فايننشال تايمز: السعودية تسعى إلى توسيع نفوذها الإعلامي بقناة إخبارية إنجليزية لمنافسة 'الجزيرة'

تقول المحللة الإعلامية كلير إندرز، إن السعودية كانت تراقب الاستراتيجية الإعلامية لقطر -بما في ذلك حصولها على الحقوق الرياضية- وكانت تستخدم قواعد اللعبة نفسها.

فايننشال تايمز: السعودية تسعى إلى توسيع نفوذها الإعلامي بقناة إخبارية إنجليزية لمنافسة 'الجزيرة'

ترجمات - السياق

قالت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية، إن مجموعة إعلامية سعودية، مدعومة من الدولة، تبحث إنشاء قناة إخبارية دولية باللغة الإنجليزية، يمكن أن تنافس قناة الجزيرة، في محاولة من المملكة لتوسيع نفوذها الإعلامي العالمي.

وقال مطلعون على المشروع، إن المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام، بصدد استشارات إعلامية، لدراسة جدوى ونطاق المشروع، مشيرين إلى أن الاستعدادات في مرحلة مبكرة.

لكن هؤلاء الأشخاص قالوا إنها ستكون ثاني مؤسسة إعلامية، تبث خدمتها باللغة الإنجليزية في الوطن العربي، بعد قناة الجزيرة الإنجليزية، بحسب «فايننشال تايمز»، التي قالت إن «الجزيرة الإنجليزية» مملوكة لشبكة الجزيرة الإعلامية، وتسيطر عليها دولة قطر المجاورة للسعودية، التي استخدمت قناتها الإخبارية باللغة الإنجليزية، لمساعدة الدولة في رفع مكانتها خارج المنطقة.

وقال أحد المطلعين، إن تمويل المبادرة السعودية، من المرجح أن يكون «خارج النطاق، بالنظر إلى رغبة الدولة في إنشاء قناة تساعد في نشر كلمة السعودية بالعالم».

إلا أن مطلعًا آخر على هذه الخطط، قال للصحيفة البريطانية، إن تلك القناة المزمع إنشاؤها لن تستمر إلا إذا تبين أنها قابلة للتطبيق تجاريًا.

 

مشاريع ضخمة

وتقول «فايننشال تايمز»، إنه مع تدفق عائدات النفط، نمت ثقة المملكة العربية السعودية -بشكل متزايد- في الوقت الذي تسعى إلى التنافس مع دبي، في دولة الإمارات العربية المتحدة، لأنها المركز المالي لمنطقة الخليج.

وأوضحت الصحيفة البريطانية، أن السعودية تخطط لإنفاق مئات المليارات من الدولارات، على مشاريع ضخمة تهدف إلى تحفيز وتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط.

وأشارت إلى أن SRMG (المجموعة السعودية للأبحاث والإعلام)، التي ارتبطت بالعاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز، ويرأسها أبناؤه حتى عام 2014، بدأت تتوسع في السنوات الأخيرة.

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن الشركة المدرجة في البورصة تدير 36 وسيلة إعلامية، بما في ذلك صحيفة الشرق الأوسط العربية وقناة الشرق الإخبارية، التي دخلت في شراكة مع "بلومبرغ"، إضافة إلى أن لديها شراكات مع «الإندبندنت» البريطانية على الإنترنت، وتدير إصداراتها في الشرق الأوسط.

 

استراتيجية قطر الإعلامية

من جانبها، قالت المحللة الإعلامية كلير إندرز، إن القنوات الإخبارية نادرًا ما تحقق ربحًا، لكن ذلك لم يكن هدف مالكيها مثل السعودية، مضيفة أن المملكة كانت تراقب الاستراتيجية الإعلامية لقطر -بما في ذلك حصولها على الحقوق الرياضية- وكانت تستخدم قواعد اللعبة نفسها.

«الجزيرة ساعدت في انتشار قطر، بينما تمتلك السعودية موارد غير محدودة للاستثمار في استراتيجية إعلامية مماثلة، لإضفاء الشرعية على موقعها في العالم، ومساعدتها في الوصول إلى الناس»، تقول المحللة الإعلامية، مشيرة إلى أن «القناة الإخبارية جزء من استراتيجية إعلامية أوسع بمليارات الدولارات».

 

مخاوف

وبحسب الصحيفة البريطانية، فإن شراكة المملكة العربية السعودية مع «الإندبندنت» أثارت مخاوف بشأن حرية الرأي والتحرير، وكذلك بيع 30% من المؤسسة الإخبارية لرجل الأعمال السعودي سلطان محمد أبو الجدايل عام 2017.

وختمت «فايننشال تايمز» تقريرها، قائلة إن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، يحظى بشعبية بين شباب البلاد بسبب إصلاحاته الاجتماعية، وإن المملكة العربية السعودية ليست الدولة الخليجية الوحيدة التي تفكر في الاستثمار بوسائل الإعلام، ففي هذا العام، أنشأت شركة الاستثمارات الإعلامية الدولية في دولة الإمارات مشروعًا مشتركًا بمليار دولار مع «ريد بيرد كابيتال بارتنز» التابعة لشركة جيف زاكر للاستثمارات الإعلامية والرياضية.