاء الحرب، في جولة بدأت من أوكرانيا وتشمل بولندا وفرنسا وألمانيا وروسيا.
وأضاف لي هو في محادثاته مع المسؤولين الأوكرانيين وببينهم كوليبا، أن الصين "ستواصل تقديم المساعدة لأوكرانيا ضمن قدراتها".
وتعد الصين حليفًا مقربًا من روسيا، لكنها تقدم نفسها كطرف محايد في الحرب.
وفي أبريل، تحدث لي هو هاتفيًا ساعة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
ونقل وزير الخارجية الأوكراني إلى "لي هوي" تقدير بلاده لدور بكين في البحث عن حلّ للنزاع، علمًا بأن كييف طرحت بدورها نقاطها الخاصة لأي تسوية، التي تقوم على استعادة كل الأراضي التي تسيطر عليها القوات الروسية، بما يشمل شبه جزيرة القرم التي ضمّتها موسكو عام 2014.
وأشاد كوليبا بدور الصين، بما يشمل مبادرة البحر الأسود التي سمحت باستئناف صادرات الحبوب عبر البحر الأسود، والسلامة النووية.
وأعلنت الأطراف المعنية –الأربعاء- أي روسيا وأوكرانيا وتركيا والأمم المتحدة، تمديد اتفاق تصدير الحبوب عبر البحر الأسود شهرين إضافيين.
الشرط الأوكراني
من المتوقع أن يزور لي هو موسكو "نهاية الشهر" الحالي، وفق ما نقلت وكالة تاس الروسية، عن نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودنكو، من دون أن يذكر موعدًا لذلك.
ودائمًا ما يعترض الرئيس الصيني شي جينبينغ لنقد من دوائر صنع القرار والإعلام الغربي، لرفضه إدانة الغزو والإبقاء على تحالف الصين الاستراتيجي مع موسكو.
وفي السياق ذاته، أكدت أوكرانيا -خلال لقائها بالمبعوث الصيني- تمسّكها باحترام سيادة أراضيها، في أي مقترح لإنهاء الحرب.
والتقى لي هو في كييف وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، قبل لقاء محتمل مع الرئيس فولوديمير زيلينسكي في وقت لاحق.
وأعلنت الخارجية الأوكرانية -في بيان- أن كوليبا شرح لضيفه "مبادئ إرساء سلام دائم وعادل يستند إلى احترام سيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها".
وأكد أن كييف "لا تقبل أي اقتراح قد يتضمن خسارة أراض أو تجميد النزاع".
من جهتها أكدت بكين أن لي هو، الممثل الخاص للشؤون الأوراسية والسفير الصيني السابق لدى موسكو، سيناقش "التسوية السياسية" للنزاع.
ونشرت بكين في فبراير وثيقة من 12 نقطة، تهدف إلى وضع حد للحرب في أوكرانيا، ودعت إلى الحوار واحترام سيادة الدول، إلا أن هذه الوثيقة لقيت انتقادًا غربيًا لصيغتها الغامضة.
وزار الرئيس الصيني شي جينبينغ موسكو في مارس، مقدّماً دعمًا رمزيًا لبوتين، في مواجهة الدول الغربية.